سامسونج تعلن خطتها لبناء مصنع للرقائق بقيمة 17 مليار دولار فى تكساس

قالت شركة سامسونج إنها تخطط لبناء مصنع لأشباه الموصلات بقيمة 17 مليار دولار خارج أوستن ، تكساس ، وسط نقص عالمي في الرقائق المستخدمة في الهواتف والسيارات والأجهزة الإلكترونية الأخرى.

ومن جانبه علق حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، في إعلانه عن المشروع أمس الثلاثاء قائلا: «هذا هو أكبر استثمار أجنبي مباشر في ولاية تكساس على الإطلاق». وأعلنت الشركة إنها ستبدأ في بناء مصنع تكساس العام المقبل وتأمل أن تبدأ عملياتها في النصف الثاني من عام 2024.

وقد اختارت شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة الموقع بناءً على عدد من العوامل ، بما في ذلك الحوافز الحكومية و «جاهزية واستقرار» البنية التحتية المحلية ، بحسب تصريحات نائب رئيس سامسونج كينام كيم ، متحدثًا إلى جانب الحاكم الجمهوري.

ظهر النقص في الرقائق كعقبة تجارية ومصدر قلق خطير للأمن القومي للولايات المتحدة. أدى نقص الإمدادات من أشباه الموصلات التي بدأت بسبب عمليات الإغلاق خلال الجائحة إلى إعاقة إنتاج المركبات والأجهزة الإلكترونية الجديدة لأكثر من عام. الأسئلة الجديدة المتعلقة بالأمن الاقتصادي والوطني هي أيضًا على المحك نظرًا لأن العديد من الشركات الأمريكية تعتمد على الرقائق المنتجة في الخارج ، لا سيما في تايوان ، التي لطالما ادعت الصين أنها أراضيها.

قالت نينا تورنر ، محللة أبحاث في آي دي سي آي دي سي: «إنها مخاطرة تركيز ، خطر جيوسياسي» أن نعتمد بشدة على تايوان في معظم إنتاج الرقائق في العالم. وقالت إن النقص الحالي من المرجح أن يهدأ ولكن سيكون هناك طلب طويل الأجل على الرقائق حيث يعتمد المزيد والمزيد من المنتجات اليومية عليها. يقوم العديد من صانعي الرقائق بتوزيع عمليات التصنيع الخاصة بهم استجابة للنقص ، الذي أثر على قطاعات من شركات صناعة السيارات إلى صناعة ألعاب الفيديو.

قال أنجيلو زينو ، المحلل في CFRA: «من المنطقي أن تكون سلسلة التوريد أكثر تنوعًا جغرافيًا». «من الواضح أنك ترى بعض خطط سعة المسبك الجديدة يتم الإعلان عنها في الولايات المتحدة وكذلك في أوروبا.»

وأشار زينو إلى إن هناك عاملًا آخر وهو توقع أن يوافق الكونجرس على الإعانات الفيدرالية لصناعة أشباه الموصلات لبناء مصانعها في الولايات المتحدة ، على أمل أن تجلب الوظائف ، وتقلل من مخاوف الإمداد في المستقبل ، وتعطي الولايات المتحدة نفوذًا أكبر على المنافسين الاقتصاديين مثل الصين.

وكانت سامسونج قد أشارت في وقت سابق إلى أنها كانت تستكشف مواقع في تكساس وأريزونا ونيويورك من أجل مصنع رقائق أمريكي جديد محتمل. كان لديها مصنع لتصنيع الرقائق في أوستن ، تكساس ، منذ أواخر التسعينيات. لكن معظم مراكز التصنيع في آسيا.

قالت شركة سامسونج إنها تتوقع إنفاق 17 مليار دولار على مشروع تكساس ، مما سيجعله أكبر استثمار للشركة في الولايات المتحدة. وقالت إن المنشأة الجديدة ستعزز إنتاج الرقائق عالية التقنية المستخدمة في اتصالات الهاتف المحمول 5G والحوسبة المتقدمة والذكاء الاصطناعي ، و أيضًا تحسين مرونة سلسلة التوريد.

