أعمده ومقالات سعد الفرارجى.. رؤية دبلوماسية بواسطة مصطفى الفقى 27 ديسمبر 2018 | 4:16 م كتب مصطفى الفقى 27 ديسمبر 2018 | 4:16 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 7 تُصدر وزارة الخارجية مجلة شهرية منذ مارس عام 1992، ولقد وجدتها فى عامها الأخير قد أصبحت شيئًا رائعًا يلفت الأنظار، بل وصل بى إلى حد الانبهار، وذلك بعد أن تولى رئاسة تحريرها السفير سعد الفرارجى، صاحب التاريخ الطويل فى العمل الدبلوماسى الناجح الذى بدأ حياته دارسًا للاقتصاد فى الجامعات البريطانية، ثم تنقل بين بعثات مصر الكبرى فى أنحاء العالم، إلى أن أصبح سفيرًا لمصر لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف، التى عاد إليها بعد ذلك مديرًا لمكتب جامعة الدول العربية، ولكن أكثر فترات عطائه الدبلوماسى ازدهارًا كان عندما تولى إدارة مكتب الدكتور بطرس بطرس غالى، وزير الدولة للشؤون الخارجية، فى ثمانينيات القرن الماضى.. فكان سعد الفرارجى شعلة نشاط، متألقًا بكفاءته، متميزًا بطاقته الهائلة على العمل المتواصل.. وقد زاملته فى مؤسسة الرئاسة عندما كان سكرتيرًا للرئيس مختصًا بالقطاع الاقتصادى، وكنت وقتها سكرتيرًا للرئيس للمعلومات، ورأيت فى سعد الفرارجى روح المثابرة والرغبة فى العطاء والقدرة على الابتكار، وها هو يضع بصماته على (مجلة الدبلوماسى) التى تصدر عن نادى الدبلوماسيين، متواصلةً على امتداد سبعة وعشرين عامًا الآن، ويشترك فى تحريرها كُتّاب مرموقون من أعضاء السلك الدبلوماسى وذوى التخصصات المختلفة من الخارجية، ولعل أبرز ميزات سعد الفرارجى الانضباط الشديد والالتزام الواضح فيما يقول أو يفعل حتى كان نموذجًا يحتذى وقدوة للأجيال الصاعدة لأعضاء السلك الدبلوماسى، فضلًا عن عزوفه عن الأضواء ورغبته فى العمل الجاد دون مظهرية أو ادعاء، وقد ارتبط به عدد كبير من أبناء الخارجية المصرية الذين رأوا فيه نموذجًا يثير الاهتمام ويستحق الاحترام. وقد شارك السفير سعد الفرارجى فى الأحداث المهمة خلال العقود الخمسة الأخيرة، سواء أكانت فى وزارة الخارجية أو مؤسسة الرئاسة المصرية أو جامعة الدول العربية، فاكتسب سمعة طيبة وأصبح اسمًا لامعًا، حتى إن إحدى دفعات الخريجين من المعهد الدبلوماسى لاتزال تحمل اسمه تقديرًا وعرفانًا، ولم يغير سعد الفرارجى من طبيعته عبر السنين، وظل فى مسكنه بمنطقة كوبرى القبة لا يلهث وراء المنتجعات الجديدة أو المصايف الشهيرة، لأنه يجد قيمته فى ذاته ولا يحتاج لأن يضيف إليها شيئًا جديدًا، ولقد تميزت رحلته الدبلوماسية بالتركيز على الجوانب المتصلة بالعلاقات الاقتصادية الدولية، إيمانًا منه بأن الاقتصاد هو قاطرة المجتمع الدولى دائمًا، ولقد اتسمت كتاباته بالوضوح الفكرى والأمانة العلمية والصراحة الكاملة فى إبداء الرأى الموضوعى لمن بيده اتخاذ القرار، وقد لعبت الكيمياء الإيجابية دورًا ملحوظًا فى علاقته بأستاذ الأجيال فى الجامعة ومؤسسة الأهرام ووزارة الخارجية، وأعنى به د.بطرس بطرس غالى، الذى جاءه منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأرفع منصب دولى فى عالمنا المعاصر تتويجًا له وتقديرًا لمدرسته التى يعد سعد الفرارجى واحدًا من أبرز تلاميذها وأهم المنتسبين إليها، إذ ينتمى سعد الفرارجى إلى جيل متميز من أبناء الخارجية المصرية المتمثل فى العقد الفريد الذى يضم أسماء مثل عبدالرؤوف الريدى وعمرو موسى ونبيل العربى وأحمد ماهر السيد والراحلين أحمد صدقى ومحمد شاكر.. وغيرهم ممن تركوا بصمات على صفحات القاموس الدبلوماسى لأبناء الخارجية المصرية. إننى إذ أكتب اليوم عن سعد الفرارجى الزميل والصديق، فإننى أبغى أن أطرح على شباب الدبلوماسيين نموذجًا له مكانته بين رفاقه من أبناء جيله الذى لايزال عطاؤه متواصلًا واسمه لامعًا ومكانته محفوظة، لأنه اعتمد على عمله وحده ولم يتسلق إلى منصب ولم يسعَ إلى ما لا يستحق، وهذه شهادة حق تجاه رجل أعطى دائمًا دون انتظار كلمة إطراء أو منصب يريده ولو بعد حين.. تحية لأيقونة فى سجل الدبلوماسية المصرية، مع دعاء له بطول العمر ودوام العطاء، ابنًا بارًا للوطن، وقدوة دبلوماسية للشباب المصرى المتعطش للمعرفة، المتطلع إلى القدوة، الباحث عن المُثل العليا. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/hmkr