ما الذي ينتظره عالم «الأعمال» في 2022؟ «الإيكونوميست» تجيب

بضعة أيام تفصلنا عن طي صفحات عام 2021، واستقبال العام الجديد، الذي يبدأ مُحملاً بالعديد من الأزمات الاقتصادية المتبقية من عامي «2020 الاستثنائي» وعام 2021 الذي تزايدت فيه حدة الأزمات، حيث أضاف العام الحالي –إلى جانب وباء كورونا- ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع وأسعار الطاقة خاصة في أوروبا، فضلاً عن حدوث خلل في سلاسل التوريد والإمداد، والارتفاعات الكبيرة في تكاليف الشحن، بالإضافة إلى أزمة المناخ، خاصة بعد أن ضربت الفيضانات أوروبا، وزادت حرائق الغابات من اليونان إلى كاليفورنيا.

وفى ظل استمرار الجائحة حتى وقتنا هذا رغم توفير اللقاح فى معظم دول العالم، تكثر التساؤلات حول مستقبل التحولات الدولية فى عام 2022، لذا نشرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، تقريرًا بعنوان «10 قضايا مرتقبة فى العام القادم»، حيث يناقش التقرير القضايا العشر الأكثر أهمية خلال 2022، والتي يأتي على رأسها أزمة المناخ، ومخاوف توطن الوباء، واستمرار التضخم.

توطن الوباء

وأوضح التقرير أن القضية الأول تتمثل فى المخاوف من توطن الوباء، حيث توقع التقرير أن يكون هناك المزيد من اللقاحات فى الفترة القادمة، كما سيتم تصنيع أدوية جديدة مضادة للفيروسات، مما يحد من تهديد الفيروس لحياة الأشخاص الحاصلين على اللقاح خاصة فى الدول المتقدمة، موضحاً أن الفيروس سيظل يشكل تهديداً للدول النامية.

أضاف أنه فى حال لم يتم تكثيف نشر اللقاحات، سيصبح فيروس كورونا مجرد مرض من بين العديد من الأمراض المتوطنة التى تصيب الفقراء دون الأغنياء.

تراجع التضخم

ذكر التقرير أن القضية الثانية تتمثل فى التخوفات حول إمكانية تراجع التضخم فى الفترة القادمة، خاصة فى ظل اضطرابات سلاسل التوريد والارتفاع الحاد فى الطلب على الطاقة والذي أدى بدوره إلى ارتفاع الأسعار، مضيفًا «فبالرغم من ادعاءات محافظي البنوك المركزية أن ارتفاع الأسعار مؤقت، فإن هناك شكوكًا كبيرة فى هذا».

وأضاف أن بريطانيا تحديداً مُعرضة لخطر التضخم المصحوب بركود اقتصادي، وذلك نتيجة لنقص الأيدي العاملة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واعتمادها على الغاز الطبيعي باهظ الثمن.

مستقبل العملات

ولفتت «الإيكونوميست» إلى أن القضية الثالثة تخص مستقبل العمل، مؤكدةً أن هناك إجماع واسع على أن المستقبل سيكون «مختلطاً»، وأن المزيد من الأفراد سيقضون أياماً أكثر فى العمل من المنزل، إلا أن هناك خلاف كبير حول التفاصيل الخاصة بعدد أيام العمل، حيث تظهر الدراسات الاستقصائية أن النساء أقل حرصًا على العودة إلى العمل في المكاتب؛ لذا فقد يخاطرن بالتخلي عن الترقيات، كما تزداد النقاشات حول القواعد الضريبية ومراقبة العُمَّال عن بُعد.

التكنولوجيا العميقة

تركيز الشركات الصينية على التكنولوجيا العميقة، هي القضية الرابعة التى ينتظرها عالم الأعمال فى 2022، حيث تحاول الجهات التنظيمية فى الولايات المتحدة وأوروبا، كبح جماح عمالقة التكنولوجيا لسنوات، لكنهم مع ذلك، لم يُحدثوا تأثيرًا يذكر فى معدلات نموها أو أرباحها.

