أعمده ومقالات سلالم بيت أهلي بواسطة عمرو الليثي 5 يناير 2020 | 12:09 م كتب عمرو الليثي 5 يناير 2020 | 12:09 م عمرو الليثي النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 15 على سلالم بيتنا حبوت وأنا طفل.. وعلى سلالم بيتنا كنت أنتظر باص المدرسة صباحًا وكانت أمى تنزلنى أنا وأخى شريف إلى أسفل لانتظار أتوبيس المدرسة، وأنا في مرحلة ابتدائى.. وعلى سلالم بيتنا عدت مهرولًا بعد أن نجحت في امتحان الإعدادية لأبشر أبى وأمى.. وعلى سلالم بيتنا نزلت حاملًا شقيقى المرحوم شريف لنذهب به إلى مستشفى المعادى ومعى أبى قبل وفاته بلحظات.. وعلى سلالم بيتنا كنت أنزل لأذهب إلى الجامعة وأعود عليها.. وعلى سلالم بيتنا أتذكر يوم أن مرض والدى وحملته في سيارة وذهبت به إلى المستشفى عندما أصيب بأول أزمة قلبية أصابته.. وعلى سلالم بيتنا كنت أذهب بعد تخرجى وعند زواجى حاملًا أولادى لنزور والدى، وكانوا أولادى يفعلون مثلما كنت أفعل وأنا صغير.. وعلى سلالم بيتنا نزلت بجثمان والدى يوم وفاته حاملًا إياه لتقله سيارة الإسعاف إلى مثواه الأخير.. وعلى سلالم بيتنا كانت كل ذكريات الطفولة.. وعلى سلالم بيتنا عشت أجمل لحظات الشباب، أتذكرها، فكل لحظة كانت تدور كانت دائمًا، يجب أن أصعد هذه السلالم أو أهبط منها في كل مرّة، إما أن أكون سعيدًا أو أفكر وأتأمل، وإما أن أكون حزينًا.. دائمًا كانت سلالم بيتنا هي القاسم المشترك على مدار تاريخ حياتنا.. أحن دائمًا إلى هذه الذكريات، وذكرياتى مع والدى- رحمه الله- منذ أن كنت صغيرًا، ولعبه، ومداعبته لى ولأخى شريف، فقد كنا دائمًا معًا، وكان ما يربطنا علاقة نادرة من الصداقة.. كبرت بين يديه، ودخلت الحضانة وكانت يدى لا تفارق يده في رحلة الذهاب، وأبكى بكاءً متواصلًا عندما يترك يدى فيجلس حتى أتوقف عن البكاء وأدخل الحضانة.. في الظهيرة يأتى ليأخذنى للمنزل، وكان أهم شرط لكى أوافق أن أصعد للمنزل أن يشترى لى شيكولاتة لأصعد معه على سلالم منزلنا وأنا أتقافز فرحًا ممسكًا بيديه تلك اليد التي وجدتها تربت على كتفى وتحتضننى.. وعندما تُهت ذات مرة عندما كنا نُصيّف بالإسكندرية وجدت يديه الحانيتين تربت على كتفى وترفعنى إلى السماء وأنا أرى على وجهه عرقًا شديدًا من جهد بحثه عنى هو وصديقه، وقد تورمت قدماه وهو يسير في الرمال الساخنة ليبحث عن ابنه الذي تاه عنه دقائق، كانت بالنسبة له ساعات، وبالنسبة لى أيامًا.. عندما كنت في الخامسة اشترى أول عجلة لى وأخذ يعلمنى قيادتها، وأنا أقول له «اركب معايا» لتتعالى ضحكاته على كلامى.. أحببت ركوب الدراجة، وأصبحت بعد ذلك وسيلتى للذهاب إلى المدرسة، وعندما كنت أعود من المدرسة أركنها في سلم البيت وأهرول أنا وأخى شريف على السلالم صعودًا لبيتنا، تستقبلنا ضحكات أمى ودعواتها لنا.. كانت ومازالت سلالم بيتنا هي المكان الذي يحمل في طيه كل ذكرياتى منذ الطفولة وحتى الآن. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/6g9d