ارتفاع أسعار الفحم يهدد بمزيد من الخسائر للاقتصاد الصينى وسلاسل التوريد العالمية

ساعد نقص الطاقة في دفع النمو الاقتصادي في الصين إلى أبطأ مستوياته في عام ، في حين أن ارتفاع أسعار الفحم اليوم الاثنين يهدد بمزيد من الألم للصناعة الصينية وسلاسل التوريد العالمية، وفقا لوكالة رويترز.

قلصت الشركات في أوروبا التوقعات وسط الاختناقات العالمية ، في حين أن أسعار الغاز الأوروبية ، التي لا تزال أعلى بأكثر من 350٪ مما كانت عليه في بداية عام 2021 ، أجبرت المزيد من شركات إمدادات الطاقة في جميع أنحاء المنطقة على الانهيار.

اتخذت هيئة تنظيم الطاقة في جمهورية التشيك خطوة استثنائية بمطالبة الموردين بتقديم تطمينات بأنهم يستطيعون توفير الطاقة للمنازل والشركات ، بعد أن أوقفت مجموعة أخرى من مجموعات الكهرباء والغاز في البلاد الإمداد.

كما تراجع الموردون في الأسواق الأوروبية الأخرى ، بما في ذلك بريطانيا ، في الأسابيع الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

في آسيا ، قالت شركة أوم إنيرجي للطاقة على موقعها الإلكتروني إنها خرجت من سوق الكهرباء بالتجزئة في سنغافورة يوم الجمعة ، وهي ثالث شركة تفعل ذلك في الأسابيع الأخيرة.

لتخفيف أزمة الصين ، اتخذت بكين مجموعة من الخطوات لتعزيز إنتاج الفحم ، الذي يغذي حوالي 60٪ من محطات الطاقة لديها. لكن بيانات اليوم الاثنين أظهرت أن تلك الخطوات تستغرق وقتا طويلا لتغذيتها بينما يستمر الطلب على الكهرباء في الارتفاع.

وأظهرت بيانات رسمية أن إنتاج الفحم في الصين بلغ 334.1 مليون طن الشهر الماضي ، انخفاضًا من 335.24 مليون طن في أغسطس ، وأقل بنسبة 0.9٪ عن العام السابق.

وأظهرت حسابات رويترز أن هذا يعني أن إنتاج سبتمبر بلغ في المتوسط ​​11.14 مليون طن يوميا ، مقارنة بالأرقام الصادرة عن الصين الأسبوع الماضي التي تقول إن الإنتاج اليومي كان أكثر من 11.2 مليون طن ، بارتفاع طفيف على الرغم من جهود بكين.

الصين تخسر معركة السيطرة على أسعار الفحم

قال أليكس ويتوورث ، رئيس أبحاث الطاقة والطاقة المتجددة في آسيا والمحيط الهادئ في Wood Mackenzie: «تخسر الحكومة الصينية معركة السيطرة على أسعار الفحم المرتفعة».

وأضاف: «على الرغم من الجهود المبذولة لزيادة إمدادات الفحم ، انخفض الإنتاج في سبتمبر بسبب تحديات الطقس والسلامة والخدمات اللوجستية. كما لم تنجح الصين في كبح جماح الطلب المتزايد على الطاقة.»

أظهرت البيانات أن قيود الطاقة ساهمت في تباطؤ النمو في الصين في الربع الثالث. ونما ثاني أكبر اقتصاد في العالم 4.9 بالمئة ، وهو أبطأ وتيرة له منذ الربع الثالث من 2020 وهبوطًا من 7.9 بالمئة في الربع الثاني.

أدى نقص الفحم المحلي إلى ارتفاع أسعار الوقود لمولدات الطاقة الصينية ، مما تسبب في قيام الشركات غير المربحة بترشيد الطاقة للمستخدمين الصناعيين وإجبار بعض المصانع على تعليق الإنتاج ، وتعطيل سلاسل التوريد العالمية.

الشركات الأوروبية هي من بين الشركات التي تشعر بالضيق ، حيث تزيد أزمة الطاقة من التحديات بما في ذلك النقص في رقائق الذاكرة ونقص حاويات الشحن.

تعد شركة فيليبس للتكنولوجيا الصحية الهولندية، هي الأحدث التي قلصت توقعاتها للمبيعات ونمو الأرباح في عام 2021 ، قائلة إن النقص العالمي في المكونات الإلكترونية قد أضر بأرباح الربع الثالث.

وقال الرئيس التنفيذي فرانس فان هوتين «تقلب سلسلة التوريد اشتد على مستوى العالم». «نتوقع أن تستمر هذه الرياح المعاكسة في الربع الرابع.»

لا تزال أسعار الوقود مرتفعة للغاية مع تداول النفط بالقرب من أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات يوم الاثنين فوق 85 دولارًا للبرميل وما يزيد عن 60٪ هذا العام. وقد يكون مؤشر الغاز الأوروبي قد انخفض عن ذروة هذا الشهر لكنه لا يزال مرتفعًا بأكثر من 350٪ هذا العام.

وقالت روسيا ، التي تزود أوروبا بنحو ثلث الغاز ، إنها مستعدة لضخ المزيد ، لكن المسؤولين الروس قالوا أيضًا إن أوروبا يمكن أن تخفف أزمة الإمدادات وأسعارها الساخنة من خلال إعطاء الضوء الأخضر لمشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.

ويجدر الإشارة إلى ان خط الأنابيب الذي تقوده روسيا ، والذي سيضاعف قدرة تصدير الأنابيب الروسية إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق ، اليوم الاثنين ، اتخذ خطوة أخرى للتحضير لبدء التشغيل.

ومع ذلك ، قد تستغرق الموافقة على بدء العمليات أشهرًا بالنسبة للمشروع الذي تعارضه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ، خشية أن يجعل أوروبا أكثر اعتمادًا على الطاقة الروسية.