عدم قدرة الجهات التنظيمية الأوروبية والأمريكية على السيطرة على شركات التكنولوجيا، دفع الصين إلى الإمساك بزمام المبادرة، حيث يرغب الرئيس الصيني «شي جين بينج»، فى أن تُركز الشركات الصينية على «التكنولوجيا العميقة» التي توفر ميزة جيوستراتيجية، لا على التقنيات العبثية مثل الألعاب والتسوق، ولكن يبقى السؤال: هل سيعزز ذلك الابتكار الصيني، أم سيخنق ديناميكية الصناعة؟

«الإيكونوميست» تتوقع نشوب معركة ثلاثية بين «العملات المشفرة والبنوك المركزية وشركات التكنولوجيا» من أجل مستقبل التمويل

بينما يناقش القضية الخامسة، نمو العملات المشفرة، حيث أشار التقرير إلى أن هناك محاولات لتدجين العملات المشفرة، فى ظل تشديد الجهات التنظيمية للقواعد؛ حيث تتطلع البنوك المركزية أيضاً إلى إطلاق عملاتها الرقمية، وبناءًا على ذلك، فالنتيجة هي معركة ثلاثية من أجل مستقبل التمويل، بين حشد التمويل اللامركزي الذى يعتمد على العملات المشفرة، وشركات التكنولوجيا التقليدية، والبنوك المركزية، ومن المرجح أن تشتد تلك المعركة فى عام 2022.

أزمة المناخ وعملية إزالة الكربون

أزمة المناخ، أحد أبرز التطورات التي ظهرت على الساحة العالمية بقوة خلال 2021، لذا أوضح التقرير أنه على الرغم من زيادة حرائق الغابات وموجات الحر والفيضانات، فإن هناك تقصيراً كبيراً من صناع القرار السياسي عندما يتعلق الأمر بالتصدي للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى أن عملية إزالة الكربون تتطلب تعاوناً من الصين والدول الغربية، فى حين أن التنافس الجيو سياسي يشتد أكثر بين الطرفين.

السفر.. ومشاكل الإغلاق

تتمثل القضية السابعة فى مشكلة السفر، حيث أن نشاط السفر ينتعش مع إعادة فتح الاقتصادات، لكن الدول التى اتبعت استراتيجية «كوفيد الصفرية»؛ والتى يتم فيها تنفيذ إغلاق صارم فى حالة اكتشاف إصابة واحدة، ثم إخضاع جميع من فى دائرة الإصابة للاختبار، مثل أستراليا ونيوزيلندا، تواجه صعوبة فى إدارة الانتقال إلى عالم يستوطن فيه الفيروس، وفى ذات الوقت، تقلصت رحلات الأعمال التجارية إلى النصف، كما تأثرت السياحة كثيرًا، بحسب التقرير.

سباقات الفضاء

وتأتي سباقات الفضاء كأحد الاتجاهات المنتظرة فى 2022، حيث اعتبر التقرير أن 2022 سيكون عاماً استثنائياً في سفر العديد من الأشخاص إلى الفضاء، وذلك عن طريق الشركات السياحية الفضائية المتنافسة، متوقعاً أن تُنهي الصين محطتها الفضائية الجديدة، كما سيتنافس صانعو الأفلام على صناعة المزيد من الأفلام فى الفضاء.

المنافسات الرياضية

وأضاف التقرير أن القضية التاسعة تتمثل فى؛ السياسة والمنافسات الرياضية العالمية، حيث أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى بكين، وكأس العالم لكرة القدم فى قطر، ستكونان بمثابة تذكير لكيف يُمكن للرياضة أن تجمع العالم، مضيفاً أن الأحداث الرياضية الكبيرة غالبًا ما تنتهي بتدخلات سياسية، مما يشير إلى احتمالية وجود احتجاجات موجهة من بعض الدول.

الديمقراطية ضد الاستبداد

فيما تتمثل القضية الأخيرة فى «الديمقراطية ضد الاستبداد»، حيث يتوقع التقرير أن يستمر التنافس بين الصين والولايات المتحدة فى كل المجالات، ويمتد من التجارة والقواعد التقنية واللقاحات، إلى المحطات الفضائية، مضيفاً «بينما يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن، حشد العالم الحر تحت راية الديمقراطية، فإن دولته المنقسمة والمختلة وظيفيًا، تتعارض مع ذلك».