تقرير – تجار الذهب : عيار 14 محاولة لمواجهة جنون الأسعار .. والثقافة الموروثة تعارضه

وصفي أمين : عيار 14 محاولة حكومية لتسهيل وتيسير الزواج.. ومناسب للمواطنين

إيهاب وصفي : الاقبال على ذهب 14 لن يتعدى 1% خلال العام الأول .. والثقافة المتوارثة لن تساعد على تقبله

نادي نجيب: عيار 14 قانوني  ويتم تداوله بشكل بسيط في السوق المصرية منذ فترة طويلة

بهدف تخفيف  العبء عن المواطنين في ظل الارتفاعات الجنونية  بأسعار الذهب سواء على الصعيد المحلي والعالمي ، توجهت الحكومة نحو تدعيم خطط الشركات لإنتاج المشغولات الذهبية من الأعيرة الأقل عن 18 جرام ، حتى تكون ملاذا امنا للمواطنين ومحدودي الدخل لتدبير احتياجاتهم من الذهب خلال الفترة المقبلة .

وتوقع عدد من التجار والمراقبين ، أن محصلة شراء الذهب عيار 14 خلال العام الأول من طرحه في السوق ستكون ضعيفة رغم ارتفاع أسعار عيار 21 والذي يستحوذ على 70% من الحصة السوقية في السوق ، بالإضافة إلى الثقافة المتوارثة والتي تنظر إلى الذهب كملاذ آمن ووسيلة ادخار

وأوضح د. وصفي أمين رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية أن عيار 14 محاولة من الحكومة لمواجه غلاء الأسعار خلال الفترة الحالية ، وحتى يكون سعره مناسب لجميع المواطنين ، لافتا إلى أنه لم يحدث رواجا بشكل كبير خلال الفترة الماضية مثل عيار 21 رغم ارتفاع سعره ،وذلك يرجع إلى ثقافة الشعب المصري والتي اعتادت الأعيرة المرتفعة والمتمثلة بشكل أكبر في عيار 21.

وأضاف أن أعيرة الذهب أقل من 18 جرام وهى أعيرة” 14 و12 و9 جرام  ” معتمدة من جانب مصلحة الدمغة والموازين بجانب باقي الأعيرة الأخرى الموجودة حاليا بالأسواق “12 و24”  وذلك من أجل تخفيف العبء على المواطنين في ظل ارتفاع أسعار الذهب العالمية الأمر الذي أصبح يمثل عبئا على كاهل الأسر المصرية.

وأشار أمين  إلى أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة أدى إلى حدوث حالة من الركود الكبير في حركة البيع بالأسواق وتراجع معدلات الإنتاج ،الأمر الذي  يتطلب دعم  أعيرة  جرام 14 الذي يتميز  بأشكال متنوعة ومطابق للمواصفات القياسية .

قال إيهاب وصفي عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية ورئيس شركة كريستيان للمعادن الثمينة ، إن البحوث التسويقية التي قامت بها شركته أثبتت أن 2% فقط من المشترين يمكن ان يتقبلوا الذهب عيار 14 ، ويقع اغلب هذه الشريحة في الفئة العمرية ما بين 18-26 سنة .

وأوضح أن أكبر شريحة عمرية تقبل على شراء الذهب في مصر هي التي تقع ما بين “25- 40 عام” ، بما يعني أن محصلة شراء الذهب عيار 14 خلال العام الأول من طرحه في السوق لن تتعدى 1% ، خاصة وأن عيار 21 يستحوذ على 70% من الحصة السوقية في السوق بينما تصل نسبة عيار 18 نحو 30%.

وأضاف وصفي أن هناك مشكلة في سوق الذهب تتمثل في الثقافة المتوارثه والتي تنظر إلى الذهب كملاذ آمن ووسيلة ادخار ، لافتا إلى انه منذ الثمانينيات فإن هناك محاولات دائمة من الصناع والتجار في إقناع المستهلكين بشراء عيار 18 ، بما يدل على حجم المعاناة التي سوف يلاقيها التجار في اقناع حيث أن عيار 14 يتطلب تغيير الثقافة الشعبية .

وأشار إلى وجود مشكلة تقنية تتمثل في أن عيار 14 يمتاز بلون باهت ولا يتناسب مع البشرة المصرية والتي تحتاج إلى وجود لون أصفر لامع ، خاصة وأن الطبيعة البشرية يتم تحديد لون الذهب عليها فإن اصحاب البشرة السمراء يحتاجون إلى ذهب ذي لمعة عالية واصفرار شديد لذا يلجأون إلى الاعيرة العالية في حين ان اصحاب البشرة البيضاء الاوروبية يحتاجون إلى لون ذهب باهت لذا يلجأون إلى الاعيرة المنخفضة 9 و12 و14.

لفت إلى أن الهدف من الترويج لعيار 14 هو زيادة حركة السوق ولكن ذلك لن يحدث في ظل استمرار الثقافة المتوارثة ، فضلا عن ارتفاع سعر الـ14 باضافة المصنعية والتي سوف تقلل من الفجوة السعرية بينه وبين عيار 18 حيث انه من المتوقع أن تكون مصنعية الـ14 مرتفعة مقارنة مع 18 خاصة في ظل احتياج وقت طويل لتشكيله بما يزيد من نفور المواطنين على شراءه ، مضيفا أن فرصه عيار 14 في الحصول على نسبة قليلة من الحصص السوقية الموجودة حاليا يرتبط باستمرار ارتفاع الذهب.

أضاف نادي نجيب سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية ، أن عيارات 14 9 و12 تعد أعيرة قانونية وموجودة منذ انشاء مصلحة الدمغة والموازين ، فضلا عن انه يباع بفاتورة رسمية  ويمكن استبداله او بيعه لمحلات الذهب مرة أخرى .

وأوضح أن عيار 14 يتم تداوله في السوق المحلية منذ فترة طويله ولكن بكميات قليله وبسيطة للغاية حيث تقوم بانتاجه بعض الورش، ولكن في ظل الثقافة المصرية تجعل الاقبال محدود على عيار 18 باعتباره ذهب افرنجي مثلما يتعامل مع المواطنين في محافظات وجه بحرى وقبلي.

وأشار  نجيب إلى ان ذلك أن العيارات المنخفضة يمكن أن تكون بديلًا أفضل من العيارات الأخرى، فى ظل الارتفاع غير المسبوق لأسعار الذهب نتيجة زيادة اسعار الدولار ، لكن هذا يحتاج إلى حملات للتوعية والدعاية لهذه العيارات