منير فخري عبد النور: استهلاك الحديد في مصر لا يتجاوز 7 ملايين طن .. والحكمة تقتضي تصفية «الحديد والصلب»

قال منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة الأسبق، إن  استهلاك الحديد في مصر يبلغ نحو 7 ملايين طن سنويا، بينما تصل الطاقة الإنتاجية القصوى للمصانع لنحو 12 مليون طن، بما يعني وجود طاقات معطلة توازي 5 ملايين طن، منوها بأن 2 مليون طن من الحديد المستهلك في مصر يتم استيراده.

أضاف خلال الندوة الافتراضية التي ينظمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية تحت عنوان ” معضلة الحديد والصلب.. حوار علمي موضوعي حول المشكلة”، أن شركة الحديد والصلب لا يمثل حجم انتاجها نحو 1% من الطاقة الإنتاجية حيث يصل انتاجها حاليا لنحو 112 ألف طن ، ولم تتجاوز في إي فترة من الفترات حاجز الـ 680 ألف طن رغم أن طاقتها الإنتاجية تصل لنحو مليون طن.

وأكد عبد النور عدم وجود جدوى من تحديث خطوط إنتاجها خاصة في ظل الطاقات المعطلة، حتى لا تتكرر معه المأساة التي تتعرض لها صناعة الأسمنت في مصر.

وأوضح أن الحكمة تقتضي تصفية شركة الحديد والصلب، وأن يتم الاتجاه إلى انتاج ما هو أكثر أهمية خاصة وأن الأهمية النسبية لصناعة الحديد والصلب كأساس للصناعة قل كثيرا لصالح الصناعات البيتروكيماويات، والتي يجب الاتجاه لها وتدعيمها من الدولة خاصة مع ارتفاع تكلفة إنشاء مثل هذه المجمعات وبالتالي لا يستطيع القطاع الخاص تحملها بمفرده دون وجود دور للدولة.

وأشار عبد النور إلى أن المتمسكين بمصنع شركة الحديد والصلب في حلوان مرتبطون عاطفيا برمزيته لعهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ولكن اختزال تجربة عبد الناصر في مصنع أو خط إنتاج يخسر أمر غير صحيح، قائلا “عبد الناصر نفسه لو كان عايش كان هيبقى أول المطالبين بتصفية المصنع لتقليل الخسائر”.

وذكر أن هناك حقائق حدثت لا تقبل النقاش منها تقادم التكنولوجيا المستخدمة في المصنع، وتوقف الأفران، وارتفاع التكاليف مع زيادة استخدام فحم الكوك والغاز الطبيعي، ووصول الخسارة إلى حدود 15.6 مليار جنيه.

ولفت عبد النور إلى أن ما أشيع أن هذا المصنع هو الوحيد المتكامل في مجال صناعة الحديد والصلب هو أمر غير حقيقي، حيث تعد كل المصانع الكبيرة متكاملة ولكنها تعتمد على خام مستورد، كما أن إنتاج المصنع يمثل أقل من 1% من الطاقة الإنتاجية للمصانع في مصر.

ونوه بأن المصنع لم ينتج أي قضبان سكة حديد من حوالي 15 عاما على الأقل ولم يكن يورد القضبان لهيئة السكك الحديدية، وأن الشركة كانت مزدهرة عندما كانت تحتكر صناعة الحديد والصلب في مصر ولم تواجه أي منافسة داخليا أو خارجيا، وكانت أسعار المدخلات والمخرجات محددة إداريا وليس لها علاقة بالعرض والطلب.