دينا عبد الفتاح خطاب الواقع بواسطة دينا عبد الفتاح 10 أبريل 2016 | 1:07 م كتب دينا عبد الفتاح 10 أبريل 2016 | 1:07 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 مازلنا فى المساحة الفاصلة بين النظرية والتطبيق، وبالتالى ما هو القادم؟ لايهم، ماهى أهدافنا ؟ لايهم مطلقاً ! إن السياسية لا تحلّ نفسها بنفسها، ولكنها عن طريق الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة ، قبل التصريح لقنوات الإعلام بالتصريح المقدس ” كل شىء على مايرام” على ماذا تراهن ياسيادة الرئيس فى معادلة مقلوبة ، سقط منها المدخلات التى تؤدى إلى نتائج ، وأصبح تحضيرها على واقعها الحالي هو أشبه بالإنتحار الجماعي أكبر طموحات الوطن هو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة ، تستوعب الجميع وتدفع المياه فى القنوات الاجتماعية والسياسية المسدودة سيدى الرئيس نحن بلد نعانى منذ مدة من الفعل ورد الفعل ، لانفاجأ بالحقائق المفجعة لأننا نعرف أننا سائرون إليها ، بارعون فى جلد ذات غيرنا ولانعترف بأخطائنا ، لانضع أوليات ممنهجة نبنى عليها خططنا المستدامة ، ولانمتلك رفاهية التعديل أو التطوير أو حتى النظر إلى نفس الشىء مرة أخرى، سخريتنا عالمية ومضحكة لأننا ببساطة نسخر من أنفسنا، نتمسك بالماضي لأننا لانملك حاضر أو مستقبل ، قابعين بلا أحلام منذ سنوات طويلة ، ومازلنا فى المساحة الفاصلة بين النظرية والتطبيق ، وبالتالى ما هو القادم ؟ لايهم، ماهى أهدافنا؟ لايهم مطلقاً. سيدى الرئيس الوطن بدون تجميل أو تهويل ، يمر منذ فترة ليس بالقصيرة بأحوال أقل ماتوصف بالخطرة على كافة الأصعدة وأتيقن أنك تدرك ذلك ، وذلك كان نتيجة استبعاد أبجديات المنطق والتفنن فى انتظار التوقعات بالمراهنة على نجاح مشروع ما دون النظر إلى من وراءه ، أو اتخاذ تدابير سياسية أو إقتصادية تتنافى مع الواقع المضاد ، أو حتى التعامل مع هجوم الخارج بمنطق ” لاتعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك” . سيدى الرئيس الإجابات على حلول لمشكلاتنا حتى من قوى المجتمع ، باتت أصل رئيسى من أصول الأزمة التى ينخلط فيها الجنون مع الغموض ! ، حيث ستنطلق من منصات لاترى الأمور بمنظار العقل ، لكن بالميول والهوى التى لاتصلح لبناء الأوطان ، لكنها ناجحة جداً فى صناعة الزعماء والأبطال فى مجتمعاتنا فى دقائق وهدمهم أيضاً فى لحظات ، فالطرف الأول سيدى سيؤكد على أننا فى أزمة حقيقية وسيعبر بسعادة “مرّضية ” عن أننا ذاهبون إلى “داهية” سوداء ، بسبب أداء من يحكمون بما يملكون من سلطات وقدرات ، يجعلهم مسئولين عن الماضى والحاضر والمستقبل ، ويرون أن كل خطوة بائسة وإن كان فى الواقع بعضها مفيد، وسيحلفون أيماناً مغلظة بأنكم متمسكون بالمناصب وفقط حتى إذا ما أخطئتم فى التقديرات أو فشلتم فى تحقيق ما وعدتم به . بينما يخرج طرف آخر سيدى يتحدث عن نجاحات استثنائية تفوق الخيال ، وتدفع الدولة نحو التقدم والإذهار والتنمية ومشروعات ستدر دخلاً بالمليارات ، حتى وصل هذا الطرف لقيادة حملة أساسها صوراً من دول خارج القطر المصري ، تحمل تعليقاً ” أنشر الإيجابيات وكن أنت الإعلام البديل ، وكأن الإعلام الحقيقى يقيم بمصداقية ومتشبث جداً بقواعد ومواثيق الشرف الصحفي والإعلامي . فعلى ماذا تراهن ياسيادة الرئيس فى هذه المعادلة المقلوبة ، التى سقط منها المدخلات التى تؤدى إلى نتائج ، وأصبح تحضيرها على واقعها الحالي هو أشبه بالإنتحار الجماعي ، فى ظل استبعاد “الطرف الثالث” بمفهوم ونية المقال وليس بنية مرادفات الخيانة والعمالة ، حيث يرغب هذا الطرف فى تغيير الواقع للأفضل، ويقيم الأمور بموازين علمية وليس بمنطق الفائز أو الخاسر، وهولاء كانوا ولايزالوا ، نستطيع الرهان عليهم . سيدى الرئيس إن أى نظام سياسى يجب عليه أن يتيح للشعب حرية الاختيار بين أحزاب وقوى سياسية ورؤى وأفكار تتنافس من أجل نجاح البلاد وتقدمها ، وليس السيطرة بفكر أحادى ودحر كل من يقف أمامه باعتباره عدو يجب تسويته بالأرض ، حتى أن هذا النموذج أصبح يعمل بشكل آلى فى كل فئات المجتمع من القهوة البلدى حتى الوصول إلى الساسة ونخبة المجتمع ، الاستقطاب يزداد والعنف أصبح سمة المجتمع ، قبل أن يصبح سلاحا فى أجهزة الدولة لسنوات طويلة فى مواجهة الخصوم . سيدى الرئيس إن سقف الطموحات بعد ثورتين أصبح كبيراً جداً ، وأكبر هذه الطموحات