“وزارة الاتصالات” : مصر تحقق ١.٦ مليار دولار عائدات من خدمات التعهيد سنويًا .. وخطة لتطوير القطاع لتحقيق نموًا مضاعفًا خلال ثلاث سنوات

كشف تقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن تحقيق مصر عائدات تصل إلى ١.٦ مليار دولار سنويًا من خدمات التعهيد، مع استهداف إحداث تطوير أكبر بخدمة التعهيد  لتحقق نمو مضاعف خلال السنوات  الثلاث المقبلة، وزيادة عوائدها إلى ٣ مليارات دولار، وتوفير ٧٥٠ ألف فرصة عمل، عبر خطة ممنهجة تستهدف التركيز على التدريب وإنشاء مناطق تكنولوجية فى المحافظات، والاستفادة من مرور الكابلات البحرية بالعديد من السواحل المصرية.

وتأتى صناعة التعهيد فى صدارة المستفيدين من تغير شبكات الاتصالات والإنترنت لكثير من طرق الأعمال التجارية فى العديد من الدول، وهى تعنى إسناد مؤسسات أو شركات لأداء بعضٍ من أعمالها لجهات خارجية متخصصة، حتى تستطيع هذه المؤسسات التركيز على أعمالها الرئيسية.

ويعمل بتلك الخدمات فى السوق المصرية حوالى ٩٠ ألف شخص من بينهم ٥٠ ألف يقومون بالتعهيد الخارجى. ووفقا لبيانات وزارة الاتصالات فإن الشركات العاملة بهذه السوق تمتلك القدرة على تلبية احتياجات السوق المحلية والأسواق الخارجية مما يمكنها من المساهمة فى دفع عجلة الاقتصاد القومى من خلال خلق فرص عمل للشباب وجذب الاستثمارات الأجنبية.

وسلط تقرير تحت عنوان «تقييم دول منطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط المصدرة للخدمات فى مجال مراكز التعهيد والخدمات المشتركة والمراكز المملوكة لموفرى الخدمة لعام ٢٠١٧»، الضوء على المواقع الرئيسية التى تم اختيارها كأهم المواقع المقدمة لتلك الخدمات، وتضمنت مصر وروسيا البيضاء وبلغاريا وجمهورية التشيك وبولندا ورومانيا وروسيا وجنوب إفريقيا.

وأشارت مؤسسة الأبحاث «جارتنر» فى ملخص تقريرها عن مصر إلى المزايا التنافسية للدولة كمقصد جاذب لتقديم الخدمات العابرة للحدود والتى تنبع من وفرة المهارات وبأسعار تنافسية، والموقع الجغرافى المتميز لعمليات أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى مهارات إتقان اللغة الإنجليزية.

كما حدد التقرير عددا من العوامل التى ساهمت فى زيادة معدلات نمو الصناعة وجذب المستثمرين ونمو الأعمال المتعلقة بخدمات تكنولوجيا المعلومات فى البلاد، ومن ضمنها وفرة العمالة بسبب استمرارية تدفق عدد كبير من الخريجين سنويًا، مع خطط نشر المناطق التكنولوجية فى المدن الكبرى، وتوافر خطوط الطيران لمختلف العواصم الأوروبية.

وأوضح التقرير مضاعفة الخدمات العابرة للحدود، من حيث الحجم خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال الشركات العالمية والمتعددة الجنسيات والإقليمية والمقدمة من مصر لأكثر من ١٠٠ دولة.

وأشار التقرير إلى أن نمو القطاع يرجع إلى الاستثمارات المستمرة فى البنية التحتية، وجهود القضاء على بيروقراطية الأعمال.

وتمتلك مصر بنية تحتية قوية للاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث تغطى شبكات الألياف الضوئية ٣٦٪ من الدولة حاليًا، و١٧ كابلاً بحريًا تربطها بباقى دول العالم، مع تقديم خدمات الجيل الرابع للهاتف المحمول.

كما ركز التقرير على انخفاض تكلفة العمالة المصرية وبشكل تنافسى كبير، حيث تراجعت تكاليف تصدير الخدمات للخارج وخاصة مع انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وقدرت «جارتنر» ما يتقاضاه مطور البرمجيات فى مصر والذى يتمتع بسنتين من الخبرة يتراوح بين ٥ آلاف إلى ٧ آلاف دولار سنويًا.

وكانت مصر قد فازت العام الماضى بجائزة الجمعية العالمية لخدمات التعهيد GSA ‪كأفضل دولة مقدمة لخدمات التعهيد على مستوى العالم. وحصدت مصر خلال العام الحالى مراكز متقدمة وإشادات من أكبر المراكز البحثية والاستشارية المتخصصة فى قطاعات التكنولوجيا والأعمال مثل مؤسسة «كابجيمناي» الفرنسية، و«بيزنس مونيتور إنترناشيونال»، و«آى دى سي»، و«الجمعية الألمانية للتعهيد»، ومجموعة «أوكسفورد للأعمال»، ومؤسسة «إيه تى كيرني» الاستشارية العالمية وغيرها.

وقال المهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بإن التوسع فى تقديم خدمات التعهيد يعد من أهم المحاور التى تحرص الوزارة على تنفيذها من خلال الاستراتيجية التى تم وضعها لهذا الغرض من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، وذلك للاستفادة من مجموعة المميزات التى تتميز بها مصر دون غيرها من الدول والأسواق الواعدة فى هذه الصناعة مثل: الموقع الجغرافى المتميز، وتوافر الكوادر البشرية المؤهلة، وتوافر البنية التحتية الحديثة، هذا بالإضافة إلى أن هذه الصناعة تتميز بقدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من الشباب وتوفير فرص عمل متميزة لهم.