«سانتاندر» و«HSBC» يقودان خسائر القروض المعدومة في البنوك الأوروبية بسبب كورونا

تلقى كل من بنك HSBC  وبنك سانتاندر، أكبر الضربات حتى الآن بين البنوك الأوروبية التي تكافح من أجل احتواء تأثير فيروس كورونا المستجد على حصيلة القروض الخاصة بها.

ويتوقع بنك HSBC  خسائر تصل إلى 11 مليار دولار هذا العام بسبب جائحة كورونا .

وخصص HSBC مبلغ 3 مليارات دولار لتغطية قروض المصادر في الأشهر الثلاثة الأولى ، ويتوقع أكثر من ضعف هذا المبلغ في أفضل سيناريو للعام بأكمله ، مما يؤدي إلى “انخفاض كبير في الربحية”.

ويحتفظ سانتاندر، بمخصصات أعلى بكثير من العديد من البنوك الأوروبية الأخرى ، مايصل إلى 1.6 مليار يورو (1.7 مليار دولار) للخسائر المتعلقة بالفيروس.

ويقوم بنك HSBC بتعليق خطط إعادة الهيكلة للتعامل مع التداعيات ، في حين أن الفيروس يمتد في التأثير على الميزانية العمومية لسانتاندر بعد انهيار سوق الإسكان في إسبانيا.

وقال نيكولاس هيت، محلل الأسهم في Hargreaves Lansdown: «هناك أوقات صعبة قادمة وإذا ساءت الظروف ستزداد مخصصات القروض المعدومة، إلى جانب تخفيضات الائتمان التي ستأكل احتياطيات رأس المال.»

وحدد HSBC نطاق الخسائر الائتمانية المحتملة للسنة ما بين 7 مليارات دولار إلى 11 مليار دولار ، مما يشير بدقة إلى صناعات الطاقة والنقل وشركات المستهلكين على أنها تنطوي على مخاطر عالية من الخسائر.

وقفز إجمالي مخصصات سانتاندر للربع المالي إلى مستوى قياسي بلغ 3.9 مليار يورو في الأشهر الثلاثة الأولى، وبلغ بالفعل أعلى مستوى له في خمس سنوات، ويرجع ذلك إلى تعرضها لمشكلات في الأسواق الناشئة مثل البرازيل والمكسيك وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي HSBC ، تم تقليص خطة الرئيس التنفيذي المعين حديثًا “نويل كوين”، لتعزيز الربحية بسبب تفشي الفيروس الذي هز الصناعة المصرفية في جميع أنحاء العالم.

واتفقت مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مارس على تخفيف قواعد الإنفاق في الاتحاد الأوروبي وتعبئة ما لا يقل عن 25 مليار يورو من أموال الاتحاد الأوروبي لمعالجة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الفيروس التاجي.

وألغى HSBC أرباحه الشهر الماضي للحفاظ على رأس المال للإقراض من خلال الوباء ، مما أثار غضب المستثمرين الرئيسيين في هونج كونج.

كما أجل “نويل كوين”  الأجزاء الرئيسية من برنامج إعادة الهيكلة الذي تم الإعلان عنه في فبراير ، والذي تضمن حوالي 35000 وظيفة ، ودمج مجالات العمل والتحول المتسارع إلى آسيا لرفع الأرباح.

كما أجلت البنوك الأخري في أوروبا خطط تخفيض الوظائف بعد فوزهم ببعض المخصصات المالية.

وقالت نويل كوين الرئيس التنفيذي لبنك HSBC ، أن الأهداف المالية المتوسطة الأجل للبنك سيتم تقييمها خلال عام 2020 كما سيتم مراجعة توزيع الأرباح هذا العام.

وقد اختار سانتاندر والبنوك الأوروبية الأخرى إما بالفعل تأجيل أو إلغاء أرباح الأسهم هذا العام.

وأشار هيو يونج ، المدير الإداري في أبردين أسيت مانجمنت آسيا ، إحدى أكبر 20 شركة مساهمة في HSBC: إلى أنه يعتقد أن فريق إدارة البنك  بخير في هذه الظروف ويتعامل مع الأوضاع الحالية.

وقال بنك HSBC ، الذي أعلن مع بنوك بريطانية أخرى هذا الشهر عن تعليق توزيع أرباح الأسهم بعد ضغوط من البنك المركزي البريطاني للحفاظ على رأس المال، وأنه سيراجع القرار في نهاية الربع الرابع.

ومع ذلك ، لفت المحللون إلى إن البنك قد يتطلع إلى تعديل مدفوعات أرباح الأسهم بشكل دائم ، وهو مصدر جذب للسهم لفترة طويلة ولكنه عبء على البنك عندما تكون الأوقات صعبة.

وقال محللون في بنك باركليز «نرى مجالا متزايدا للقيمة الحالية 0.51 دولار ليتم استردادها نهائيا في عام 2021».

وقال البنك الذي يقع مقره الرئيسي في لندن ، والذي يولد الجزء الأكبر من أرباحه في آسيا ، إنه يخطط لخفض تكاليفه التشغيلية للتخفيف من الهبوط في الإيرادات الذي من المتوقع أن يؤدي إلى ربحية “أقل ماديًا” في عام 2020 مقارنة بالعام الماضي.

وفي فبراير، وضع HSBC خططًا لإلغاء 35000 وظيفة، في حين تم إيقاف العديد من أجزائها مؤقتًا لتجنب الاضطراب وترك الموظفين غير قادرين على العثور على عمل في مكان آخر ، و قطع “كوين” بعض الوظائف ذات المستوى الأعلى وأعاد تعديل وظائف أخرى أثناء محاولته تقليم الهيكل الإداري المعقد لـ HSBC.

وأكد البنك، مع ذلك ، أنه سيمضي قدما في خطط تحويل رأس المال من الشركات ذات الأداء الضعيف وخفض التكاليف الأخرى.

وتتبع مخصصات HSBC المرتفعة لخسائر القروض خطوات مشابهة من البنوك في الولايات المتحدة الشهر الجاري ، حيث خصصت أكبر أربع بنوك في الولايات المتحدة  حوالي 14.2 مليار دولار من مخصصات خسائر القروض .