تعرف على أهمية تسويق التأمين والترويج له كثقافة

قالت هبة حمدي مطاوع، نائب مدير التحليل الفني بإحدى شركات التأمين، إن أدبيات التسويق والإعلان  في الشركات تركز على إتجاه مهم، لابد أن تتبناه الشركات في طريقها لتحقيق تواصل فاعل مع البيئة المحيطة بالشركة؛ العملاء ،المستهلكون، الجمهور، الشركات والجهات الأخرى..، ويتلخص هذا الاتجاه في الصورة الذهنية التي يجب أن تُقدم بها الشركة نفسها لهؤلاء بمعنى: كيف يرغب القائمون على الشركة أن تراها الشرائح المستهدفة؟.

وأضافت أن من يهتم بالشأن التسويقي يعي أن إحدى غايات الإعلان منحك الفرصة للمقارنة بين المنتجات لاختيار الأنسب والأكثر تلبية لحاجاتك أو رغباتك، لكن الإعلان  ليس المصدر الوحيد لتوصيل المعلومات أو لإعادة طمأنة المستهلك  – في أي عمل تجاري-  حيث يلعب تغليف وتصميم السلعة دوراً مهماً في هذا النطاق.

أما الحال في التأمين والخدمات الأخرى المشابهة فإن الأمر مختلف حيث يُستبدل “التغلي ” بشكل الخدمة التي يحصل عليها العميل ممن يتعامل معه، وقد أكدت الأبحاث أنه عندما يشتري المستهلك شيئاً غير ملموس، مثل وثيقة تأمين، فإنه يقوم بالبحث بشكل اكبر عن إيضاحات ملموسة والتي قد تكون في شكل جودة الخدمات المقدمة. وهذا ما ندعوه  بالدليل المادي للمنتج المعنوي-  الخدمة.

وأشارت إلى أن الجميع يدرك أن التأمين فكر وثقافة وليس مجرد منتج غير ملموس، فالتأمين وسيلة للحماية من الاخطار وإدارتها بشكل صحيح، وعلم وارقام ، وحماية للثروات  ومن ثم على الشركات الإعتراف بصعوبة ترويج وتسويق هذه الثقافة.

وأكدت على ضرورة النظر إلى الدعاية والإعلان وغيرها من آليات الترويج بوصفها عوامل مساعدة وآليات للاستفادة مما يسمعه الآخرون من المستهلكين (WORD OF MOUTH) عن مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة.

وأوضحت أن للترويج دور أساسي في توفير المعلومات عن شركات التأمين سواء هذه المعلومات  للمستهلكين لتوضيح ماهيه المنتج (الوثائق بإختلاف أنواعها) اوللموظفين العاملين بشركة التأمين وماذا يتوقعوا من شَركتهم، لمنحهم الإحساس بأن اختيارهم كان سديداً سواء في الشراء منها كمستهلكين  أو العمل لمصلحتها كموظفين.

وأشارت إلى دعّم الإعلانات بكتيبات دعائية توزع على العملاء المحتملين مباشرة، أو تُقَدم لهم عند ذهابهم لوسطاء ووكلاء التأمين. ويمكن تعزيز الإعلان عن طريق إرسال خطابات شخصية للعملاء لتأكيد فوائد الوثيقة، وبإرسال مجلات ترويجية أو رعاية مشاريع عامة مفيدة؛ مثل المستشفيات ودور المسنين والصناديق الخيرية، وهذا ما يندرج ضمن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، والتي تعد مهمة لشركات الخدمات وبالأخص شركات التأمين.

وأشارت إلى أن من الوسائل الحديثة المستخدمة لتسويق ثقافة التأمين: التسويق الإلكتروني وذلك بعد التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتعاظم دور التجارة الالكترونية في مجال التسويق عبر الانترنت.

وأضافت أن التسويق البنكي استراتيجية مهمة تعمل علي زيادة حجم الاقساط التأمينية وخفض التكلفة التسويقية في نفس الوقت عن طريق الإستفادة من شبكات فروع البنوك.

ونوهت بأن إعلانات شركات التأمين يجب أن تكون واقعية وصادقة في جميع الظروف دون استثناء. حتى لا تصل للعميل فكرة مخالفة للحقيقة عن قدرات الشركة وخدماتها، وعلى الشركة دائماً أن تكون قادرة على الوفاء بوعودها، وأن تعكس هذه الوعود الحقيقة لا الآمال .

وأضافت أن أي شخص يعمل في شركة تأمين فإن وظيفته ستكون ذات تأثير مباشر على العميل، ويجب أن يسعى لتبدو الشركة جيدة التنظيم، وتُدار بشكل اقتصادي فعال، وأن اهتمامها ينصب بصورة رئيسية وفي كل الظروف على العناية بالعملاء.

وأوضحت أن جميع موظفي شركة التأمين ابتداء من الحارس، مروراً بمن يتلقي المكالمات الهاتفية وموظفي قسم المطالبات، إلى إدارة الشركة؛ لهم تأثير في شعور العميل تجاه الشركة، وكذلك الحال مع المتخصصين في تصميم الإعلانات وكاتبي نصوص الوثائق. أي لكل شخص يعمل في مجال التأمين دور في عملية تسويق الخدمات التي تقدمها الشركة، ويجب إيصال هذه الفكرة لهم كجزء من مفاهيم ومبادئ العمل في الشركة.

وأكدت أن وجود أقسام وإدارات العلاقات العامة فقط لا يكفي ، بل لابد من وجود اقسام وادارات فاعلة ومؤثرة في الإعلان والترويج، لتطلق الحملات الاعلانية وتعمل علي قياس الأداء ومتابعة نتائج هذه الحملات ورصد المتغيرات لتحسين الصورة الذهنية، ليعرف صانعو القرار في الشركات: اين كنا، واين اصبحنا، وما الذي ينبغي فعله لنظل في بؤرة الضوء في المستقبل القريب والبعيد.

ودعت الشركات العاملة بسوق التأمين المصرية إلى رفع راية الترويج للتأمين كثقافة ونُسوق له بالطريقة الصحيحة.