عبد العزيز نصير : إتاحة خدمات المعهد المصرفي عبر الإنترنت يتصدر استراتيجيتنا المستقبلية

قال عبد العزيز نصير ، المدير التنفيذي للمعهد المصرفي، أن أزمة فيروس كورونا دفعت المعهد إلى تعليق كافة الأنشطة التدريبية داخل مقرات المعهد اعتباراً من 12 مارس 2020، مع توفير كافة البرامج التدريبية بنظامي التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني.

اضاف في حواره ل ” أموال الغد ” أن منذ تدشين منصة التعلم الالكتروني في فبراير 2018 وحتى نهاية مارس 2020 تم تدريب ما يزيد عن 24 ألف متدرب من بنوك مختلفة ، موضحا أن إتاحة خدمات المعهد عبر الإنترنت هو التوجه الاستراتيجي للمعهد في الفترة .. وإلى نص الحوار :

كيف اثرت تداعيات ازمة كورونا على أنشطة وبرامج المعهد المصرفي؟
بطبيعة الحال، كان لتداعيات أزمة كورونا المستجد أثاراً على الأنشطة والخدمات التي يقدمها المعهد، فقد تم اتخاذ عدة قرارات من شأنها الحفاظ على صحة وسلامة الجميع، كان أولها تأجيل عقد المؤتمر الإقليمي Afrocon 2020 الذي كان من المزمع عقده يومي 10و11 مارس 2020 لحين إشعار آخر على الرغم من المضي قدماً في جميع الترتيبات اللازمة، ثم أعقب ذلك اتخاذ قرار بتعليق كافة الأنشطة التدريبية داخل مقرات المعهد اعتباراً من 12 مارس 2020، مع توفير كافة البرامج التدريبية بنظامي التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني.

وما هي التدابير والاجراءات الاحترازية التي اتخذها المعهد منذ ازمة كورونا؟
اتساقاً مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، فقد اتخذ المعهد عدداً من الإجراءات التحفظية سواء داخلياً على مستوى موظفيه أو خارجياً على مستوى عملائه، فداخلياً عقد المعهد بالتعاون مع وزارة الصحة ندوة للعاملين بالمعهد يوم الخميس الموافق 20/2/2020 للتوعية حول هذا الفيروس وكيفية الوقاية منه، وعند تفاقم الوضع عالمياً تم اتخاذ قرار بتعليق العمل بالمعهد وتكليف العاملين بالعمل من المنزل حرصاً على سلامتهم مع توفير كافة الموارد التي من شأنها مساعدتهم على تنفيذ ذلك بنجاح، ومن ذات المنطلق، وحرصاً على صحة وسلامة المتدربين، تم اتخاذ قرار بتعليق كافة الأنشطة التدريبية داخل مقرات المعهد اعتباراً من 12 مارس 2020، كما ذكرت سابقاً.

حدثنا عن دور المعهد المصرفي خلال الفترة المقبلة؟ وهل لجأ المعهد لتعديل استراتيجيته للمرحلة المقبلة للتواكب مع هذه المتغيرات؟
عكفت الإدارات التدريبية بالمعهد خلال الفترة الأخيرة على مراجعة الأهداف السنوية للمعهد وتم الأخذ بعين الاعتبار ليس فقط ما للوضع الحالي من تأثير سلبي على الأعمال، ولكن أيضا ما له من إيجابيات تتمثل في فرص عملنا على استغلالها. وإذا كنا قد اتخذنا قراراً بتعليق التدريب داخل القاعات التدريبية، فقطعاً لم نقبل أن يؤدى ذلك إلى تعليق جميع أعمال المعهد، فالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وكذلك التقييم عن بعد هم المسارات الجديدة للعمل. لذا، نستطيع القول بأن إتاحة خدمات المعهد عبر الإنترنت هو التوجه الاستراتيجي للمعهد في الفترة القادمة.

