فيروس كورونا يصيب العالم بالهلع .. ومصر تتخذ اجراءات رقابية مشددة للمواجهة

تعرف على تأثير فيروس كورونا علي حركة التجارة والاستثمار فى مصر  

تزايدت المخاوف العالمية بشأن التأثير الاقتصادي والبشري المحتمل لـ “فيروس كورونا “المميت  والذي تسبب في وفاة أكثر من 81 شخص بالصين وإصابة أكثر من 2700 اخرون، لتمتد تلك المخاوف وحالة الهلع للسوق المصرية حول تأثيرات تلك الأزمة حال تفاقمها على حركة التجارة والاستثمار المشتركة بين البلدين، وكذلك على صعيد مدى سلامة المنتجات الصينية الواردة للسوق المحلية .

وأكد عدداً من الخبراء والمسئولين  داخل مجتمع الأعمال المحلي، أن التداعيات الناتجة عن أزمة الفيروس بالصين ستمتد أثارها على السوق المصرية خلال الأيام المقبلة ، خاصة في ظل استحواذ الصين على أكثر من 25% من واردات السلع للسوق المصرية ، وكذلك تواجد العديد من الاستثمارات الصينية المتوطنة داخل السوق المحلية، مشيرين إلى بدء الحكومة خطواتها في مسار تكثيف الرقابة على كافة المنتجات الصينية لضمان عدم انتقال ذلك الفيروس لمصر خلال المرحلة المقبلة .

وتتنامى المخاوف المتعلقة بأثار أزمة فيروس كورونا في ظل حدوثها داخل الصين والتي تعد ثاني أكبر لاعب في الإقتصاد العالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية بمتوسط ناتج إجمالي محلي تجاوز 45.09 تريليون يوان (6.56 تريليون دولار أمريكي) خلال النصف الأول من 2019

تشديد الرقابة على الواردات الصينية

قال  اللواء إسماعيل جابر، رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، إن هناك خطة حكومية لتكثيف الإجراءات الرقابية على كافة الواردات السلعية القادمة للسوق المصرية لضمان عدم انتقال عدوى فيروس كورونا المميت لمصر خلال الفترة المقبلة .

أشار إلى أن الهيئة تعمل على فحص ورقابة كافة واردات مصر من السلع سواء من الصين أو غيرها  بنسبة 100% ، حيث يتم رفض أي شحنة غير مطابقة للمواصفات القياسية والمعايير الصحية والبيئية، منوها إلى أن عمليات تشديد الرقابة على واردات مصر من الصين والدول التي انتقلت إليها العدوى خلال الفترة الحالية .

حجم واردات الصين لمصر يسجل 9.5 مليار دولار  بنهاية اكتوبر الماضي

تأتي  الصين على رأس الدول المصدرة للسوق المصرية ، حيث يستحوذ التنين الصيني على 15.3% من قيمة الواردات المصرية والبالغ قيمتها الإجمالية نحو  62.8 مليار دولار ، لتصل لنحو  9.582 مليار دولار وذلك بنهاية شهر اكتوبر الماضي ، فيما يبلغ قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 10.065 مليار دولار خلال الفترة ذاتها في مقابل 10.287 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2018 بانخفاض قدره 2.2%.

ويميل الميزان التجاري بشكل كبير لصالح التنين الصيني ، حيث بلغت قيمة العجز في الميزان التجاري بين البلدين خلال  الشهور الـ10 الأولى من العام الماضي  نحو 9.1 مليار دولار لصالح الصين.

فيما تستحوذ الصين على 2% من اجمالي الصادرات المصرية لدول العالم خلال الفترة من “يناير-أكتوبر 2019″، البالغة 24.577 مليار دولار.

ومن جانبه يرى أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين السابق بالإتحاد العام للغرف التجارية ، إن الأزمة أدت لتوقف عدد كبير من المصانع الصينية والمصدرة لمنتجاتها للسوق المصرية لوقف عملها ، منوهاً أنه في حالة استمرار الأزمة ستفقد مصر جزء كبير من احتياجاتها السلعية خاصة من المنتجات الهندسية والإلكترونية والنسيجية ، موضحاً أن الصين تستحوذ على 25% من قيمة الواردات السلعية داخل السوق المصرية سنوياً .

أضاف أن مصر لا تمتلك أية أسواق بديلة لتعويض احتياجاتها من السلع والواردات خاصة في ظل سيطرة التنين الصيني على حركة التجارة العالمية نظراً لامتلاكها القدرة على المنافسة بمنتجات ذات قيمة سعرية منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى العالمية ، وهو الأمر الذي قد يتسبب في حدوث أزمة سلعية كبيرة داخل السوق المحلية خلال الفترة المقبلة حال استمرار أزمة تفشي فيروس كورونا بالصين وعدداً من الدول الأخرى .

ويتزامن ذلك مع إعلان الحكومة الصينية حالة الطوارئ القصوى في 25 مقاطعة ومنطقة إدارية وقيامها بإغلاق حدودها الجوية والبرية  بسبب فيروس “كورونا”، في ظل ارتفاع عدد حالات الوفاة  والتي تجاوزت صباح اليوم الاثنين الـ 81 شخص .

ويمكن أن يصيب فيروس كورونا الحيوانات والبشر، ويسبب مجموعة من الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد الشائعة، وأخرى شديدة مثل تلك الناجمة عن المتلازمة التنفسية الحادة “سارس” ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”.

1560 شركة صينية تستثمر 7 مليار دولار في مصر

تمثل الصين أحد أبرز الشركاء الاستثماريين مع مصر ، في ظل وصول قيمة الإستثمارات الصينية داخل السوق المصرية لنحو ٧ مليار دولار، وذلك عبر أكثر من  ١٥٦٠ شركة صينية بما  يوفر أكثر من 30 ألف فرصة عمل للمصريين.

كما تعد منطقة تيدا مصر أحد أهم المشروعات الصينية المنفذة داخل السوق المصرية بمنطقة محور قناة السويس على مساحة 7.3 كيلو متر مربع، حيث يبلغ القيمة الإنتاجية للمشروعات المقامة هناك بنحو مليار دولار سنوياً.

ومن جانبه استبعد كريم هلال رئيس جمعية المصرية الأسيوية للأعمال ، أن تؤثر الأزمة الحالية على حركة الاستثمارات الصينية بالسوق المحلية ، مشيراً إلى أن الصين تعد قادرة على احتواء المشكلات الناجمة عن تفشي الفيروس .

تابع أن هناك اهتمام صيني للتوسع الاستثماري والتجاري داخل أسواق أفريقيا وبالسوق المصرية بشكل خاص ، في ظل طبيعة الاستثمار الصيني التي تتسم بالرغبة في التوطن والتوسع بشكل كبير عبر إقامة مناطق صناعية متخصصة مثل منطقة تيدا وكذلك منطقة الصناعات النسيجية المقرر إقامتها بمدينة السادات .

الصحة تشن حملات على المطاعم الصينية لتجنب انتقال الفيروس

كما بدأت وزارة الصحة والسكان  بالأمس ممثلة فى قطاع الطب الوقائى ، في شن حملات مكثفة على المطاعم الصينية والأجنبية فى مصر لتأمين أغذية المصريين وتفعيلا لسبل الرقابة الصحية بالتزامن مع حالة الفزع التى تجتاح العالم من الفيروس المميت.

أوضحت الوزارة  أنه تم تكليف المحافظين بحصر المطاعم الصينية مجددا لفرض سبل الرقابة عليهم بشكل صارم منعا لتسرب وباء كرونا إلى البلاد والتأكد من آليات طهى الطعام وسلامته للمترددين على المطاعم مشيرة إلى أن الحملات تشمل 7 محافظات حتى الآن.

كما يشهد مطار القاهرة الدولي حاليا استمرار حالة الطوارئ لمنع تسرب الفيروس وذلك من خلال اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوسيع دائرة الاشتباه علي الركاب القادمين من عدة دول ، بالإضافة إلي اتخاذ إجراءات وقائية علي الطائرات لمكافحة الأمراض المعدية، وللتصدي للفيروس ومنع دخوله إلى البلاد.

خسائر بالأسواق العالمية والمستثمرون يلجأون للملاذات الامنة لتفادي ذكرى أزمة “سارس”

كما امتدت المخاوف سريعاً إلى الأسواق الخارجية العالمية، حيث تراجعت الأسهم العالمية الثلاثاء مع تصاعد المخاوف بشأن الفيروس؛ مما أوقد شرارة طلب على أصول الملاذات الآمنة وخاصة بالمعدن الأصفر الذهب.

حيث ذكر الفيروس المستثمرين بالتداعيات الاقتصادية لأزمة الفيروس سارس في 2003 والذي قتل زهاء 800 شخص، ولا سيما في ضوء تنامي خطر انتقال العدوى بين مئات الملايين من المسافرين خلال موسم رحلات عطلة السنة القمرية الجديدة.

وتراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح الثلاثاء ليتعثر صعود قياسي لبورصة وول ستريت بسبب القلق من تداعيات انتشار فيروس مميت في الصين وتوقعات متشائمة للنمو العالمي من صندوق النقد الدولي.

كما سجلت عوائد سندات الخزانة لعشر سنوات وخام غرب تكساس أدنى مستوياتهما منذ شهر  أكتوبر الماضي ، وهو الأمر نفسه في أسواق اسيا، حيث تراجعت الأسهم في تايلاند بنسبة 3% خلال الساعات الماضية ، كما سجلت شركات خدمات النقل الجوي أسوأ أداءً في جلسات البورصة  باليابان .

و امتدت أيضاً أثار الأزمة  عقب قيام الصين بتعليق الجولات السياحية ،  والتي كانت تعتمد العديد من الأسواق العالمية على إنفاق المسافرين الصينيين.

وذكرت وزارة المالية الصينية اليوم أنه تم تخصيص 60.33 مليار يوان بما يعادل 8.74 مليار دولار للمساعدة في احتواء تفشي فيروس كورونا.

ومددت الحكومة الصينية أيضاً عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وأغلقت المزيد من الشركات الكبرى أبوابها أو طلبت من الموظفين العمل من المنزل في محاولة للحد من انتشار كورونا.

وعلى صعيد أسواق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى في أسبوعين أمس، ولامس السعر الفوري للذهب ذروته منذ الثامن من يناير  عند 1568.35 دولار، وبحلول الساعة 0604 بتوقيت جرينتش، كان السعر مرتفعاً 0.3 %إلى 1565.63 دولار للأوقية (الأونصة).