بعد قرار الأوبك .. خبراء: زيادة إنتاج النفط الخام يدعم اسقرار سوق الطاقة العالمي

في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب العالمي على النفط الخام، اتجهت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” للموافقة على رفع معدلات إنتاج البترول بالسوق العالمية، رغم تأثير القرار المحتمل على منع زيادة الأسعار بالوتيرة التي تأملها الدول المصدرة للنفط داخل الأوبك.

وأكد عدد من خبراء النفط والطاقة أن زيادة إنتاج البترول قد تتراوح بين 600 و700 ألف برميل يومياً على مدى الأشهر الـ 6 المقبلة من قبل دول “أوبك” وغير الأعضاء فيها.

ويقول المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول السابق، إن الفترة المقبلة قد تشهد صراعات على المستوى العالمي بسبب أسعار النفط العالمي، وأبرزها الصراع بين منتجي الزيت الصخري -أمريكا- ومنظمة الأوبك ومصدري النفط الخام، وهو ما دفع منظمة الأوبك الأشهر الماضية في تقليص المعروض العالمي من النفط لرفع أسعار خام برنت، وحاليًا اتجهت الدول الأعضاء بالمنظمة لإقرار زيادة جديدة في الإنتاج بالسوق لسد الاحتياجات العالمية.

أضاف يوسف لأموال الغد، أن السعودية صاحبة الحصة السوقية الأكبر فيما يتعلق بتصدير النفط الخام داخل الأوبك، وبالتالي فهي تسعى دائمًا للحفاظ على حصتها بالسوق العالمي وريادتها له، وتسبب ذلك في تفكيرها جاديًا في الحفاظ على نسب تصديرها للنفط الخام وهو ما تسبب خلال الأعوام الماضية في تراجع أسعار خام برنت، لكن مؤخرًا أبدت المملكة مرونة كبيرة سواء فيما يتعلق بقرار خفض الإنتاح أو العودة مجددًا لزيادة نسب إنتاج البترول الخام لتلبية احتياجات السوق، وذلك للحفاظ على توازن سوق الطاقة العالمي.

أوضح أن أمريكا تعد أكبر  مستهلك للنفط الخام في العالم وهو ما دفعها للدخول في صراعات لتقليص أسعار خام برنت، وتسبب ذلك في دفع منظمة الأوبك لمطالبة أمريكا بالتعاون معها للحفاظ على استقرار السوق العالمي والحفاظ على مستوى الأسعار المناسبة للدول المصدرة للنفط، موضحًا أن روسيا تعتبر طرفًا مؤثرًا في السوق العالمي فهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم والذي ترتبط أسعاره بأسعار خام برنت وبالتالي تسعى روسيا إلى الحفاظ على مستوى أسعار النفط عند مستويات مرتفعة لضمان ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والحفاظ على ثروتها الغازية.

من جانيه قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن أسواق البترول العالمية شهدت خلال السنوات الأخيرة تعاونًا غير مسبوق من الدول المنتجة للبترول سواء من داخل منظمة أوبك أو الدول المنتجة من خارج المنظمة، وهو ما ساهم بشكل كبير في استعادة توازن سوق البترول تدريجيًا.

وأضاف الملا، أن مصر تدعم استمرار التعاون بين المنتجين والمستهلكين لمواجهة التحدي الأكبر خلال الفترة المقبلة المتمثل فى الحفاظ على استقرار سوق  البترول واستدامته بما يحقق المنفعة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء ويخدم الاقتصاد العالمي بشكل عام وهو ما سيتم مناقشته خلال الاجتماع المرتقب.

وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قال إن قرارات منظمة أوبك تتماشى مع ما ينبغي القيام به فيما يتعلق بسوق النفط، وذلك عقب اتفاق “أوبك”، على زيادة إنتاج النفط بنحو مليون برميل يوميا بدءاً من يوليو، وذلك لدول المنظمة والمنتجين غير الأعضاء.

وتشارك “أوبك” وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يومياً، وساعد الإجراء على إعادة التوازن إلى السوق خلال الـ 18 شهراً الأخيرة، وقاد سعر النفط إلى الارتفاع إلى نحو 75 دولارا يومياً من نحو 27 دولارا في 2016.