تقرير_السياحة تنتظر”إنفراجة” بعد خمس سنوات عجاف

شريف فتحى : الأجراءات الأمنية  المطلوبة لا تمثل إنتقاصاً للسيادة المصرية.. ولجنة روسية للتفتيش على المطارات سبتمبر الجارى

عادلة رجب : 2.3 مليون سائح بإيرادات 979 مليون دولار خلال النصف الأول من 2016..وألمانيا الأكثر إيفاداً للسائحين

حسام الشاعر: منح تيسيرات مالية للفنادق ضرورة لتجديد الغرف المتهالكة.. ولابد من إعادة النظر فى رسوم تاشيرات الدخول لمصر

كامل أبوعلى :يجب إطلاق حملة قوية  لتصحيح الصورة الذهنية فى الأسواق الكبرى بالفاعليات العالمية القادمة.. ومخاطبة السائح بأسلوب علمى

أكد عدد من خبراء القطاع السياحى أن أزمة القطاع السياحى التى تمر بها حاليا هى  الأسوء فى تاريخ السياحة المصرية ، لافتين إلى أن القاص  والدان فى قطاع السياحة وضعوا لها حلول لها ولم تنجح فلا صدقت الحكومة فى تنفيذها ولا فلح مستثمرى القطاع فى تطبيقها مما دفع السائحين للعزوف عن السوق المصرى.

وأشاروا إلى أن الأمل الأخير لـ” أهل السياحة” فى أن يتبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي مطالب القطاع – لاسيما بعد تصريحاته الاخيرة ويصدر قراراً بتشكيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسته – ووضع خطة دعم حقيقية للقطاع تعترف بالواقع وتبتعد عن الوعود الخضراء التى لا  ثمرة لها.

وأعلنت عدة دول وعلى رأسها روسيا وألمانيا وتركيا وأوكرانيا عن قرب تشغيل رحلات جوية إلى القاهرة وشرم الشيخ والغردقة ، وذلك بداية من شهر أكتوبر المقبل حيث تقوم ألمانيا بتسيير 101 رحلة أسبوعياً إلى الغردقة وشرم الشيخ والغردقة والأقصر ، كما تقوم 3 شركات أوكرانية بتسيير 30 رحلة أسبوعيا إلى شرم الشيخ والغردقة.

فيما يزور وفداً روسياً – وهو من الأسواق الرئيسة الأكثر تصديراً للسياحة إلى مصر بإجمالى 3 مليون سائح سنوياً والتى توقفت بعد تحطم طائرة لها فوق سيناء أكتوبر الماضى – القاهرة سبتمبر المقبل للإطلاع على الإجراءات الامنية بالمطارات المصرية تمهيداً لعودة الحركة السياحية إلى مصر.

إجراءات أمنية بالمطارات

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أكد خلال حواره  له الشهر الماضى  ، بأنه متفائل بعودة السياحة الروسية لمصر قريبا جدا، معربا عن تفهمه لشواغل القيادة الروسية تجاه مواطنيها بعد كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء.

وخلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ عدد الروس الزائرين لمصر 24 ألف سائح، بانخفاض 98% عن نفس الفترة من عام 2015، التي شهدت توافد نحو 1.4 مليون سائح روسي.

وزير الطيران المدنى شريف فتحى يؤكد أن الزيارة الأخيرة التى قام بها خلال الشهر الماضى برفقة النائب العام المصرى لإطلاع الجانب الروسي على آخر ما توصلت إليه التحقيقات فى حادث سقوط الطائرة الروسية شهدت تعاونا كبيراً بين الجانبين  حيث توجد رغبة قوية في عودة حركة الطيران مع مصر  لافتاً إلى أن السلطات الروسية طالبت  بوجود بعض الأجهزة الخاصة بتأمين ومراقبة الحركة بالمطارات.

أشار إلى أن الوزارة تعمل جاهدة على شراء الأجهزة الأمنية المطلوبة فى أسرع وقت واهمها  “البايوماتريك”، والخاصة بالتعرف على العاملين لعبور البوابات في المناطق المختلفة بالمطارات من خلال البصمة، وبالتالي ترصد تحركاتهم بشكل يسيطر على الوضع الأمني ويمنع أي اختراق.

أكد فتحى أن الإجراءات الأمنية المطلوبة لا تمثل إنتقاص للسيادة المصرية  ، قائلاً “نرحب بأي إجراءات أمنية لأي شركة طيران أو جهات تفتيش بالمطارات لا تمس السيادة المصرية، وطالما لا تختم الجوازات بدخول أو منع أي زائر من قبل أي جهة أخرى سوى السلطات المصرية”.

الحركة السياحية2016

بلغ إجمالي عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال النصف الأول من العام الجاري 2016 نحو 2.3 مليون سائح، بانخفاض 51% عن نفس الفترة من عام 2015، التي شهدت إقبال نحو 4.8 مليون سائح.

قالت د.عادلة رجب المستشار الإقتصادى لوزير السياحة ، أن التقرير الإحصائى للحركة السياحية الوافدة فى النصف الأول من عام 2016 ، والذى تم إعداده بواسطة قطاع التخطيط والمتابعة بالتعاون مع مصلحة الجوازات والهجرة أظهر أن إجمالى عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال تلك الفترة بلغ 2.3 مليون سائح بإنخفاض 51% عن عام 2015.

