«زيادة بأسعار النفط عالميًا واستقرار محلي».. كيف أثرت سفينة قناة السويس العالقة على تداولات الوقود؟

لاتزال سفينة “إيفرجرين” التي تسد المجرى الملاحي لقناة السويس، عالقة لليوم السادس على التوالي، ما يعيق حركة تداول شحنات النفط والوقود بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

وتسببت السفينة البالغ طولها 400 متر، في توقف حركة المرور في كلا الاتجاهين عبر إحدى أكثر القنوات ازدحاما في العالم لشحن النفط بين آسيا وأوروبا.

وشهدت أسعار البترول العالمية ارتفاعا طفيفا، خلال اليومين الماضيين، على خلفية الإعلان عن جنوح سفينة النقل وتباطؤ حركة الملاحة في قناة السويس نتيجة جنوح السفينة إيفرجرين.

تكلفة مضاعفة لشحن النفط

وقال الدكتور رمضان أبوالعلا الخبير البترولي، إن إعادة توجيه السفن العالقة في القناة المحملة بشحنات الوقود والبترول الخام ستزيد من تكلفة الشحن بما يقارب الـ 400 ألف دولارًا للسفينة الواحدة.

أضاف لـ “أموال الغد”، أن التكلفة الإضافية للشحن حال زيادتها فلن يتحملها المستأجر باعتبار أن الدول المستوردة لا تتحمل تكاليف الشحن، وإنما يتم التنسيق بين الجهة المصدرة وشركات السفن في تسليم الشحنات النفطية ومنتجات الوقود لمناطق الاستهلاك.

حجم التداول بالقناة

لفت أبوالعلا، إلى أن شحنات النفط والوقود اليومية التي تمر عبر القناة تصل إلى حوالي 1.7 مليون برميل، في حين تقارب إجمالي عمليات التداول اليومية من النفط الخام حاجز الـ 40 مليون برميل في اليوم.

أشار إلى أن جملة حركة تداول النفط عبر القناة في 2020، تنقسم إلى حوالي 550 ألف بريمل يوميًا من النفط الخام المورد من الشرق الوسط إلى أوروبا عبر قناة السويس، كما استوردت الدول الأوروبية حوالي 1.2 مليون برميل من خلال دول جنوب آسيا التي تمر عبر القناة.

هل تتأثر مصر؟

صرحت مصادر مسئولة بالهيئة العامة للبترول، أن مصر تعتمد على خط سوميد في استقبال النفط الخام الذي تقوم بتكريره محليًا لسد حاجة السوق من الوقود، وبالتالي لن تتأثر بتعطل حركة الملاحة بقناة السويس نتيجة للسفينة العالقة “إيفرجرين”.

أضافت المصادر لـ “أموال الغد”، أن هناك مخزونات بترولية تعتمد عليها الدولة خلال الأزمات أو حل حدوث عطل في واردات النفط المتفق عليها، تجنبًا لتوقف عمليات التكرير محليًا.

نفت المصادر إمكانية حدوث أزمات في توافر المنتجات البترولية بمحطات الوقود خلال فترة توقف حركة الملاحة، مشددة على أن معامل التكرير المحلية لديها القدرة على سد حاجة السوق حتى مارس.

لفتت إلى أن حركة الملاحة بقناة السويس لا تنقل البترول الخام فقط، ولكن يتم تداول شحنات ضخمة من المنتجات البترولية من السولار والبنزين ومواد التغذية الخاصة بصناعة البتروكيماويات، وبالتالي فإن زيادة أسعار النفط عالميًا أمرًا طبييعًا.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4% الجمعة بفعل مخاوف من أن تعويم ناقلة الحاويات قد يستغرق أسابيع، مما قد يفرض ضغوطًا على إمدادات الخام والمنتجات المكررة.