يتعظم دور التعلم الالكتروني في الفترة الحالية.. فكم يبلغ عدد المستفيدين منه وهل هناك اتفاقيات سيبتم توقعها للتوسع في خدمات التعليم الالكتروني؟
منذ تدشين منصة التعلم الالكتروني في فبراير 2018 وحتى نهاية مارس 2020 تم تدريب ما يزيد عن 24 ألف متدرب من بنوك مختلفة. وقد تم مؤخراً توقيع اتفاقية تعاون مع مؤسسة إنتويشن Intuition الرائدة في توفير حلول التعلم الإلكتروني لقطاع الخدمات المالية والمصرفية. ومن خلال تلك الاتفاقية، ستوفر مؤسسة Intuition أحد أهم منصاتها وهي “Intuition Know How” تحت مظلة خدمات التعلم الإلكتروني E-Learning الخاصة بالمعهد المصرفي المصري. وهي تضم مكتبة واسعة النطاق للتعلم الإلكتروني في قطاع الخدمات المالية والمصرفية”.

وتضم هذه المكتبة 1500 موضوع وبرنامج يبلغون أكثر من 500 ساعة تدريبية يتم تحديثها بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، فضلاً عن مهارات الأعمال المهنية المتخصصة، التي يستفيد منها سنوياً أكثر من 1.5 مليون متخصص في الخدمات المالية في أكثر من 140 دولة حول العالم، وتزودهم بالمعرفة اللازمة لتقديمها في السوق العالمية سريعة الحركة. وتعد هذه المنصة نموذجاً تفاعلياً للتعلم الإلكتروني وتشتمل على سيناريوهات لمختلف المواقف الواقعية مع دورات تتيح للمتعلمين تطبيق ما تعلموه بشكل عملي وفوري، مما يعزز من إمكانية صقل مهاراتهم. وفي نهاية كل دورة تدريبية، يتم إجراء تقييم قياسي يتيح للمتدربين اختبار وتعزيز مستوياتهم التعليمية، من ثم يتم منحهم شهادات رسمية معتمدة بعد استكمالهم الدورة التعليمية الإلكترونية بالكامل.

وسيتم في نهاية شهر أبريل البدء في تدريب ما يزيد عن 18000 موظف من مختلف قطاعات بنك مصر على برنامج Security Awareness بالتعاون مع مؤسسة SANS الدولية.

في إطار المسئولية المجتمعية ما هي المبادرات التي يتبناها المعهد المصرفي في ظل الظروف الحالية؟
من منطلق مسئوليته الاجتماعية تجاه المجتمع، أطلق المعهد المصرفي مؤخراً مبادرة أطلق عليها: “بصيرة”. وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة ذوي الاحتياجات البصرية على مواجهة تحدياتهم الخاصة بمتابعة استذكار المواد الدراسية بالمراحل التعليمية المختلفة من خلال نسخ مذكرات دروس التقوية على برنامج MsWord بحيث يتم طباعتها بطريقة برايل وتسجيل هذه المذكرات صوتياً لتمكين الطلاب من استذكار دروسهم بسهولة.

وفي هذا الإطار، تم إبرام اتفاقيتي تعاون مع كل من جمعية رسالة (قسم المكفوفين وضعاف البصر) وجمعية النور والأمل (مشروع حوار في الظلام Dialogue in the Dark) ، تم الاتفاق من خلالهما علي توفير متطوعين من المعهد المصرفي المصري للقيام بالأعمال المطلوبة لنسخ وتسجيل مذكرات دروس التقوية الخاصة بالطلاب للمراحل الدراسية المختلفة وتحمل كافة مصروفات ومستلزمات أنشطة المشروع واعداد ملفات صوتية، علي أن تكون مسئوليات كل من جمعية رسالة والنور والأمل موافاة المعهد بالمذكرات الخاصة بدروس التقوية التي تقام في الجمعية عن طريق المسح الضوئي لتلك المذكرات أو أي طريقة أخرى تضمن استلام المعهد النسخ لكتابتها ثم توصيل النسخ المطبوعة للطلاب ذوي الاحتياجات البصرية.