هو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة ، تستوعب الجميع وتدفع المياه فى القنوات الإجتماعية والسياسية المسدودة ، وتشكل حصانة حقيقية لهذا الوطن أمام التحديات الجمة التى يواجهها فى أوضاعه الداخلية ، والأوضاع الاقليمية المقلوبة التى تتغلل بشفرات حادة فى جسد هذا الوطن ومصيره . سيدى الرئيس إن السياسية لا تحلّ نفسها بنفسها، ولكنها تحلّ عن طريق الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والمصارحة بالحقائق ، التى هى ليست من هوايتنا المفضلة التى نبارك بها خطواتنا فى إصلاح الأحداث المفاجئة ، قبل التصريح لقنوات الإعلام بالتصريح المصري الشهير كل شىء على مايرام وإحنا مسيطرين على الموقف ، والتى بمجرد سماعها تبدأ سلسلة من الإرهاصات والأحداث والإحراجات الدبلوماسية التى لا يمكن إيقافها ، وتدفعنا دائماً نحو حافة الهاوية ، ونماذج هذه الحالة كثيرة ، ومنها ما تعرض له الباحث الإيطالى “جوليو ريجينى ” ومقتله فى مصر ، وماتبعه من دعوة البرلمان الأوروبى من وقف تصدير التكنولوجيا والمعدات العسكرية والتعاون الأمنى مع مصر ، وفى هذه الحالة قبل أن ننكر على البرلمان الأوروبى خطوته يجب أن نعترض أولاً على تعاملنا مع الحدث وفتح ملف حقوق الإنسان ، الطائرة الروسية وماتبعها من أحداث مضرة وقاتلة للسياحة المصرية وقبلها حادثة قتل 4 مكسكيين وغيرها وغيرها . سيدى الرئيس لايمكن المراهنة على الإعلام المصري وفقط فى التأثير فى الشأن العام اتجاه قضايا الدولة ، فهذه التجربة أثبتت فشلها آلاف المرات ، خاصة إذا غابت الواقعية فى صياغة الرسائل مهما كان الثقة فى القناة أو الاعلامى ، إن الثقة فى المستقبل من عدمه تصنعها أجهزة الدولة فى تعاملاتها اليومية مع المواطنين عبر ، تسيير حركة المرور ، اتخاذ خطوات حقيقية لتحقيق نهضة فى التعليم ، تطوير المستشفيات والتأمين الصحي ، المعاملة الكريمة والحسنة ، تنفيذ القانون على الجميع ، تحجيم كل أشكال الفساد والرشوة والمحسوبية ، تطوير أليات التشغيل ، وضع أهداف تنموية بلغة الأرقام وليس بالأحلام والتمني ، فالنوايا الطيبة ياسيدى لاتصنع الأوطان . سيدى الرئيس إن الملف الاقتصادي لهذه الدولة فى أمس الحاجة لاستيعاب أفكار متطورة ، تكون معنية بتوجيه الرأى العام المصري الذى يمثل الشباب 65 % منه نحو غرس أفكار جديدة تبنى الاقتصاد المصري ، وتساعد على صناعة جسور بين الوطن والمواطن ، وإغراق كل الأفكار البالية التى تنتمى لتنظيمات اقتصادية عقيمة ، فالتطور الديمقراطي للدولة يعتمد بشكل رئيسى على التطور الاقتصادي المستدام ، وذلك عبر تشجيع رواد الأعمال والمبدعين ، من خلال تأسيس شركات ونماذج أعمال جديدة قادرة على تقديم خدمات جديدة ذات مردود اقتصادى وتخدم المجتمع ، فالإبداع أصبح السمة الأساسية لإبقاء أية دولة على مضمار المنافسة العالمية ، وأصبحت كافة الاقتصاديات العالمية تلجأ إلى الأفكار المبتكرة لضمانة تحقيق أهدافها الأساسية ، كما أصبحت “ريادة الأعمال” وإنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة خياراً استراتيجياً للحكومات لاستيعاب طاقة الشباب ، ودخولهم فى خطط الدولة التنفيذية للنمو الاجتماعي والاقتصادي . سيدى الرئيس وجب علينا فى هذا التوقيت أن نكون طرفا فاعلاً فى إدارة الأزمات الإقليمية المحيطة ، لأنها تضيق الخناق علينا ، وتدفعنا نحو سياسة “الأمر الواقع” التى لن نقبلها لكنها ستستوعبنا بالتأكيد فى النهاية، وزياراتك الخارجية ما هى إلا مجرد بدايات يجب أن يصاحبها تحركات على نطاق واسع من كافة الهيئات والتجمعات والكيانات المناصرة ، ولو حتى من باب المصالح المتبادلة . سيدي الرئيس علي الرغم من اعتراف الجميع بالإمكانيات التي تمتلكها مصر من حيث الموقع وموارد ومدخلات الانتاج إلا أن هذه الامكانيات لم تكن وليدة اللحظة وهي متواجدة منذ قرون طويلة ولم تستغل بسبب تشتت المجهود البشري الذي يعد محور الإنتاج والنمو في أي اقتصاد ، وبسبب الافتقار للرؤية المتكاملة ولسيناريوهات التنفيذ الواقعية التي يتقبلها المنطق ويرضي بها العقل. سيدى الرئيس إن الإعتراف بالأخطاء القاتلة فى الوقت المناسب وتصويبها ، يحتاج الى مبادرة للتغيير ، تستوعب أهل المنطق والمشورة ، ممن يملكون مفاتيح الحل ، وليس مفاتيح الكلام سواء كان نفاقاً وتطبيلاً أو إتهاماً وتسويفاً . اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/hqr7