انخفضت حصة الولايات المتحدة في سوق تصنيع الرقائق العالمية من 37٪ في عام 1990 إلى 12٪ اليوم ، وفقًا لجمعية صناعة أشباه الموصلات ، وهي مجموعة تجارية. كانت إدارة بايدن تضغط على الكونجرس لتمرير قانون الرقائق بقيمة 52 مليار دولار لزيادة تصنيع رقائق الكمبيوتر والبحث. ومن شأن تشريع منفصل قيد الدراسة أيضًا إنشاء ائتمان ضريبي جديد للاستثمار في مرافق تصنيع أشباه الموصلات.

كان كيم من سامسونج متهورًا بشأن تكساس التي يقودها الجمهوريون في تعليقاته يوم الثلاثاء ، لكنه أشاد أيضًا بالشراكات مع إدارة بايدن وقادة الكونجرس من كلا الحزبين. وقال أبوت إن المشروع سيستفيد من الحوافز «متعددة المستويات» على المستويات الفيدرالية والولائية والمحلية.

وقالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو في بيان مكتوب أشادت بإعلان سامسونج «زيادة الإنتاج المحلي لرقائق أشباه الموصلات أمر بالغ الأهمية لأمننا القومي والاقتصادي».

أشار العديد من صانعي الرقائق إلى اهتمامهم بتوسيع عملياتهم الأمريكية إذا كانت الحكومة الأمريكية قادرة على تسهيل بناء مصانع الرقائق. قالت شركة ميكرون تكنولوجى، ومقرها بويز بولاية أيداهو ، إنها ستستثمر 150 مليار دولار على مستوى العالم خلال العقد المقبل في تطوير خطها من رقائق الذاكرة ، مع توسع محتمل في التصنيع في الولايات المتحدة إذا كان بإمكان الإعفاءات الضريبية أن تساعد في تعويض التكاليف المرتفعة للتصنيع الأمريكي. حث بات جيلسنجر ، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل لصناعة الرقائق ومقرها كاليفورنيا ، الولايات المتحدة على تركيز دعمها لأشباه الموصلات على الشركات الأمريكية.

أعلنت إنتل في وقت سابق من هذا العام عن خطط لاستثمار 20 مليار دولار في مصنعين جديدين في ولاية أريزونا. تقوم شركة شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC) ، ببناء مصنعها الخاص في ولاية أريزونا.

سامسونج هي اللاعب المهيمن في السوق لرقائق الذاكرة التي تعتبر أساسية للهواتف الذكية وغيرها من الأدوات ، لكن زينو أشار إلى إنها توسع دورها أيضًا في «جانب المسبك» ، مما يعني تصنيع الرقائق المصممة من قبل شركات أخرى مقابل تأجيرها. وقال عن مصنع تكساس: «أتوقع أن تكون قائمة على المسبك في الطبيعة». «إنه يتماشى مع نيتهم ​​مضاعفة قدراتهم في المسابك ثلاث مرات.»

بذلت دول أخرى جهودًا مماثلة لتقريب الرقائق من مكان استخدامها. وقالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق في نوفمبر تشرين الثاني إنها قد توافق على تقديم مساعدات لتمويل إنتاج أشباه الموصلات في التكتل الذي يضم 27 دولة.

يعمل المسؤولون في مقاطعة ويليامسون منذ عدة أشهر على حزمة من الحوافز التي ستجلب مصنع سامسونج إلى منطقة ريفية بين مدينتي تايلور وهوتو والتي ستوظف حوالي 1800 عامل. وقالت أبوت يوم الثلاثاء إنها ستوفر أكثر من 2000 وظيفة.

قال روس بولز ، مفوض المقاطعة الذي يشمل الموقع: «الآن هو في الغالب محصول زراعي ورعي». «المكان الذي يبحثون فيه به بنية تحتية رائعة. به كهرباء كبيرة ومياه كبيرة ونظام طرق جيد. هذه الأشياء ذات الصواميل والمسامير مهمة لشركة سامسونج وللمشروع.»

عقد مجلس إدارة المدرسة في تايلور اجتماعا في 15 نوفمبر للموافقة على ترتيب من شأنه أن يمكّن سامسونج من التوفير في الضرائب إذا قامت ببناء منشأة داخل حدود المنطقة التعليمية. جاء ذلك بعد موافقة سابقة على الحوافز الضريبية وتحسينات البنية التحتية من المسؤولين الحكوميين في مقاطعة ويليامسون ، حيث يقع تايلور. يقع الموقع على بعد حوالي 40 دقيقة بالسيارة شمال شرق أوستن.