كبير مستشاري الصحة للحكومة الصينية يكشف تفاصيل بداية انتشار كورونا بووهان

يبدو أن فيروس كورونا العدو غير المرئى كما يسميه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستظل السرية تحوم عن كيف خرج للعالم، ولماذا فاق كل الفيروسات التى سبقته، لكن بين أيدينا شهادة تاريخية لمسئول صينى كشف فيها عن تفاصيل بداية انتشار الفيروس، فيما أكدت دارسة حديث أن وباء كورونا لم ينتشر بسبب أسواق الحيوانات فى ووهان الصينية.

وأكد الدكتور زونج نانشان، كبير مستشارى الصحة للحكومة الصينية، والوجه الرسمى لمكافحة البلاد فيروس كورونا، أن السلطات المحلية فى مدينة ووهان، المدينة التى تم فيها الإبلاغ عن المرض لأول مرة فى ديسمبر الماضى، قمعت الكشف عن التفاصيل الأساسية حول حجم تفشى الوباء الأوَلى، موضحا أن السلطات المحلية لم تحب قول الحقيقة فى ذلك الوقت.

وأضاف كبير مستشارى الصحة للحكومة الصينية، فى لقاء مع شبكة سى أن إن الأمريكية: فى البداية ظلوا صامتين، ثم قلت على الأرجح أن لدينا أكبر عدد من المصابين، فالأمر أصبح مريبًا عندما ظل عدد الحالات المُبلغ عنها رسميًا فى ووهان عند حد 41 حالة لأكثر من 10 أيام، على الرغم من ظهور الإصابات فى الخارج، ولم أصدق هذه النتيجة، لذلك ظللت أسأل، عليكم أن تعطونى الرقم الحقيقى، أعتقد أنهم كانوا مترددون جدا فى الإجابة على سؤالى.

الصين مازالت فى مرحلة التحدي

وحذر كبير مستشارى الصحة للحكومة الصينية، من أن الصين مازالت تواجه التحدى الكبير المتمثل فى حدوث موجة ثانية محتملة من عدوى كورونا، مع عدم وجود حصانة بين المجتمع، وسط قلق شديد مع استمرار السباق لتطوير لقاح وبعد احتواء الفيروس إلى حد كبير، تعود الحياة فى الصين ببطء إلى وضعها الطبيعى لكن كبير مستشارى الصحة للحكومة الصينية، قال أن السلطات الصينية يجب ألا تكون راضية عن نفسها، حيث أن خطر حدوث موجة ثانية من الإصابات يلوح فى الأفق.

بطل السارس يتحدث

وتابع كبير مستشارى الصحة للحكومة الصينية الذى يُعرف “بطل السارس” فى الصين لمكافحة وباء متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد الوخيم فى 2003، أن غالبية الصينيين فى الوقت الحالى مازالوا عرضة للإصابة بكوورنا، بسبب نقص المناعة، فنحن نواجه تحديا كبيرًا، فهى ليست أفضل من الدول الأجنبية أعتقد فى الوقت الراهن”.

وأوضح كبير مستشارى الصحة للحكومة الصينية، أن الحكومة الصينية تعلمت دروسًا من مرض السارس الذى ضرب البلاد قبل 17 عامًا، عندما غطت على جانب من تفشى المرض لمدة شهرين أو ثلاثة، لافتا إلى أن الحكومة المركزية أعلنت هذه المرة أنه يجب على جميع المدن، جميع الدوائر الحكومية، الإبلاغ عن العدد الحقيقى للأمراض لذلك إذا لم تفعل ذلك، فسوف تتم معاقبتك، لذا، منذ 23 يناير، أعتقد أن جميع البيانات ستكون صحيحة.

فجأة فيروس كورونا

وأوضح زونج أنه فوجئ بعدد الإصابات والوفيات فى الولايات المتحدة، مُضيفا أنه شعر أن بعض الحكومات الغربية لم تأخذ تهديد فيروس كورونا على محمل الجد فى وقت مبكر من تفشى المرض، متابعا: أعتقد أنه فى بعض الدول فى أوروبا، أو ربما فى الولايات المتحدة الأمريكية، تفترض الحكومات أن هذا النوع من الأمراض يشبه إلى حد ما الإنفلونزا، وهذا خطأ، معلنا رفضه النظرية التى دفع بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو حول أن الفيروس نشأ فى مختبر ووهان.

اتهامات ترامب سخيفة

وقال كبير مستشارى الصحة فى الصين إنه سأل مرارًا شى زنجلي، كبيرة علماء الفيروسات من معهد ووهان للفيروسات، حول اتهامات إدارة ترامب، وأشار زونج، الذى وصف شى بأنها “صديقة جيدة”، إلى أنها قالت أن هذه الاتهامات سخيفة للغاية، موضحا أنه فى أوائل فبراير شباط، أمضت سلطات مكافحة الأمراض فى الصين أسبوعين فى التحقيق فى ارتكاب مختبر ووهان مخالفات، ولم يجدوا أى شيء.

وقال كبير مستشاري الصحة للحكومة الصينية، أن ثلاثة لقاحات صينية تخضع للتجارب السريرية فى البلاد ولكن الحل المثالى من المحتمل أن يكون بعد سنوات، متابعا: “علينا أن نختبر مرارًا وتكرارًا، باستخدام أنواع مختلفة من اللقاحات، ومن السابق لأوانه استخلاص أى نوع من اللقاح المتاح لهذا النوع من الفيروسات التاجية، لهذا السبب اقترح أن الموافقة النهائية على لقاح سوف يستغرق وقتا أطول.

دراسة حديثة تنفى انتشار كورونا من أسواق الحيوانات

وبعد اتهام أسواق الحيوانات البرية فى مدينة ووهان الصينية بأنها السبب فى انتشار كورونا، خرجت دراسة لتنقى هذه الاهامات، حيث لا يزال الجدل دائرا حتى الآن بشأن كيفية انتقال فيروس كورونا المستجد إلى البشر، وتحديدا فى مدينة ووهان الصينية، قبل أن يتحول إلى جائحة تفشت فى كل أنحاء العالم، وبحسب شبكة سكاى نيوز الإخبارية، فرغم ارتباط الفيروس فى مهده بالحيوانات، وترجيحات العلماء أنه انتقل منها إلى البشر عبر سوق فى المدينة الواقعة وسط الصين، فقد نفت دراسة حديثة ذلك تماما.

وذكرت الدراسة – بحسب الشبكة الإخبارية – أن فيروس كورونا انتشر بالفعل من أحد أسواق ووهان، لكن ليس عن طريق الحيوانات، بل عبر شخص مصاب داخل السوق نقله إلى باعة وزبائن، قبل أن تتفشى عدواه فى بقية المدينة، حيث شارك فى إعداد الدراسة عالمة الأحياء الجزئيية ألينا تشان، وعالم الأحياء التطورية بن ديفرمان، وخبراء من معهد برود التابع لمعهد هارفارد وماساتشوستس للتكنولوجيا، والباحثة شينغ زان من جامعة كولومبيا البريطانية فى كندا.

واكتشف الخبراء أن الفيروس متكيف بالفعل للانتقال بين البشر، مرجحين أن يكون ذلك سبب تطوره وانتشاره بسرعة عبر دول العالم، ولافتين فى ذات الوقت إلى أن البيانات الجينية المتاحة لا تشير إلى انتقال الفيروس بين الحيوانات فى السوق، لأنه لا يوجد طرق لانتقال الفيروس من الحيوان للإنسان.