أعمده ومقالات كيف يرحل الإرهاب اللعين؟ بواسطة محمد ابو الغار 13 مارس 2018 | 4:33 م كتب محمد ابو الغار 13 مارس 2018 | 4:33 م محمد ابو الغار النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 9 الإرهاب موجود منذ قديم الأزل، ولكن التكنولوجيا التى استخدمت القنابل بدلاً من السكين أدت إلى مقتل المئات والآلاف وأظهرت حجم مخاطره. والإعلام الفضائى عرفنا على الحوادث الإرهابية فى العالم كله فور وقوعها، فزاد الرعب. ونجاحات الإرهابيين فى بعض الأحيان، مثل ضرب السياحة فى مصر أو تهجير الفلسطينيين بواسطة عصابات الهاجاناه وشتيرن من فلسطين وضرب مركز التجارة فى نيويورك، شجعت الإرهابيين على التمادى فى أعمالهم. الإرهاب فى مصر بدأ بالمتطرفين الوطنيين فى الحزب الوطنى، فقاموا باغتيال بطرس غالى، رئيس وزراء مصر، فى عام 1910، على يد الوردانى بسبب موافقته على مد امتياز قناة السويس أربعين عاماً. ثم اغتيال أحمد ماهر، رئيس الوزراء، عام 1945، بواسطة العيسوى من شباب الحزب الوطنى، بعد أن أعلن الحرب على ألمانيا قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية بأيام قليلة، وذلك حتى تأخذ مصر مقعداً فى تأسيس النظام العالمى بعد الحرب. سلسلة الاغتيالات التى تمت بعد ذلك كانت كلها بيد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو المجموعات التى انشقت عنها. كان فى البداية حادث اغتيال القاضى أحمد الخازندار بواسطة اثنين من شباب الإخوان، أحدهما سكرتير حسن البنا، ثم اغتيال النقراشى، رئيس الوزراء، بواسطة الإخوان، واستمر الإرهاب فى محاولات اغتيال عبدالناصر، وبعد أن انتشرت وتعددت الجماعات الإسلامية المتطرفة تم اغتيال السادات وفرج فودة والشيخ الدهبى ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ ومكرم محمد أحمد وآخرين وترهيب لأعداد كبيرة من البشر وحرق الكنائس والاعتداء على الأقباط، فماذا نحن فاعلون فى هذا الإرهاب اللعين؟ أولاً: التعامل مع الإرهابيين المسلحين: هذه مهمة الشرطة والقوات المسلحة، وهى مهمة صعبة ومعقدة، وقد كتبت فى «المصرى اليوم» مقالاً يلخص كتاباً لقائد أمريكى يشرح لماذا فشل الجيش الأمريكى فى حربه ضد الإرهاب بينما نجح الجيش الإنجليزى، قال إنه فى المناطق الموجود بها سكان يجب أن يتم اكتساب ثقة الأهالى وتفهم درجات الولاء المختلفة وطموحات ورغبات رجال القبائل، لأن الانتصار على الإرهاب لا يمكن أن يتم بدون دعم السكان. وقال إن المال شىء مهم لكسب ولاء السكان، وطالب بمحاولة عمل حكم محلى ناجح للقبائل وتكوين شبكة مخابرات تعتمد على الأفراد، بالإضافة إلى التكنولوجيا، ويجب عدم حرمان الأهالى وعقابهم بمنع المياه أو الكهرباء وهى أمور طبقها الإنجليز وفشل الأمريكان فى تطبيقها. ثانياً: القضاء على الفكر الإرهابى: هذا واجب المثقفين المصريين والدولة والشعب بأكمله، وهو أمر صعب وسوف يأخذ وقتاً. 1- يجب أن يصل إلى عقل ومشاعر المصريين أن الإرهاب خطر عليهم وعلى عائلاتهم وأصدقائهم، وهو أمر وصل لقطاع السياحة بعد أن انقطع رزقهم وإلى عائلات الفئات التى يترصدها الإرهاب، ولكنه لم يصل بعد للمواطن العادى. 2- التعليم: يجب أن تأخذ الدولة مبدأ توحيد التعليم الأساسى بجدية شديدة. ويجب أن تتم تنقية جميع المناهج من أى أفكار تحض على الفكر الإرهابى، وهو أمر صعب إلا بعد تفهم المبادئ الحديثة فى التأويل للخروج من أزمة تفسير بعض النصوص. 3- الثقافة والإعلام والفنون والقنوات المصرية وبعض الصحف المصرية فيها من المواد والبرامج ما يساعد ويحض على الفكر الانغلاقى والإرهابى. عدم تلبية رغبة الفضائيات المصرية لكل الأذواق والتعبير عن مختلف الأفكار أدى إلى الهروب إلى محطات خارجية خطيرة. 4- محاربة الفقر: نمو الفكر الإرهابى يكون أسهل وأكثر نجاحاً فى المجتمع الفقير الذى ليس عنده أمل أو فرصة. 5- فصل الدين عن الدولة والسياسة والعودة إلى شعار الدين لله والوطن للجميع، الذى ساد بعد ثورة 1919، حتمى للخروج من المأزق. 6- التطور الديمقراطى: يجب أن نفكر لماذا خسر الإخوان جميع معاركهم الانتخابية أمام حزب الوفد قبل 1952 بالرغم من وجود خلايا الإخوان فى كل مكان، وفى نفس الوقت بعد أن عاد الإخوان فى السبعينيات استطاعوا كسب جميع معاركهم الانتخابية بسهولة رغم ضغوط الشرطة والنظام. وبعد ثورة 25 يناير حين اختفت الضغوط والتزوير أخذوا 44% من مقاعد البرلمان يضاف إليهم السلفيون وأحزاب إسلامية أخرى، بحيث تحكموا فى 70% من البرلمان، بالإضافة إلى نجاح رئيس الجمهورية. هذه الحقيقة يجب أن نواجهها بشجاعة. يجب أن يكون المنافس الأساسى للتيارات الإسلامية هو قوى وأحزاب مدنية، وهى ليست عندها فرصة حقيقية بسبب الضغط والهجوم المستمر عليها من جميع النظم المصرية، وبعد أن فشل الإخوان فى حكم مصر، وبعد أن انخفضت شعبيتهم بشدة تقلصوا فى العدد وتركهم الكثيرون من الذين انتخبوهم، ولكن بمرور الوقت وتغير الظروف المحلية والإقليمية والعالمية قد يظهرون على السطح مرة أخرى ويستعيدون شعبيتهم، لابد أن تكون هناك قوى مدنية شعبية تقف فى المواجهة. لقد ثبت أن كل الأحزاب والمنظمات للكبار والشباب، التى أسسها النظام من عبدالناصر إلى نهاية عهد مبارك، كلها ورقية ولا شعبية لها، لأنها نابعة من فوق والكثير من أعضائها ينضمون لمصالح شخصية. أخيراً: لابد أن يكون المصريون جميعاً على قلب رجل واحد فى حرب الإرهاب، لأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا جميعاً. قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/0m0k