علي الطاهري لـ«أموال الغد»: نمتلك من المقومات التي تؤهلنا للتعافي اقتصاديًا من جائحة «كورونا»

قال علي الطاهرى، رئيس مجلس إدارة شركة «كاتليست بارتنرز» المتخصصة فى الاستشارات المالية أن أزمة كورونا قد حملت بين طياتها تأثير سلبي مباشر على اقتصاديات كافة دول العالم، في حين يتوقف نجاح كل دولة في التصدي للأزمة وتعافي مؤشراتها الاقتصادية من تداعيتها على الهيكل الاقتصادي لها.

وتوقع قدرة العالم عبر تكاتف كافة الاطراف في الحد من انتشار الفيروس وانحساره بالاجل القريب، وذلك من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الطبية المتطورة، والتي ستساهم في الوصول إلى العلاج واللقاح المضاد لهذا الفيروس، مؤكدًا أن التطور الكبير الذي شهدته التكنولوجيا الطبيعة على مدار السنوات الأخيرة بلا شك ستلعب دور فعال ورئيسي في الحفاظ على صحة الإنسان .

أضاف لـ «أموال الغد»، أن السوق المصرية نجحت خلال السنوات الأخيرة في بناء هيكل اقتصادي قوي يدعم قدرتها في التعافي اقتصاديًا من الأزمة الراهنة، ووفر للحكومة مساحة مالية تمكنها من التعامل مع الأزمات والصدمات الاستثنائية لاسيما الأزمة الراهنة لفيروس كورونا، والدفاع عن استقرار الأوضاع النقدية والمالية في البلاد من خلال امتصاص الصدمات الخارجية واضطرابات الأسواق العالمية التي يمر بها العالم أجمع.

وأكد أن انتشار فيروس كورونا قد ساهم في تحقيق خطة الدولة للشمول المالي والتحول الرقمي، موضحًا أن التكنولوجيا المالية والرقمية كانت المحور الرئيسي الذي عالت عليه الحكومة في قرارتها الاحترازية الأخيرة، وهو المحرك الرئيسي في تيسير الاعمال والتواصل مع كافة الأطراف دون الخلل بالإجراءات المفروضة.

وعلى صعيد سوق المال، قال رئيس مجلس إدارة شركة «كاتليست بارتنرز» أن البورصة هي المُعبر الحقيقي لواقع الاقتصاد المصري على المدى المتوسط والطويل، مستدلًا بالتراجعات الحادة التي سجلها رأس المال السوقي ومؤشرات البورصة منذ بداية العام، كترجمة للترقب الذي سيطر على كافة الخطط والتوجهات الاستثمارية بالتزامن مع تفشي هذا الوباء، ومشيرًا للتوقعات الرامية لنتائج أعمال الشركات العاملة بالسوق لاسيما المدرجة بالبورصة، وتراجع الإيرادات والأرباح، ذلك الامر الي يفرض استمرار حالة التذبذب على أداء البورصة والمؤشراتها حتى نهاية العام الجاري.

وأكد أن البورصة المصرية تمتلك من المقومات والبنية الأساسية التي تدعم قدرتها على استعادة سيولتها، بالتزامن مع بدء انحسار هذا الوباء وقدرة أطراف الدولة على دعم تعافيها اقتصاديًا .

وفي ذات أكد الطاهري على استمرار استراتيجية شركته والمرتكزة على إعادة هيكلة الشركات المتوسطة والعائلية، والعمل كعامل مُحفز للشركات النامية، موضحًا أن هذة الشريحة تعتبر أساس وشريك رئيسي لتحقيق التنمية الاقتصادية في أي مجتمع، وذلك بدعم من قدرتها على التأقلم بصورة أسرع مع متغيرات المناخ الاقتصادي، ذلك الأمر الذي يكسبها بعض المميزات التى تؤهلها للنمو وزيادة فرصتها فى طريق النجاح، وذلك بشرط توافر رؤية واضحة لدى هذه الشركات لتحقيق هذا النمو .

وأشار لتأثير الأجراءات الاحترازية الراهنة والتي أثرت بشكل مباشر على الحصول على الموافقات والتراخيص وسير الإجراءات الخاصة بالشركات تحت الإدارة، مؤكدًا أن على الرغم من تأخير الجدول الزمني الخاص بإعادة هيكلة الشركات ودعم قدرتها على الوصول إلى الحلقة الأخيرة والمتمثلة في إجراءات طرح جزء من أسهمها بالبورصة خاصة في ظل وضع البورصة الحالي، ولكن مازالت الشركة تدرس العديد من الشركات العاملة بالسوق تمهيدًا للبدء في إعادة هيكلتها وطرحها بسوق المال عقب انحسار هذة الازمة واستعادة السوق لسيولته وقدرته على استقبال شركات جديدة سواء حكومية أو خاصة.

وتتولى شركة كاتليست بارتنرز، إعادة الهيكلة اللازمة لنحو 5 شركات، بهدف دعمهم وتوفير المقومات اللازمة لتأهيلهم للطرح بالبورصة لحين استقرار الوضع الراهن، وتندرج هذة الشركات  تحت مظلة قطاع الأدوية، بالإضافة لقطاع اللوجستيات، ونحو 3 شركات بقطاع الأغذية.

وفي ذات السياق أكد الطاهري على دور شركته الراهن في دعم شريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة خاصة مع التداعيات السلبية لفيروس كورونا وتأثيرها على الهيكل المالي لهذة الشركات، مؤكدًا على خطة الشركة لتعزيز دورها في دعم هذة الشركات وعلى وضع خطط وسيناريوهات متعددة وفق الأزمة الراهنة لدعم قدرتها على الصمود واستعادة مقومات النمو مرة أخرى .