تكنولوجيا واتصالات منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية تصدر مدونة سلوك لتطبيقات الذكاء الصناعى بواسطة أموال الغد 22 يونيو 2019 | 12:22 م كتب أموال الغد 22 يونيو 2019 | 12:22 م تكنولوجيا - ارشيفية النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 3 أصدرت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية أول مدونة عالمية لأخلاقيات استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعى وتطبيقاته فى بلدان العالم، تهدف لضمان الاستخدام والتطبيق النزيه والعادل والآمن لمبتكرات الذكاء الصناعى والحيلولة دون تحوله إلى “مهلكة للبشرية” أو الانحراف به إلى ما لا يمكن السيطرة عليه وبخاصة فى التطبيقات ذات الطابع العسكرى والفضاء الخارجى . وجاء إصدار تلك المدونة كميثاق شرف لاستخدامات الذكاء الاصطناعى بعد مشاورات ختامية بدأت مطلع هذا الشهر، وحظيت بموافقة أولية من الدول الأعضاء فى “اوسيد” وعددها 36 دولة، إضافة إلى موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى ليست أعضاء فى المنظمة مثل رومانيا وبيرو وكوستاريكا وكولومبيا و البرازيل والأرجنتين . ويأتى إعلان المنظمة عن مدونة السلوك العالمى فى مجال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته قبل أيام من قمة مجموعة العشرين التى تضم اكبر عشرين بلدا صناعيا على مستوى العالم، كما أرسلت المنظمة توصياتها فى هذا الصدد إلى اللجنة الدولية للذكاء الاصطناعى لوضعها موضع التطبيق فيما يتعلق بالآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعى وتطبيقاته على أوجه الحياة الطبيعية والاستفادة التكنولوجية من تلك التطبيقات للبلدان النامية، فضلا عن الاعتبارات المتعلقة بحقوق الانسان والحريات حول العالم. من جهته قال اندرو ياكوف مدير العلوم والتكنولوجيا والابتكار فى المنظمة، إن ما تم التوصل إليه يمكن أن يشكل قاعدة شاملة لمنظومة تشريعية دولية مأمولة تضبط تطبيقات الذكاء الاصطناعى حول العالم، وتضمن أقصى استفادة منها فيما يخدم البشرية ويجنبها لما وصفه “بالانحرافات التكنولوجية الشريرة” فى عالم الصناعة المتقدمة . وأشار فى تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة إلى أن الذكاء الاصطناعى لا يجب أن يكون خارجا فى تطبيقاته عن متطلبات وضوابط الذكاء البشرى الذى يتعين أن يتسم اول ما يتسم به “بالأخلاقية” و”النفع” لعموم أبناء الجنس البشرى فى كافة الأرض، ودون ذلك ينقلب الذكاء الاصطناعى الى قوة مدمرة للعلوم الإنسانية . ولتحقيق ذلك تضمنت مدونة السلوك العالمية لتطبيقات الذكاء الاصطناعى حزمتين من الضوابط تتضمن الأولى منها خمسة بنود تتعلق بأسلوب التعامل مع الذكاء الاصطناعى والاستفادة منه، وفى مقدمتها أن تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعى موجهة لنفع الشعوب وتحقيق تنميتها المستدامة ورفاه عيشها، وكذلك أن تراعى أية تطبيقات للذكاء الاصطناعى اعتبارات حقوق الإنسان فى الأمن والحفاظ على التنوع واحترام العقل البشرى وتدخلاته عند الضرورة لضبط التحولات التكنولوجيا المتقدمة والخادمة للمجتمعات كافة . وشددت المدونة على ضرورة أن تكون تطبيقاته ذات إفصاح شامل عنها تحقق الشفافية من الاستفادة لتلك التطبيقات والانتباه إلى الإخطار التى قد تحدق بالبشرية نتيجة تلك التطبيقات إذا انفلت عيارها بعيدا عن سيطرة الذكاء البشرى وهو ما يتطلب اعادة التقييم المستمر والدائم للآثار والنتائج المترتبة على تطبيقات الذكاء الاصطناعى وصولا إلى سبل التصدى لها والقضاء عليها ومعالجتها قبل ان تتفاقم، وأخيرا اقترحت مدونة السلوك العالمى للذكاء الاصطناعى وضع ضوابط للمساءلة لكل من ينتهك تلك المبادىء وكذلك وضع آليات المعاقبة والتقويم . الحزمة الثانية من التوصيات تتعلق بأوجه التعاون الدولى فى مجال الذكاء الاصطناعى وضوابطه ذات الطابع السياسى وفى مقدمتها ضمانة تمكين بلدان العالم من الاستثمار الفعال فى مجالات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته وتعزيز الاستثمارات الدولية فى هذا الصدد وبناء قدرات الدول على تعميق استفادة شعوبها من التكنولوجيا الرقمية المتطورة التى هى أساس الذكاء الاصطناعى بما فى ذلك تأهيل قطاعات العمل فى دول العالم وبخاصة الدول النامية على التعامل مع التكنولوجيا المتطورة من خلال شبكة تعاون دولية فعالة و مؤثرة . وكانت تلك التوصيات والمبادىء ثمرة جهد متصل قامت به لجان نوعية للذكاء الاصطناعى فى منظمة / اوسيد / ضمت ممثلين عن الحكومات ومراكز الابحاث الدولية ومجتمعات العلوم والبحوث الأكاديمية فى 20 دولة من دول العالم هى الانشط فى مجال الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، و شهد مقر اوسيد فى المنظمة الدولية اربع ورش عمل تحت هذا العنوان بدأت فى سبتمبر 2018 و انتهت فى فبراير 2019 ببلورة افكار محددة لميثاق عالمى للذكاء الاصطناعى بدأت معالمه تتضح بصورة اولية فى ” مدونة السلوك ” التى اصدرتها / اوسيد / هذا الاسبوع . ولعبت الولايات المتحدة دورا فعالا من خلال مشاركتها فى تلك الاجتماعات اذ شارك فيها وفد من خبراء وزارة التجارة الامريكية والمركز الوطنى الأمريكة للتكنولوجيا والعلوم، وفى ابريل الماضى قدمت البروفيسور لين باركر مساعد مدير ابحاث الذكاء الاصطناعى فى مكتب العلوم و التكنولوجيا التابع للحكومة الامريكية عرضا لرؤية الولايات المتحدة لمستقبل ادارة النظام العالمى الجديد للذكاء الاصطناعى وتطبيقاته اكدت فيه استمرار وحرص الولايات المتحدة على مواصلة دورها النشط فى دعم بحوث الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى مجالات التنمية الدولية . كذلك مثل ميشيل كراتيسيوس نائب مساعد السياسات فى مكتب العلوم و التكنولوجيا الامريكى بلاده فى اجتماعات المنتدى الوزارى لمنظمة أوسيد فى دورته للعام 2019 التى استضافتها باريس مطلع هذا الشهر لوضع المسودة النهائية لمدونة السلوك العالمى للذكاء الاصطناعى . وبرغم اعتبارهم ان التوصل الى تلك المدونة هو خطوة هامة من جانب ” الذكاء البشرى ” لضبط الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته تحت سيطرة الانسان لما فيه الشعوب والانسانية، فهناك خبراء يرون أن المدونة لا تعدو كونها مجموعة ضوابط عامة تفتقد الى آليات الالزام السياسى بها للحكومات التى باتت تستثمر سنويا مليارات الدولارات فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى وهى الاستثمارات المتوقع تصاعدها خلال الأعوام الخمسة القادمة لا سيما فى مجالات التطبقيات ذات الطابع العسكرى والفضائى والرقمى . اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/lfxm