صفقة القرن والنفط العالمي..  1% تحرك في أسعار خام برنت بعد مخاوف “كورونا” الصين

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، خطة السلام المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي طال انتظارها وعمل عليها الفريق المعني بالسلام في إدارته لأكثر من عامين، وقابلها الفلسطينيون بغضب شديد، فقد سجلت أسعار النفط العالمي، اليوم، ارتفاعًا في أسعار خام برنت بنحو 1% ليسجل قرابة الـ 60 دولارًا للبرميل، وفي غرب تكسس الأمريكي بلغ 53.90 دولارًا.

وقد أنهت عقود النفط اليوم -بالارتكاز على تصريحات ترامب حول صفقة القرن- سلسلة تراجعات استمرت 5 أيام، بعد المخاوف التي سيطرت على الأجواء العالمية من تأثر الطلب على النفط بعد انتشار فيروس كورونا في الصين والذي راح ضحيته أكثر من 132 شخصًا حتى الآن.

وبالتزامن مع الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن؛ فإن السوق الأمريكي الذي يُعد أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً؛ على أعتاب الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة والذي قد يعكس فائض 2.9 مليون برميل؛ وذلك بالتزامن مع فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية.

ورغم إعلان تفاصيل “صفقة القرن” إلا أن هناك ترقبًا كبيرًا في الشرق الأوسط، حول ما ستنتهي إليه الأوضاع بالمنطقة، وبالتالي – حال استمرار عوامل عدم الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تؤثر بشكل قياسي على إمدادات النفط – فإن أسعار خام برنت قد تعاني من اضطرابات على المدى المتوسط والبعيد.

على الصعيد الآخر، فإن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها، يعتزمون تمديد تخفيضات الإنتاج حتى يونيو على الأقل، وأنهم يفكرون في التوسع في خفض الإنتاج في حالة انخفاض أسعار النفط أو تراجع الطلب العالمي بشكل موسع وسط القلق حيال فيروس كورونا وما له من تأثير على الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للطاقة عالمياً.

ويقول مدحت يوسف الخبير البرولي، إن إعلان الرئيس الأمريكي أمس لتفاصيل صفقة القرن الخاصة بدولة فلسطين، لازمه تحرك مباشر في تسعيرة النفط الخام العالمي؛ وذلك عقب التراجع الذي كان عليها السوق العالمي منذ أن ضرب فيروس الكورونا دولة الصين.

أضاف لـ “أموال الغد”، أن تحرك أسعار خام برنت جاءت نتيجة لكون السوق الأمريكي يعد الأكثر استهلاك للنفط حاليًا على مستوى العالم؛ ومن ثم حدثت حالة من الحراك بالسوق الاقتصادي الأمريكية عقب مؤتمر ترامب أمس.

أشار إلى أن السوق العالمي يشهد خلال الوقت الراهن حالة من عدم الاستقرار خاصة في كبريات الأسواق الصناعية مثل الصين -فيروس الكورونا-، وكذلك الولايات المتحددة بداية من مناوشاتها مع إيران وحتى الوصول إلى تبنيها صفقة القرن الخاصة بتقسيم فلسطين والتي لاقت رفضًا في الأوساط العربية.

لفت إلى صعوبة التنبوء بمستقبل أسعار النفط العالمية حتى نهاية 2020؛ في ظل التقلبات المستمرة بالسوق العالمي؛ ومن ثم قد تواجه منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” صعوبة في وضع إطار محدد للمعروض النفطي بالسوق العالمية.

ودفعت الآفاق الاقتصادية المضطربة لعام 2020 وكالة الطاقة الدولية لخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية تحقيق فائض في النفط في السوق العالمي خلال النصف الأول من 2020، وقد أكد فاتح بيرول رئيس الوكالة الدولية؛ خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس على وجود وفرة في الإمدادات فيما يتعلق بأسواق النفط والغاز ما سيؤثر على ميزان العرض والطلب العالمي.

وكان ترامب أعلن أمس، بحضور نتانياهو أن صفقة القرن تقوم على اقتراح “حل واقعي بدولتين على أن تكون القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بسيادة إسرائيل على أراض محتلة ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتجميد النشاط الاستيطاني لمدة أربع سنوات في الوقت الذي يجري فيه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية.