توقعات بطفرة في أسعار النفط العالمي بعد تعطيل إنتاج البترول في ليبيا

زهران: تعطيل تصدير النفط الليبي يؤثر على خام برنت.. ومنظمة الأوبك قد تتدخل لحماية الدولة المستوردة

مؤسسة النفط الليبية: غلق الموانئ يُعيق تصدير 800 ألف برميل يومياً.. والخسائر اليومية تصل لـ 55 مليون دولار

لاتزال الأوضاع السياسية في ليبيا تلقي بظلالها على أسواق النفط العالمية خلال الفترة الراهنة؛ خاصة عقب إغلاق موانئ تصدير النفط الليبية وتسببها في تعطل إنتاج النفط بنحو 800 ألف برميل يومياً، ما يعني أن استمرار وقف التصدير قد يُضر بأسعار خام برنت العالمي.
وجاء قرار غلق موانئ تصدير النفط الليبية -العضو بمنظمة أوبك للدول المصدرة للبترول- قبل ساعات من انعقاد مؤتمر برلين الدولي حول النزاع في ليبيا، حيث أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، إن قرار إغلاق موانئ تصدير النفط، جاء استجابة للشعب بعد صدورر بيانات عديدة تندد بالتدخل التركي في الشأن الليبي.

تبعات وقف التصدير
ويؤثر تراجع إنتاج ليبيا من النفط -التي تعد أبرز الدولة المصدرة للبترول الخام عالميًا- على سعر خام برنت نظرًا لتأثير ذلك على الكميات المعروضة من البترول الخام بالسوق العالمي، وبالتالي إمكانية صعود سعر -خام برنت- لمستويات قياسية الأيام المقبلة.
ويُقدر إنتاج النفط الليبي بنحو 1.3 مليون برميل يوميا قبل إغلاق الموانئ، ما يعني أن نحو 50% من الطاقة الإنتاجية للدولة قد توقفت؛ اعتراضًا على التدخل التركي بليبيا.
وتمثلت تبعات إغلاق الموانئ النفطية الليبية في إيقاف الإنتاج في أكثر من 50 حقلاً ومحطة منتشرة بحوض سرت النفطي، وكذلك تآكل التسهيلات السطحية وخطوط نقل النفط الخام، وتجميد الخام الشمعي بخطوط نقل ممتدة لمئات الكيلومترات من بعض الحقول النفطية إلى موانئ التصدير”.
ويعتبر وقف صادرات النفط الليبي الذي يُعد المصدر الأهم للدخل هناك، بمثابة احتجاجًا واضحًا على التدخل التركي في ليبيا لدعم حكومة فايز السراج.

55 مليون دولار خسائر يومية
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط أن تبعات غلق الموانئ أفقدت المؤسسة القدرة على تصدير 800 ألف برميل من النفط يومياً، وخسائر يومية تقدر بـ 55 مليون دولار.
من جانبه أعطت شركة الخليج العربي للنفط – وهي شركة تشغيل مساهمة مملوكة بالكامل للدولة الليبية، مقرها الرئيسي بنغازي، التعليمات للحقول التابعة لها في جنوب ليبيا مثل حقل السرير وحقل المسلة بتخفيض الإنتاج نتيجة لإغلاق الميناء.
وتلقت إدارات كل من شركة سرت للنفط، وشركة الهروج للعمليات النفطية، وشركة الواحة للنفط، وشركة الزويتينة للنفط، وشركة الخليج العربي للنفط، تعليمات بإيقاف صادرات النفط من الموانئ الخمسة الكبرى، لحين التوصل إلى حل للأزمة الليبية الراهنة.

ارتفاع الأسعار 
يقول الخبير البترولي إبراهيم زهران، إن إنتاج النفط في ليبيا يعد المحرك الرئيسي للاقتصاد وعمليات التنمية هناك، ما يعني قرار وقف الإنتاج بعدد من الحقول سيؤثر مباشرة على قدر الدولة على إعادة الإعمار.
أضاف لـ “أموال الغد”، أن تأثير تعطل الإنتاج ووقف تصدير النفط الليبي، لا يؤثر على الوضع الداخلي فقط، بل يمتد إلى بورصة وتسعيرة النفط العالمي، لدوره في خفض الكميات المعروضة من البترول الخام بالسوق العالمي وثم زيادة فرص صعود سعر خام برنت.
توقع أن يكون هناك تدخل من منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” لإعادة تشغيل حقول الإنتاج واستئناف التصدير، لمنع حدوث أزمات في الوفاء بالعقود التصديرية للدولة المستهلة للنفط الليبي.
أوضح أن الجيش الليبي يستخدم وقف إنتاج النفط كورقة ضغط لوقف التدخلات التركية في ليبيا، موضحًا أن نجاح مؤتمر برلين والتوصل إلى قرار مرضي للجيش الليبي -منع دخول القوات التركية للبلاد- قد يكون الحل الأمثل لاستئناف عمليات الإنتاج والتصدير.
ويعقد اليوم الأحد، مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، والذي يشارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، برعاية الأمم المتحدة، ومشاركة أكثر من 12 دولة وعدد من المنظمات الدولية، وذلك بهدف وضع حد للنزاع الذي تمر به ليبيا منذ 9 أشهر.