تقارير وتحليلات كيف أحبط استيراد الغاز من إسرائيل مساعي تركيا للاستحواذ على حصة من غاز البحر المتوسط؟ “تحليل” بواسطة محمود شعبان 16 يناير 2020 | 12:27 م كتب محمود شعبان 16 يناير 2020 | 12:27 م حقل غاز النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 3 العلاقات بين دول غاز شرق المتوسط باتت معقدة خلال الوقت الراهن؛ في ظل الخلافات بين قبرصي وتركيا من ناحية، ومصر وتركيا من ناحية أخرى؛ بسبب أطماع الجانب التركي في الحصول على حصة من غاز البحر المتوسط، في الوقت الذي تزايد فيه تعاون عدد من دول المنطقة وتشكيلهم منتدى “غاز شرق متوسط” بقيادة مصر. أطماع تركيا الإقتصادية والصراع السياسي بالمنطقة يلعب دورا مزدوجا في علاقات تركيا بدول البحر المتوسط، حيث تحاول أنقرة جذب حليف لها -الحكومة الليبية- لوضع قدم في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو ما ترفضه دول منتدى غاز شرق المتوسط، التي ترتبط بعلاقات غير جيدة مع تركيا؛ لذا نرى قبرص تقترب أكثر من القاهرة، وتريد أن تُنشئ أنبوب ينقل الغاز من أراضيها إلى مصر، ومن مصر إلى أوروبا، وهو ما يُقابل برفض من الجانب التركي. مصر تأخذ خطوات استباقية لكن مصر -التي وقفت ضد أطماع تركيا- بدأت في اتخاذ خطوان استباقية من شأنها تعزيز مكانتها كأحد القوى الرئيسي بالمنطقة في صناعتي النفط والغاز؛ حيث بدأت مصر في استيراد الغاز الإسرائيلي؛ لأخذ مبادرة تصدير الغاز إلى أوروبا والاستفادة من فائض إنتاج الغاز بالشرق الأوسط. الأمر لا يتوقف على استيراد الغاز الإسرائيلي فقط؛ فوفقًا للعديد من التقارير الدولة فإن مصر، التي تضم مياهها الإقليمية أكبر احتياطات للغاز الطبيعي في المنطقة، ستعزز مكانتها في سوق الطاقة العالمية من خلال الاتفاق المتوقع مع قبرص لاستيراد الغاز وتسويقه أوروبياً بعد تحويله إلى غاز مسال بفضل منشآتها الفريدة في مجال إسالة الغاز. امتلاك مصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي، أحدها في “إدكو”، وهو المملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعى المسال، ويضم وحدتين للإسالة، والآخر في دمياط ويتبع شركة يونيون فينوسا الإسبانية الإيطالية ويضم وحدة فقط، زاد من قوة مصر في سرعة إبرام التعاقد مع إسرائيل وقطاع الطريق على تركيا نحو مساعيها لتصبح مركز قوى في سوق الغاز بالمنطقة. ويمكن من خلال محطتي تسييل الغاز الطبيعي، إسالة الغاز الوارد من دول الجوار وتصديره إلى أوروبا، حيث تبلغ قدرة التسييل لدى محطة دمياط نحو 7.56 مليار متر مكعب سنويًّا، فيما تبلغ قدرات محطة إدكو نحو 10 مليارات متر مكعب سنويًّا. لم يتوقف نشاط مصر وتحركها لتكون مركز القوة الرئيسي في القوة عند الاكتشافات التي حققتها الدولة في البحر المتوسط، ففي يناير من العام الماضي، اجتمعت في القاهرة دول شرق المتوسط، واتفقت على إنشاء “منتدى غاز شرق المتوسط”، على أن يكون مقره مصر، ويضم المنتدى كل من “مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية”. وخلال العامين الماضيين؛ غيرت مصر خريطة تجارة الغاز الطبيعي، بفضل إنتاجها المبكر من حقل ظهر، الذي يتجاوز إنتاجه الآن حاجز الـ 3 مليارات قدم مكعب يوميًا، ما ساهم في وصول إنتاج مصر لـ 7.2 مليار قدم بنهاية 2019. وقد حذرت مصر لأكثر من مرة سابقة من محاولة المساس بالسيادة المصرية فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية داخل المياه الخاصة بها في شرقي البحر المتوسط”، وأكدت وزارة الخارجية أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها وأن الاتفاقية تتسق وقواعد القانون الدولي، وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة. غاز إسرائيل يُرجح كفة مصر بموجب الاتفاق المصري الإسرائيلي، ستتلقى مصر كميات من الغاز تصل إلى حوالي 200 مليون قدم مكعب يوميًا، وذلك بناءً على الاتفاق المبرم بين شركة “دولفينوس المصرية” والجانب الإسرائيلي؛ بحيث سيتم الحصول على 85 مليون متر مكعب من الغاز بقيمة 19.5 مليار دولار من حقلي لوثيان وتمار الإسرائيليين على مدى 15 عامًا. شحنات الغاز التي ستوجهها مصر إلى مصانع الإسالة؛ وقفت بشكل مباشر ضد مساعي تركيا لمحاولة استغلال الغاز الليبي عبر إنشاء خط أنابيب لنقله إلى أوروبا وتحقيق عائد اقتصادي جيد لأنقرة، وبالتالي باتت فرص مصر أقوى في التحول إلى مركز إقليمي بالمنطقة، ولعب دور المتحكم الرئيسي بسوق تداول الغاز والطاقة. أنقرة واستيراد الطاقة تستهلك تركيا كميات هائلة من الطاقة سنويًا، وليس لديها موارد كافية، حيث تستورد ما قيمته 50 مليار دولار في العام الواحد. ورغم عمليات التنقيب التي تقوم بها أنقرة، إلا أن المناطق البحرية التابعة لها لا يوجد بها آبار غاز أو نفط، وهو ما دفعها في وقت سابق من هذا العام خلال شهر يوليو الماضي إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، وهو ما اعتبرته نيقوسيا استفزازا وتحركا غير قانوني. فالتقرب التركي نحو ليبيا هو رغبة منها في توفير موارد طاقة جديدة لأنقرة، ولذلك أبرمت أنقرة في 27 نوفمبر الماضي اتفاقا بحريا مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية تسيطر بموجبه تركيا على مناطق لا تخضع لها بموجب القانون الدولي، وهو ما أثار غضب اليونان وقبرص. لكن مصر التي تقف بالمرصاد في وجه أطماع تركيا؛ ستعقد الخميس، منتدى غاز شرق المتوسط، في القاهرة، بحضور متوقع لوزراء الطاقة المصري والقبرصي والاسرائيلي واليوناني والإيطالي والأردني والفلسطيني لتأسيس منظمة إقليمية للغاز خلال انعقاد القمة. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/n81a