تقرير: مصر تتوجه نحو السياحة الإلكترونية أملاً فى تجاوز أزمة القطاع

أحمد حمدى: الإنتهاء من الموقع الإلكترونى للترويج والتسويق السياحى لمصر خلال شهور

مصطفى سلطان : إشراك شركات السياحة فى تطوير المنظومة الإلكترونية ضرورة لتحقيق الأهداف المنشودة للموقع+ 15 دقيقة

يحيى أبو الحسن: عزوف شركات السياحة عن الدخول تحت مظلة  يهددها بالخروج من المنافسة بالأسواق العالمية

يعاني القطاع السياحي في مصر خلال السنوات الأخيرة من أزمة حادة وصلت حد إغلاق عدد من  الفنادق وتسريح مئات الألاف من العاملين في القطاع بصفة مباشرة وغير مباشرة، الأمر الذي حتّم على المسئولين بالقطاع البحث عن حلول غير تقليدية لتجاوز هذه الأزمة.

وتسعى وزارة السياحة إلى اللاحق بركب التكنولوجيا والتسويق عبر الإنترنت لمواجهة الأزمة التى  تمر بها مصر من تراجع الحركة السياحية ، حيث أثبتت الدراسات أن التسويق  الإلكترونى ساهم فى ارتفاعات هائلة نمو فى مجال البيع السياحى عبر الانترنت بمختلف أنحاء العالم.

وفى مجال الحجوزات السياحية عبر الانترنت ، تعد صناعة السفر هي واحدة من أولى الصناعات التي ذهبت إلى الانترنت واستغلت هذا التطور التكنولوجى الهائل يوما بيوم لتحقق طفرة ونموا رائعا وخلقت ما يعرف بالسياحة الالكترونية ، إلأ أن مصر تخلفت عن هذا الركب ما يقرب من 12 عام.

وتؤمن وزارة السياحة بأن السبيل للنهوض بصناعة السياحة يتطلب البدء فى تحديث هذه الصناعة تماشياً مع التقدم التكنولوجى الحالى الهائل وأيضا لتحسين المهارات الخاصة بالطاقة البشرية والتى تمثل بدورها مساهمة مجتمعية كبيرة حيث  تسعى بالتعاون مع وزارة الاتصالات إلى إطلاق تطلق موقع إلكتروني جديد للترويج والدعاية وتسويق المنتج السياحي المصري.

وقال اللواء أحمد حمدى  نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة ، أن الموقع سيكون موجهًا بـ 14 لغة، وسيتيح للسائح حجز برنامجه السياحي وتذاكر الطيران من على جهاز الكمبيوتر أو التليفون الخاص به ، لافتة إلى أن هناك بعض التعديلات التى تجرى حالياً على الموقع بالتعاون مع وزارة الإتصالات ومن المتوقع الإنتهاء منها قبل سبتمبر المقبل.

أشار إلى أن الموقع سيضم ٩٠ صفحة تحتوى على بيانات ومعالم مصر السياحية وأهم مميزات المقصد السياحى المصري، وخدمات للزوار ، لافتاً إلى أنه تم الإتفاق مع شركة متخصصة، فى التطوير التكنولوجي لتطوير الموقع.

أضاف أن الشركة ستعمل على محورين أولهما إدخال البيانات الجديدة وتحديثها باستمرار، وضم كافة المعلومات عن المناطق الأثرية والسياحية، والمحور الثانى هو توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتحديث الموقع بتقنية جديدة ، لمسايرة التطور التكنولوجى حول العالم.

جذر منعزلة

يرى مصطفى سلطان رئيس لجنة السياحة الإلكترونية بغرفة شركات السياحة، ، أن المسئولين بالقطاع يعملون فى جذر منعزلة ، مشيراً إلى  أن اللجنة ليس لديها علم بإنشاء  الموقع الإلكترونى ليكون بوابة مصر للحجوزات السياحية.

أكد سلطان أن القطاع بحاجة إلى خطة واضحة المعالم لتطوير السياحة الإلكترونية عن طريق الاستعانة بمتخصصين بالتعاون بين القطاع الخاص والحكومى ، مشيراً إلى أن الوزارة لن تستطيع الانتهاء من الموقع بالشكل المناسب دون إشراك القطاع الخاص وتدريب  الشركات على استخدام التكنولوجيا ورفع البنية التحتية لها.

شدد على أهمية دخول مصر لعصر الحجز الإلكترونى السياحى حيث أن 95% من المسافرين يقومون بحجز المقاصد السياحية من خلال المواقع الإلكترونية ، مؤكداً أن استخدام إدارة متخصصة فى التسويق الإلكترونى سيساهم فى رفع تحذيرات السفر التى تفرضها على الإقل من المواقع التى يقوم المواطنين بالحجز عليها للسفر.

يضيف إن اللجنة حريصة على الشراكة مع القطاع الحكومى وأن يكون للشركات السياحة دور رئيسى فى تطوير المنظومة الإلكترونية وتأهيل العاملين للوصول لتحقيق الأهداف المنشودة للموقع، مطالباً بضرورة عقد اجتماع مشترك  للاطلاع على الاستراتيجية التكنولوجية للموقع الإلكترونى الجديد وكيفية مشاركة قطاع الشركات.

خروج متوقع

أكد يحيى أبو الحسن  رئيس المنظمة الدولية للسياحة الإلكترونية ، أهمية الاتجاه إلى عمليات التسويق السياحى الإلكترونى  لتجاوز أزمة القطاع خلال الفترة الراهنة ، مشيراً إلى أن عزوف الشركات عن الدخول تحت مظلة التسويق الالكترونى خلال السنوات القليلة القادمة سيحجم من قدرتها فى المنافسة بالأسواق العالمية.

أشار إلى السياحة الرقمية  سيطرت على نسبة كبيرة من حجم التجارة الإلكترونية في العالم ما يتطلب ضرورة  إعادة النظر فى تطوير واستخدام أحدث  النظم الإلكترونية للخدمات السياحية من حيث العمل على استراتيجيات التسويق الإلكتروني لتحقيق أداء شامل ومتميز يسهم في تطوير المنظومة السياحية واستقطاب السائحين لمصر والتغلب على تحذيرات السفر.

قال أن مصر تمتلك جميع المقومات الطبيعية والجغرافية إلا أن قطاع السياحة الإلكترونية في مصر لا زال  يستخدم على استحياء ، مشيرًا إلى أن هناك كثيرًا من المعوقات التي تقف أمام نموه متمثلة في ضعف المحتوى عن الآثار والمناطق السياحية والأثرية على الإنترنت والدفع الإلكتروني والمواقع.