وأشارت إلى أن الدول العشرة الأوائل فى الإيفاد السياحى لمصر خلال تلك الفترة سجلت إنخفاضاً بنسب متفاوتة وباستثناء إسرائيل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى وترتيب الدول كالأتى ألمانيا فى المركز الأول بأعداد تصل إلى 302 ألف سائح وبتراجع 34% و أوكرانيا 170 ألف وبتراجع 12.8% وبريطانيا 117 ألف وبتراجع 75% ، وفى المركز الرابع اسرائيل 74 ألف وبزيادة 17.1% ثم إيطاليا 58 وبتراجع 69%.

ولفتت إلى أن فرنسا جاءت فى المركز الخامس 49 ألف سائح وبتراجع 26% ثم هولندا 34 ألف سائح وبتراجع 56% ، والتشيك 28 ألف وبتراجع 51% ثم بولندا 28 ألف وبتراجع 79% وفى المركز العاشر جاءت النمسا 24 ألف سائح وبتراجع 60% ، مشيرة إلى أن إجمالي أعداد السائحين الوافدين من أوروبا خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 1.1 مليون سائح، مقابل 3.6 مليون سائح أوروبي في نفس الفترة من 2015، بانخفاض 69%.

أضافت أن هناك تراجع فى  إجمالي إيرادات القطاع السياحي في النصف الأول من العام الجاري، 979 مليون دولار، بانخفاض 70% عن نفس الفترة من عام 2015 التي حققت 3.4 مليار دولار ، مؤكدة  أن تلك المؤشرات السلبية نتيجة لحظر السفر التى فرضته عدداً من الدول على مصر على خلفية سقوط الطائرة الروسية أكتوبر الماضى متوقعة أن تشهد الفترة المقبلة إنفراجة سياحية مع اهتمام القيادة السياسية بالملف السياحى.

مسارات الخروج من الأزمة

آمال عريضة يرسمها العاملين ورجال الأعمال بالقطاع السياحى ، لاقتناص الفرصة الحالية الناتجة عن اهتمام القيادة السياسية بملف السياحة وصدور قرار جمهورى بتشكيل المجلس الأعلى للسياحة ، مطالبين بضرورة اتخاذ خطوات فاعلة تتماشى مع متطلبات بدء التدفق السياحى مرة أخرى إلى مصر ، أبرزها ضرورة التعاقد مع شركات للعلاقات العامة بالدول المستهدفة وإعادة النظر فى رسوم المغادرة والتأشيرات الممنوحة للسائحين ، مع منح إعفاءات وتيسيرات مالية للفنادق لإعادة تأهيلها مرة أخرى.

يؤكد حسام الشاعر  رئيس مجلس إدارة مجموعة فنادق صن رايز بداية  ، ضرورة أن تطلق مصر حملة للعلاقات العامة عن طريق التعاقد مع كبريات الشركات بالأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة فى مصر ، لافتاً إلى أن الشركة التى تم التعاقد معها للترويج إلى مصر لم يظهر عملها حتى الآن ولا توجد أى مؤشرات لإستفادة مصر منها من الناحية التسويقية أو الترويجية.

يضيف الشاعر ، لابد من وضع آلية ملائمة لتحفيز شركات الطيران الشارتر لنقل الحركة السياحية إلى مصر مع ضرورة إعادة النظر فى رسوم التأشيرات الخاصة بمصر والتى تصل إلى 25 دولارا من كل سائح فى حين أن مقاصد اخرى منافسة  كتركيا مما ساهم فى تدفق الحركة السياحية إليها.

شدد على ضرورة منح الفنادق تيسيرات مالية لتجديد الغرف الفندقية المتهالكة بما يضمن بيع الغرف بأسعار عادلة حفاظاً على سمعة مصر الدولية ، وكذا الحد من الإنهيار الذى شهده سعر بيع الغرف الفندقية خلال الفترة الماضية .

من ناحية اخرى تستهدف مصر إطلاق حملات ترويجية فى الدول الرئيسية المصدرة للسياحة ستبدأ بإنجلترا خلال أكتوبر المقبل وفقاً لتصريحات رئيس هيئة تنشيط السياحة سامى محمود بالإضافة إلى الإشتراك فى عدة فاعليات لعلى أبرزها بورصة لندن فى نوفمبر المقبل وبورصة الفيتور بأسبانيا فى يناير المقبل و بورصة ميلانو فى فبراير وبورصة برلين فى مارس 2017.

ويعلق  كامل أبوعلى  رئيس مجلس إدارة مجموعة البيك الباتروس للسياحة ، على الإجراءات الواجب إتخاذها من قبل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة خلال الفترة المقبلة وتزامنا مع عودة الحركة السياحية ، قائلاً ” يجب إطلاق حملة قوية  لتصحيح الصورة الذهنية فى الأسواق التقليدية الكبرى مثل ألمانيا وروسيا وإنجلترا واستغلال الفاعليات الدولية القادمة عن طريق إعداد خطط علمية لمخاطبة السائح الأوربى بإحترافية.

يشير إلى ضرورة تعديل جميع القوانين الخاصة بالقطاع السياحى لتصبح أكثر مرونة ، مشدداً على ضرورة التنسيق والتعاون بشكل أكبر بين وزارتى الطيران والسياحة حتى يتم التسويق عالمياً لمصر من خلال عروض مشتركة ، مؤكداً على ضرورة استكمال جميع الاشتراطات التى طلبتها روسيا بشأن تأمين المطارات المصرية تمهيداً لعودة الحركة من السوق الروسي ، مع ضرورة بحث كيفية اعتماد الروبل والجنيه فى التعاملات بين روسيا ومصر.

جدول يوضح الدول الأكثر تصديرا للسياحة خلال النصف الأول من 2016