كم يبلغ عدد المستفيدين من خدمات المعهد المصرفي وعدد الساعات التدريبية وعدد البرامج خلال الفترة من بداية العام المالي وحتى نهاية مارس الماضي؟
منذ بداية العام المالي الحالي في يوليو 2019 وحتى تاريخ تعليق النشاط التدريبي داخل مقرات المعهد في 12 مارس 2020، قام المعهد بتدريب 46947 متدرب من خلال 2262 برنامج تدريبي بإجمالي عدد ساعات تدريبية تصل إلى 62364. وفيما يتعلق بخدمات التقييم، تم تنفيذ 29716 عملية تقييم لعدد 19440 مستفيد، متضمنةً تقييم عدد 49 مرشح من عدد 12 دولة افريقية وذلك في اطار مرحلة التقييم الخاصة باختيار مرشحين من القطاع المصرفي الافريقي لبرنامجAfrican Future Leaders . كما بلغ عدد المتدربين من القطاع المصرفي الإفريقي 363متدرب في 101 برنامج تدريبي بإجمالي 2822 ساعة تدريبية.

ما هو عدد البنوك الذي يقدم له المعهد خدمات التدريب و التقييم؟
يشترك في عضوية المعهد جميع البنوك العاملة في مصر سواء البنوك المصرية أو الأجنبية، والتي يبلغ عددها 40 بنك. ولا تقتصر خدمات المعهد على العاملين بالقطاع المصرفي المصري فحسب، بل تمتد كذلك إلى القطاع المالي وطلبة الجامعات ورواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

نتحدث عن تنمية اقتصادية شاملة تستهدف كافة فئات المجتمع ليكون الشمول المالي عنصر أساسي بها مع تعظيم دور الخدمات الرقمية.. فما هو دور المعهد المصرفي في هذا الصدد؟

دور المعهد في الشمول المالي هو التثقيف المالي، في عام 2012، أطلق المعهد المصرفي المصري مبادرة “عشان بكرة” تحت رعاية البنك المركزي المصري، في مجال التثقيف المالي، خلال هذه الفترة وصل عدد المستفيدين من المبادرة ال 15 مليون مستفيد من خلال الأنشطة المختلفة التي ينظمها المعهد مثل: الندوات التثقيفية وجلسات التوعية المالية والمسابقات في 27 محافظة مختلفة من محافظات الجمهورية، واستهدفت تلك الأنشطة فئات المجتمع المختلفة مثل: الشباب والأطفال وطُلاب الجامعات والسيدات ورواد الأعمال والعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص الصم والبكم، هذا بالإضافة الى الوصول بالمحتوى الخاص بالتثقيف المالي الى حوالي 15 مليون مستخدم من مستخدمي تطبيق الفيس بوك من خلال نشر أهم المفاهيم المالية للوصول للشباب وعقد المسابقات لرفع التفاعل معهم.

وتتويجاً لهذه المجهودات، فقد فاز المعهد سبع مرات بجائزة الامتياز للأسبوع المالي العالمي من المنظمة الدولية لتمويل الشباب والأطفال CYFI منذ إطلاق المبادرة عام 2012.
وفي إطار التوجه نحو الخدمات الالكترونية والرقمية خلال هذه الفترة، فإن المعهد من خلال مبادرة “عشان بكرة” يقوم المعهد بعرض مقاطع فيديو حول عدد من المفاهيم المالية الأساسية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وذلك للوصول لأكبر عدد من المستفيدين، واتساقا مع الاحداث الجارية فإن تم عرض مقاطع عن كيفية استخدام الانترنت البنكي وماكينات الصراف الآلي وذلك لزيادة الوعي بأهمية هذه الوسائل وتقليل نسبة المتعاملين داخل أفرع البنوك.

ويعتزم المعهد إطلاق دورة تدريبية تفاعلية للتثقيف المالي، عبر منصة التعلم الإلكتروني، مجانًا دون أي رسوم وذلك عن طريق منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، على أن تكون دورة تعريفية في إطار السعي إلى توسيع نطاق الشمول المالي، ورفع درجة الوعي لدى عموم المواطنين بالخدمات المالية والمصرفية.

