أعمده ومقالات لماذا يدينون مصر ويبرئون فرنسا؟ بواسطة مصطفى النجار 24 مايو 2016 | 2:02 م كتب مصطفى النجار 24 مايو 2016 | 2:02 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 2 يصيبك هذا التناقض والازدواجية بالضيق، لا تعرف ما الذى يصيب البشر تجاه قضية الموت إذا اختلف من يموت، حتى مظاهر التضامن العالمى تختلف من حادثة لحادثة، كنت أحسب أننى مبالغ فى الحكم على هذه القضية حتى وجدت بعض أصحاب الضمائر فى الغرب يشعرون بنفس الإحساس ويبدون الضيق، ومن هؤلاء ويل جور الذى كتب فى صحيفة الإندبندنت عن هجمات بروكسل فى شهر مارس قائلا (هناك سرد عنصرى واضح تماما فنحن نقدر حياة الأشخاص الأوروبيين البيض أكثر من أولئك من أصحاب البشرة السمراء الذين يعيشون خارج حدود أوروبا). يتعاملون معنا كأن الإرهاب الذى يضرب بلادنا أمر عادى لكنه يصبح غير عادى إذا مستهم نيرانه، هل نحن السبب فى ذلك؟ أم أنها فكرة الآخر الذى لا يعنيهم والذى لا يعاملونه بنفس ما يعاملون به أنفسهم، هذا ليس حديثا عنصريا ولا تعميما، لأننا نرى مظاهر أخرى للإنسانية المتدفقة والراقية التى لا نراها فى بلادنا ونشيد بها، لكننا نتحدث عن الشعور العام الذى ينتابنا تجاه هذه الأحداث. على الجانب الآخر يشعر المرء بالاستغراب الشديد والضيق من هؤلاء الذين يعيشون بيننا ويقتاتون على أحاديث المؤامرة السمجة التى يفسرون بها كل شىء قبل أن تتضح حقائق الأشياء، حين ينشر موقع الـCNN ساخرا تصريحا لخبير استراتيجى مصرى يتحدث فيه عن أن الطائرة المصرية تم إسقاطها وتدميرها بسلاح النبضة الكهرومغناطيسية! حين ينطلق الإعلام فى مصر ليتحدث عن المأساة بعاطفية مفرطة وكأن دوما على رأسنا بطحة أمام العالم، وقعنا فى فخ المساندة التى ترفض أحاديث العقل والمساءلة والموضوعية ويقابلها فريق جلد الذات الذى قرر أن مصر مدانة وأن شركة (مصر للطيران) أسوأ شركة طيران فى العالم، رغم أن الحقيقة غير ذلك، القوائم السلبية لشركات الطيران فى العالم تخلو كثيرا من مصر للطيران التى وإن كان لنا عليها بعض الملاحظات إلا أنها تظل شركة مميزة والطيارون العاملون بها على أعلى مستويات الكفاءة المشهود بها. نحن لا ندير الأزمة بكفاءة ويكفى تصريح وزير الطيران الذى اعتبره البعض مزحة حين قال إن الحادث لو كان إرهابيا فهذا خيار جيد! وكأن أرواح البشر لا تعنينا والمهم أن نبرئ ساحتنا ونخلى مسؤوليتنا أمام العالم. فرنسا مسؤولة بالطبع لأن الطائرة أقلعت منها، والمعلومات تشير إلى أن فرنسا ألغت كثيرا من تصاريح دخول المنطقة الآمنة بالمطار عقب تفجيرات باريس وأنها حتى هذه اللحظة تراجع آلاف التصريحات للعاملين بالمطار خوفا من وجود خائنين يتعاطفون أو يتعاملون مع منظمات إرهابية ويسهلون لها ممارسة إجرامهم وترويع الآمنين. الإرهاب ظاهرة عالمية غير مقبول ربطها بدين ولا جنسية ولا لون، محاربة الإرهاب يجب أن تأخذ أيضا طابعا عالميا يتحمل فيه الكل المسؤولية، علينا أن ندقق فى الإجراءات والبروتوكولات الخاصة بالأمان والسلامة والمهنية ونبذل أقصى الجهد فى التحقيقات لمعرفة الحقيقة وإعلانها بكل شفافية وهذا لا يضيرنا فى شىء. الذى يضيرنا ويسىء إلينا هو عدم الشفافية والتعامل مع العالم وكأننا دوما لدينا ما يديننا، ادعموا مصر للطيران وادعموا مصر وليتلطف الله بحالنا. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/fq3m