أعمده ومقالات وأتى رمضان فلتهدأ النفوس بواسطة مصطفى النجار 7 يونيو 2016 | 1:10 م كتب مصطفى النجار 7 يونيو 2016 | 1:10 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 5 أثقلتنا الهموم وحاصرتنا الآلام، نخرج من ضيق إلى ضيق، تفجعنا المآسى وتتمزق القلوب تحت وطأة الأحداث، تتضاءل الآمال فى ضوء جديد ينهى أمواج الظلام الذى يكتنف حياتنا ويعشش فى نفوسنا، ضجت قلوبنا من الأسى وفاضت بالحزن الذى صار يلازمنا ويطبع بصمته على وجوهنا ونظراتنا وكلماتنا، نتأمل كل النوازل ويداهمنا شعور العجزعن تغيير الواقع أو حتى تحسينه فتتجه القلوب باحثة عن قوة علوية تحتمى بها وتلوذ، وهل هناك قوة وقدرة أعظم من قدرة الخالق عز وجل؟ يهيئ لنا رمضان هذه الأجواء حين نشعر بضعفنا الإنسانى أمام مرارة الجوع والعطش، ترق القلوب رغما عنها وهى تشعر بالضعف وتدرك قيمة نعم الله عز وجل التى لا تحصى والتى لا نشعر بها إلا إذا فقدناها، قلوبنا القاسية التى خطفتها الدنيا وشغلتها بنفسها تحتاج لهذه الهدنة ولهذا الخصام المؤقت مع شهوات الحياة ومشاغلها ومع الهموم التى لا يتوقف دفقها، مساكين نحنُ وقد نسينا حقيقة رحلتنا القصيرة فى الدنيا ورغم أننا كل يوم نحمل بعضا منا لنواريه التراب إلا أننا سرعان ما ننسى هذا المآل ونتغافل عن النهاية التى لا مفر منها. يتأمل المرء كل الصراعات والنزاعات بين البشر ويرى كيف يتقاتل الناس حول مال زائل ومتاع فإنٍ ويتعجب هل تستحق الدنيا كل هذا الصراع، ما الذى يربحه الفائزون فى الدنيا؟ وهل يأخذونه معهم فى الحياة الآخرة؟ لو تفكر من يقتل قبل أن يفعل ذلك ما قتل، لو تفكر من ينهب حقوق الناس لتوقف، لو تذكر كل ظالم مصير الظالمين، ممن سبقوه لامتنع عن جرمه وبطشه لكن البشر جميعا لا يتعظون! أتى رمضان ليمنحنا فرصة جديدة نتصالح فيها مع أنفسنا وننتشلها من غياهب التيه، نحن نحتاج لهذه اللحظات الروحانية التى تدمع فيها العيون وترق القلوب وتنحنى النفوس خاضعة لرب العالمين تطلب منه الصفح والعفو والغفران والعون لنحتمل ما نلقاه وما نعيشه من بؤس وضيق وألم، قد يضيع منا رمضان ويغدو مثل كل الشهور، وقد يكون نقطة تحول فى حياتنا الشخصية لصناعة التغيير الذى نطمح إليه، لكننا نحتاج إلى العزم والإرادة التى تدفعنا لنخطط له كما ينبغى، ليس بمبدأ الكم فى العبادة وإنما الكيف والتجارة الرابحة مع الله. كثيرا ما نبدأ ثم تضعف العزيمة وتخور القوى وتتضاءل الهمة لكن يبقى لنا أن نختار من يعيننا على أنفسنا ومن يذكرنا بما علينا فعله، هذا موسم للتداوى من أمراض النفس وأهواء البشر سنخسر كثيرا إن فاتتنا هذه الفرصة ولا ندرى كم من العمر تبقى لنا لنعوض ما فات. ناصحا نفسى أولا وناصحا كل من يقرأ هذه الكلمات أن يتخيل أن هذا آخر شهر رمضان فى حياتنا فكيف سنتعامل معه؟ الرحمات تتنزل والسماوات تفتح أبوابها لدعوات المستغيثين وأنّات المستجيرين ودمعات التائبين، اللهم اكتب لنا عملا صالحا فى رمضان، واختم آجالنا بحسن العمل وكثير الطاعة والتوبة عن المعصية ورد حقوق البشر والتماس العفو ممن ظلمناه، اللهم اجعلنا عبادا لك كما تحب، اللهم خذ بأيدينا إليك فلا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/oisr