استثمار قيادات شل وخبراء النفط يناقشون تحديات الطاقة والغذاء في مصر بواسطة محمود شعبان 24 نوفمبر 2016 | 12:22 م كتب محمود شعبان 24 نوفمبر 2016 | 12:22 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 ناقش عدد كبير من الخبراء -خلال مؤتمر شل للريادة التكنولوجية- مجموعة من الحلول المبتكرة للمشاكل التي يواجهها عالم القرن الحادي والعشرين، وتم التباحث حول تحديات الطاقة تحت عنوان “الطاقة -المياه -الغذاء: الابتكار والتعاون لمواجهة تحديات مصر في المستقبل”. قام المتحدثون في المؤتمر بطرح وجهات نظر ديناميكية حول كيفية تسخير طاقات مصر والمنطقة والعالم أجمع للتغلب على التحديات التي يطرحها النمو السكاني، وما ينتج عنه من زيادة الضغوط على موارد الغذاء والماء والطاقة، وشجع المؤتمر المتركز حول مفاهيم الابتكار والتعاون زعماء الصناعة بشكل فعال للتحقيق في الحلول التعاونية، والتي غالباً ما تكون غير تقليدية، لمواجهة التحديات المطروحة. وأكد الدكتور خالد حبيب، محاور جلسات المؤتمرأنه بالرغم من أن التحديات مثل النمو السكاني وزيادة الضغط على الموارد الأساسية وتغير المناخ تهدد جودة معيشة الأجيال القادمة، إلا أننا نشهد اليوم وعياً غير مسبوقاً حول القضايا المطروحة، جنباً إلى جنب مع الشعور الراسخ بالمسؤولية المجتمعية بين الشركات والمؤسسات، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار قد أثارت جهوداً واسعة النطاق لتغيير العالم فعلياً. واستشهد إيدن ميرفي، نائب رئيس شركة شل مصر، والعضو المنتدب لشركة شل مصر المحدودة، بمثال أيرلندي لتوضيح أهمية النهج التعاوني: “إذا كنت تريد أن تذهب بسرعة فاذهب وحدك، ولكن إذا كنت تريد أن تذهب بعيداً، فاذهبوا معا.” وبالإضافة إلى تاريخ مصر العريق، وحكومتها المستقرة، وبنيتها التحتية الهائلة لطاقة النفط والغاز، أشار ميرفي إلى أن تعداد الـ 96 مليون نسمة يمثل أحد أكبر مواردها في مواجهة نقص الطاقة الإقليمي وتلبية احتياجات شعبها. أوضح أن شركة شل قامت بحشد هذه الإمكانات على أرض الواقع من خلال مسابقة ايكو ماراثون، والتي تقام إقليمياً في مانيلا في كل عام، موضحًا أن هذا العام أرسلت شركة شل 40 طالباً من أبرز الجامعات المصرية إلى المسابقة، حيث يقوم كل فريق بتصميم وتصنيع سيارة على أمل أن تسافر إلى أقصى حد ممكن على لتر واحد من الوقود، وحصل وفد جامعة القاهرة هذا العام على المرتبة الثامنة من أصل 45 متسابق -وهذه شهادة على قدرات الشباب المصري غير العادية على التعاون والابتكار، وقال ميرفي “علينا أن نؤمن بقدرات الشباب للإبتكار” من أجل التغلب على عقبات مصر الحالية. وفقا لساهر هاشم، العضو المنتدب لشركة شل للزيوت مصر، فإن تمكين دور الشباب وتشجيع الحلول غير المألوفة معا يساهمان في مكافحة زيادة الضغوط على الغذاء والماء والطاقة، موضحًا أن الشباب ليسوا عرضة للحواجز النفسية التي تمنع كبار السن من ابتكار الحلول والأفكار الجديدة، كما أن الشباب يقدمون طاقة إيجابية فريدة من نوعها للعملية الإبداعية. وأوضح هاشم أن جزءا محوريا من المشاريع يشمل ضمان أن المنتج يوفر قيمة ويحقق أهدافه المرجوة منذ البداية، لافتًا إلى أن التسويق يأتي في نهاية هذه العملية، وتعليقا على المؤتمر ككل، قال: “أنا فخور بأن كل شيء نناقشه هنا هي الحلول التي تم تنفيذها على أرض الواقع في مصر.” كما ناقش الدكتور أندرو هيفر، نائب الرئيس للقطاع