أعمده ومقالات العسكرة الأمريكية بواسطة عمرو الشوبكي 5 يناير 2020 | 12:07 م كتب عمرو الشوبكي 5 يناير 2020 | 12:07 م عمرو الشوبكي النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 10 اغتالت الولايات المتحدة الأمريكية قائد فيلق القدس، «الذى لم يحارب هناك مرة واحدة»، بالحرس الثورى، قاسم سليمانى، المُقرَّب من المرشد الإيرانى، لتدخل بذلك فى مواجهة مباشرة ومتصاعدة مع إيران. ويُعد «سليمانى» أحد القيادات العسكرية الإيرانية، الذين استغلوا حالة الضعف العربى ليستبيحوا أربع عواصم، ولعب دورًا كبيرًا فى تأسيس الحشد الشعبى العراقى ودعم حزب الله والحوثيين وأيضًا الميليشيات الشيعية التى حاربت فى سوريا بجوار النظام. ورغم أن أمريكا حرصت طوال الفترة الماضية على عدم الدخول فى مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران والاكتفاء بالحرب بالوكالة، التى قام بها حلفاء البلدين ومندوبوهم، ولم تتورط فى معركة السفن، التى جرت فى خليج هرمز العام الماضى، رغم التصعيد الإيرانى، ورغم حث بعض الأطراف الخليجية لها على الدخول فى مواجهة عسكرية مع إيران، فقد تغير الحال، أمس الأول، حين قرر ترامب اغتيال «سليمانى» وعينه على الوضع الداخلى، كما هى عادة نظم حكم كثيرة وإدارات أمريكية سابقة يكون لديها الهروب إلى الخارج هو الطريق لحل بعض مشاكل الداخل، خاصة أنه سيجعل فرص المواجهات الأمريكية الإيرانية راجحة مقارنة بكل الفترات السابقة. إن خطورة العملية الأمريكية التى قام بها ترامب أنها ستُضعف الانتفاضة المدنية السلمية التى قام بها الشعب العراقى الصابر ضد نظام المحاصصة الطائفية، المدعوم من إيران، وستُعيد جانبًا من المنتفضين ضد إيران ونفوذها فى المنطقة والعراق إلى انتمائهم الأول، أى المذهب الدينى، وستُقوِّى من الاصطفاف خلف ميليشيات الحرب الشيعية، التى تعمل على إعادة المنتفضين المدنيين «أغلبهم من الشيعة» إلى حظيرة الأحزاب الطائفية والميليشيات الشيعية مثل الحشد الشعبى وغيره. إن الضربة الأمريكية هى ضربة للحراك المدنى العراقى، حتى لو استهدفت رجل حرب وإرهاب استغل الضعف العربى ليستبيح عواصمه، ويصبح شعار المرحلة هو الانتقام مما فعلته أمريكا وتعبئة الميليشيات والأحزاب الطائفية للشارع الشيعى خلف شعارات الحرب والعسكرة والعنف على حساب المدنية والسلمية وبناء دولة القانون. حين يعلن تيار مقتدى الصدر، الذى دعم الانتفاضة الشعبية فى العراق وتمسك بمطالبها، عن عودة ميليشياته المسلحة مرة أخرى «المهدى»، فهذا معناه أن البلاد تَنْجَرّ نحو خطر كبير، وحين يعلن قادة الأحزاب الشيعية، الذين تمسحوا بالحراك الشعبى، عن دعوة العراقيين إلى الانتقام من أمريكا وترويجهم خطاب الثأر والمذهبية، يصبح هناك خطر حقيقى على مستقبل العراق وليس فقط حراكه الشعبى. هدف ترامب لم يكن ضرب الانتفاضة الشعبية فى العراق ولا دعمها، فهى لا تعنيه مثل كل الانتفاضات التى تجرى فى العالم العربى، إنما تحقيق مصالحه الشخصية فى الخروج من أزمة العزل، وزيادة فرص نجاحه فى الانتخابات القادمة، وللأسف مَن سيدفع الثمن هو شعوب المنطقة، وفى القلب منها الشعب العراقى. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/byvj