ما هي جهود المعهد المصرفي بشأن اصحاب الصناعات الصغيرة والمتوسطة في ظل تبنى الدولة والبنك المركزي للقطاع؟

تقوم إدارة المشروعات الصغيرة و المتوسطة بالمعهد بدعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال عدة محاور:تنفيذ برامج تدريبية لرفع الوعي لدى أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإمدادهم بالمهارات اللازمة للتعامل بفعالية مع البنوك، وذلك بهدف سد الفجوة القائمة بين البنوك وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة. هذا بالإضافة إلى أهمية تدريبهم علي كيفية إعداد دراسات الجدوى وخطط العمل وإعداد القوائم المالية البسيطة حتى يتسنى توفير الضمانات الكافية للحصول علي التمويل. وكذلك يتم إكسابهم المهارات والكفاءات الادارية اللازمة لإدارة الأعمال والتخطيط الاستراتيجي والتنبؤات المالية. كما يتم تعريفهم على المصادر المختلفة للتمويل الخارجي، وذلك من خلال البرامج التدريبية المتخصصة التي صممت لاستهداف أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لرفع القدرات المؤسسية لديهم.

تفعيل اتفاقية تعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، على أن يقوم المعهد المصرفي المصري باعتباره الشريك المنفذ، بتقديم الدعم الفني لعملاء بنك الإسكندرية من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما يركز الدعم الفني على تحسين الإجراءات القائمة، والمنتجات، وتجربة العملاء. هذا وتتضمن اتفاقية التعاون بين بنك الإسكندرية والبنك الأوروبي تنظيم أكثر من ۵۰ ورشة عمل ودورة تدريبية مُتخصصة تمتد على مدار ۱٨ شهرًا لأكثر من ۱۷۰۰ مُشاركًا، سيتم تنفيذها في محافظات القاهرة والإسكندرية والدلتا والصعيد، حيث تتضمن موضوعات عدة منها: حوكمة الشركات، وتكنولوجيا حلول الدفع، وإدارة الجودة، والبيئة، والاقتصاد الرقمي، وقنوات التوزيع البديلة، والشمول المالي.

وتفعيل بوتوكول تعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى ومشروع دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للانشطة الزراعية SASME، ويهدف المشروع إلى تنفيذ حزمة متكاملة من الأنشطة الداعمة مؤسسياً للجمعيات التعاونية الزراعية وذلك من خلال توفير مجموعة من البرامج التدريبية لأعضاء الجمعيات الزراعية والتي تساهم بفعالية في تطوير أداء الجمعيات والشركات العاملة في مجالات المشروعات الزراعية. وفى هذا الصدد، قام المعهد المصرفى المصرى بتدريب 811 مشارك فى 7 محافظات مختلفة مثل الإسكندرية، بورسعيد، الدقهلية، أسوان والمنيا.

مبادرات العاملين بادارات المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنوك عن كيفية تمويل هذا القطاع وتقديم الاستشارات الفنية و المالية وذلك من خلال مراكز تطوير الأعمال ضمن مبادرة رواد النيل. وكذلك تنظيم العديد من الزيارات الميدانية للعديد من الدول المتقدمة في هذا المجال للتعرف علي أفضل الممارسات الدولية بالاضافة الي استقدام خبراء دوليين لتقديم الدعم الفني للقطاع المصرفي في عدة مجالات.

وماذا عن برنامج التدريب من أجل التوظيف الذي يقدمه المعهد المصرفي؟
يستمر المعهد في تقديم برنامج التدريب من أجل التوظيف، ويتم حاليًا تقديم البرنامج بشكل جديد يتماشى مع هذه المرحلة بتقنيات بالتعليم الافتراضي”Virtual learning” بالإضافة إلى التعلم الالكتروني “E-learning” مما يتيح للمشاركين فرصة التفاعل والمشاركة وطرح الأسئلة وتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج. علمًا بأن البرنامج في حالة تطوير مستمر لمحاولة سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل في القطاع المصرفي.

وتجدر الإشارة إلى أن المعهد يستخدم أحدث التقنيات لتنفيذ كلًا من اختبارات التقديم للبرنامج والاختبار النهائي له حيث تكون هذه الاختبارات مراقبة بشكل كامل عن بعد. هذا، وتتضمن اختبارات التقديم: اختبار قدرات، ولغة انجليزية، وتقييم هوجان السيكوميتري ومقابلات شخصية.