التجاري العالمي لتكنولوجيا التكرير في شركة شل للحلول العالمية، التركيز من جانب شل على “توفير الطاقة للتقدم معا” لتقديم حلول أكثر وأنظف للطاقة مع استمرار سكان العالم في النمو، مضيفًا أنه من المتوقع أن يصل تعداد السكان عالمياً إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وما يواكبه من ازدياد عمراني بمعدل مدينة جديدة في حجم القاهرة تبرز كل شهرين على مدى السنوات ال 40 المقبلة. هذا ناهيك عن التغيرات المناخية التي سوف تنجم عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الطريقة التي نستخدم بها الطاقة اليوم. وأشار هيفر أنه يتصور “دوراً كبيراً للتكنولوجيا والتعاون في مواجهة هذا التحدي … ونحن نعتقد أن بالتعاون معا كل شيء ممكن. استمر في استخدام هذه الكلمة -’ معا’ -لأن العالم يزداد ترابطا وتعقيدا. ونحن لا يمكننا أن نعيشه وحدنا “. وفي ضوء تأكيدها على التعاون، عملت شل على مشروعين تعاونيين رفيعي المستوى لصناعة سيارات أكثر كفاءة. من خلال جهد مشترك بين المصمم جوردون موراي وشركة شل، تم صنع نموذج سيارة شل ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود، والتي تستهلك 34٪ أقل من متوسط الطاقة التي تستهلكها السيارات خلال عمرها. كما شاركت شل مع شركة AirFlow Truck Company لتطوير شاحنة عالية كفاءة الوقود تسمى Starship كجزء من الجهود الرامية إلى زيادة كفاءة الوقود -والتي وصلت حاليا إلى المعدل الهائل 6 أميال للجالون -من بين الشاحنات التي تنقل 70٪ من الشحن الولايات المتحدة. وهذا تحسن فقط 1 ميل للجالون في خلال أكثر من 20 عاماً. وأوضح هيفر أن هذين المشروعين كانا من الأمثلة الرئيسية على مفهوم “توفير الطاقة للتقدم معا” والذي تفخر شل بتكريسه. “نحن بحاجة للوصول إلى جميع مقدمي التكنولوجيا لضمان التمكن من بناء حلول متكاملة لمواجهة التحديات الهائلة التي وصفناها اليوم.” الفشل عنصر هام في عملية الابتكار وذلك وفقاً لوائل الفخراني، العضو المنتدب لشركة كريم مصر، والنائب الأول للرئيس للعلاقات الحكومية. وصف الفخراني تجربته الماضية في العمل في جوجل X، وهي أحدث منشأة للأبحاث العلمية والتطوير وضعتها جوجل. جوجل X ركزت على إيجاد العلاقة بين المشاكل الضخمة والحلول الجذرية والتكنولوجيا المتقدمة، وشجعت التعلم من الفشل المتكرر وتحتفل به كجزء من عملية إنشاء واختبار مبادرات جديدة. وخلال حديثه، قام الفخراني أيضا بالرد على مسألة ما هو مطلوب من أجل جعل الأفكار الإبداعية قابلة للحياة: “نحن بالفعل على علم بالمشاكل لأنها في كل مكان، ومن السهل أيضا التغلب على الجانب التكنولوجي: يمكنك الشراء، أو الاستعانة بمصادر خارجية، أو إنشاء التكنولوجيا بنفسك، الضروري حقا هو الحلول، لأنها هي التي تحمل تأثير على أرض الواقع، وعلى المشرعين وعلى حياة الناس “. مشيدا بدور الحكومة في هذه العملية، أشار الفخراني أيضا أن الحلول الجذرية سوف تحقق النمو بشكل أسرع وتنجز المزيد مع وجود التشريعات والاتفاقات المناسبة. أصبح تحويل الموارد غير المستغلة إلى فرص وحلول ظاهرة عالمية متزايدة النمو، وفقا للدكتور/ طارق توفيق، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية. ذكر توفيق على سبيل المثال شركات مثل أوبر وAirbnb، والتي حولت الغرف والسيارات غير المستخدمة إلى مصادر للدخل، في سياق التطورات العلمية التي تحقق أهداف مماثلة: النباتات المائية التي تغذيها