محمود محيي الدين: كورونا دفع العالم لخوض حرب شرسة على جبهتين مختلفتين بأسلحة غير متناغمة

قال محمود محيي الدين مبعوث الأمم المتحدة الخاص لتمويل خطة 2030، إن العالم مقبل على واقع جديد سيعاد تشكيلة بفعل فيروس أزمة كورونا الحالية، موضحاً أن هذا العالم يستلزم الاستثمار في عدد من المحاور الهامة، أبرزها الاستثمار في رأس المال البشري، والاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم، فضلاً عن البنية الأساسية المتطورة تكنولوجياً.

وتابع محيي الدين أن واحدة من أهم المحاور التي تجبر الدول التركيز عليها وبقوة خلال الفترة المقبلة على تعزيز قدرة الاقتصاد على التصدي للأزمات المختلفة والوقاية منها، سواء كانت أزمات صحية كالتي نعيشها الآن أو أزمات مالية أو بيئية.

وأشار محيي الدين خلال ندوة عقدتها جمعية رجال الأعمال اليوم من خلال تقنية الفيديو كونفراس، إلى أن العالم يخوض حرب شديدة على جبهتين غير متوافقتين، تتمثل الأولى في المحاولة للسيطرة على أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، بينما يتمثل الجانب الأخر في مجابهة حالة الركود الاقتصادي التي تشهدها معدلات النمو العالمية، والتي وصلت لمعدلات انخفاض هي الأدنى منذ أزمة الكساد العظيم.

وأوضح أنه على الجميع أن يركز كل جهوده على هاتيني الجبهين، مشيراً إلى أن الأدوات التي من المقرر أن تواجه بهم هذه الحربين على الجبهتين غير متناغمين بالمرة، حيث يتم مواجهة تزايد أعداد مصابين كورونا من خلال اتباع التعليمات بشأن التباعد الاجتماعي وإلتزام الجميع في منازلهم، بينما تتطلب الجبهة الأخرى عكس ذلك، حيث تحتاج معدلات النمو إلى حراك اقتصادي يتحتم إلغاء كافة قيود التباعد الاجتماعي.

وأشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص لتمويل خطة 2030، إلى أن قطاع البترول كان من أشد المتأثرين بالأزمة، حيث أدت حالة التوقف الكلي للاقتصاد في بعض الدول، والجزئي في دول أخرى، إلى تراجع حجم الطلب على المواد البترولية، فضلاً عن إنتهاء فصل الشتاء الذي يؤثر على معدلات الاستهلاك المنزلي، مما انعكس على سعر البرميل الذي كان متوسط سعره عند 60 دولار في بداية العام، واستمر في الانخفاض حتى وصل إلى 20 دولار للبرميل.

وعلق على حالة التراجع الكبيرة التي شهدتها أسعار البترول الأمريكية أمس، قائلاً: “إن هذه الظاهرة ترتبط بشكل مباشر بالقدرات التخزينية للشركات التي تعمل في بترول غرب تكساس، حيث وصلت أماكن التخزين والمصافي لحدودها القصوى في التخزين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة التخزين، ولكن قامت الحكومة بالتدخل وفتحت أبواب المخازن الاستراتيجية للحد من هذه الأزمة”.

وقامت جمعية رجال الأعمال المصريين بعمل ندوة تثقيفية للمصدرين برئاسة المهندس على عيسى رئيس مجلس الإدارة، ومشاركة الدكتور محمود محيي الدين مبعوث الأمم المتحدة الخاص لتمويل خطة 2030، لمناقشة الوضع الاقتصادي العالمي قبل وبعد فيروس كورونا، والجهود المبذولة لمنع الركود العالمي من التحول إلى منعطف، وآثاره على الاقتصاد المصري، والاتجاهات الاقتصادية لعالم ما بعد كورونا وكيفية الاستعداد لها في مصر.