المياه المحلاة باستخدام الطاقة الشمسية لإزالة الحاجة إلى موارد الطاقة أو التربة، وأعلاف الدجاج المنتجة من النفايات البشرية المصنعة، والتي تسمح للموارد الزراعية أن تخدم بعضها البعض؛ وقطعة قماش يمكنها أن تتعرف على البكتيريا والجراثيم في الطعام الذي نأكله باستخدام تكنولوجيا النانو. وبناء على هذه المبادرات، أفصح الدكتور توفيق عن نظرته الإيجابية للمستقبل: “كل هذه الأفكار موجودة خارج الإطار التقليدي -نحن نستخدم أفكارا جديدة لمعالجة المشاكل الحالية والمستقبلية، فعلى الرغم من كل التحديات التي نواجهها، أعتقد أن المستقبل مشرق وأنا واثق من أننا سوف نواصل التطوير وحل قضايانا “. وكان وزير النقل السابق، السيد سعد الجيوشي، إيجابيا بالمثل بشأن المستقبل، حيث أشار إلى وجود ثلاثة مشاكل أساسية تمنع مصر من حل قضاياها الرئيسية حاليا: أولها، عدم العمل بروح الفريق وتغليب الرغبة في النجاح كفرد، وليس كفريق. وثانياً، الخوف من التكنولوجيا وثالثاً، إهمال الفرص غير المستغلة. وقد واجه فريق الجيوشي في وزارة النقل هذه المشكلة المتوسعة، وتأخر مصر في مواكبة تكنولوجيا النقل، من خلال اتخاذ قرار جريء برفع مستوى العديد من الطرق في مصر باستخدام التقنيات الحديثة. شجع الجيوشي أيضاً المديرين في القطاعين العام والخاص للاستماع للموظفين الأصغر سنا -حتى لو كانت طاقتهم مرهقة -ووضع هذه العقول الواعدة في وظائف تطويرية لترجمة إمكاناتهم إلى تقدم ملموس، ذاكرًا الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر حاليا، قال الجيوشي: “ينبغي توسع طاقتنا الإيجابية بشكل أكبر كلما ساءت الظروف -نحن بحاجة إلى إنتاج المزيد من الأفكار خلال هذه الأوقات حتى نتمكن من المضي قدما، مع عدم الاستسلام إلى اليأس أبداً. “ تم تخفيض مقدار الوقت الذي يستغرقه جلب المنتج إلى أيدي المستهلك من لحظة إنشائه بشكل كبير من 15 عاما في الثمانينيات لسنتين أو ثلاثة في وقتنا الحاضر، وفقا للدكتور/ خالد إسماعيل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة Klangel الذي ناقش الأشواط التقدمية التي قطعها قطاع الشركات المبتدئة في مصر من خلال عدسة مسيرته كمستثمر. وبالمثل، كان إسماعيل على ثقة من أن البشرية سوف تنجح في خلق التكنولوجيا المستدامة قبل فوات الأوان: “لقد مر العصر الحجري قبل أن يستنزف البشر كل الحجارة على الأرض، لأن البشر كانوا قادرين على التطوير. وبالمثل، فإن فترة النفط سوف تنتهي قبل أن يستنزف البشر جميع أنواع الوقود الحفري، لأننا قادرون على ابتكار وتطوير الأفكار الخارجة عن المألوف.” ثم دعا إسماعيل نور العسال من “تجدد”، وهي شركة تحول زيت الطهي المستخدم إلى وقود حيوي، ومحمد سمير من Life Source، وهي شركة تقدم حلولاً ذكية للمياه في السوق المصرية -لمناقشة أعمالهما والتحديات التي واجهاها أثناء عملية إنشاء الشركات المبتدئة في مصر. أظهر جميع المتحدثون تفاؤل كبير جدا لأن مصر يمكن أن تنهض لمواجهة تحدياتها إذا تم منح مساحة كافية للشباب، والتعاون، والحلول غير التقليدية، وحتى الفشل. وإن كان ذلك تحديا هائلا، فإن المؤتمر قرر بشكل حاسم أن عواقب النمو السكاني العالمي وتغير المناخ يمكن التغلب عليها. وختم خالد حبيب المؤتمر بالتأكيد على أن “لا بأس أن تفشل مرة واحدة، مرتين، ثلاث مرات، أو أكثر. المهم هو أن تستمر حتى تنجح”. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/w7o5