دينا عبد الفتاح “إضحك” الصورة تطلع وحشة !! بواسطة دينا عبد الفتاح 3 أبريل 2016 | 9:21 ص كتب دينا عبد الفتاح 3 أبريل 2016 | 9:21 ص النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 المستقبل لن يصنعه رسائل مزيفة تغيب عنها الحقيقة ويسيطر عليها مشاهد مضطربة ، حتى ولو كان ورائها حملات دولية ينفق عليها ملايين الدولارات نحتاج إلى تشكيل صورة صحيحة لدي صغار المسئولين قبل الكبار بأن الشفافية والمصداقية هما عماد اقتصاد اليوم علينا أن نستبعد “مصوري” مسببات خطف الطائرة ومقتل ريجينى ، وقتل بدم بارد أبجديات الدولة الفاشلة إذا أردنا أن لاتسقط حصوننا أمام الأعداء على الدولة أن تناقش نفسها أولاً ولاتنتظر ردود الفعل المميتة حتى تتحرك ، فظهور الصورة الحقيقية فى مصلحة مصر حتى تضمن نفاذ إصلاحتها الإقتصادية والسياسية والاجتماعية غالطنى كثيراً عقلى فى محاولة قراءة المشهد على مايبدو عليه الآن دون تجميل أو تهويل ، أو حتى مغالطة للتاريخ أو قراءة متقوقعة للمستقبل . ماذا يبدو فى الصورة ؟ مجموعة من المشاهد المتكررة التى أتمنى أنها لو مصورة على فيلم يمكن حرقه إذا فتح عليها النور، لكنها للأسف مسجلة رقمياً وينسخ منها يومياً المئات والآف على كل جهاز يمتلك أبجديات الميجا والجيجا والتيرا . مشاهد خطرة لاتصلح إلا لعامة الشعب فقط ، تفتح دائماً باب الاحتمالات الغير مسببة ، لأنها صورة من شىء مضيء ، وتخيل من شىء سيحدث قريباً جداً ، وشىء من المسائلة عنها لايهم مطلقاً ، فالمصور يعد المشهد للحظة ، ليستدل على أنه محترف ، ومايهمه هي الصورة التى سيبيعها ، لكن صاحبها فليذهب هو ومن معه للجحيم. ! مشهد “نهار خارجي “ طائرة تابعة لمصر للطيران تغير مسارها من الإسكندرية إلى القاهرة إلى قبرص، بأمر راكب يلبس “حزام ناسف” ، لتخرج علينا بعدها عشرات اللقطات البارعة التى تظهر تجلياً واضحاً للأراء فى هذا المشهد بين قوسين “الحادثة ” ، كنوعيات أنها موجهة من أجهزة الدولة لنسيان عزل المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ، أو لفقد شهية التركيز على بيان الحكومة الأخير ، أوفقدان العقل ونسيان ارتفاع الأسعار، هذا ما أيقن به كثيرون ، وكأننا أمام مجتمع أعور يرغب أن “تسمع الرعد فى ودانك” ، وعلى الطرف الآخر تبارى أصحاب الحيل فى التعبير عن مدى قوة وصلابة فريق مصر للطيران على الطائرة ، فى أنه تمكن من السيطرة على الحدث حتى أنه وصل أنه يتصور سيلفى مع الخاطف لإرسال صورة إلى المسئولين ، كما أنه تناول عصير فريش لتهدئته . لكن الحقيقة لن تعرفها قط ، لأنها من المسكرات ومن الغيبيات التى لايجب أن تعرف عنها شيئا ! . هذه الحادثة ليست “فردية” كما يرى البعض ، فهى تعبير دقيق عن حالة من حالات إنفصام الشخصية التى نمر بها نحن فى الوقت الحالي ، والتى لانرغب فيها فى تغيير العدسة أو حتى المصور رغم أنه بعيداً جداً عن الإحترافية والمهنية ، فهو ذاته من صور مشاهد مقتل الشاب الايطالي “جوليو ريجينى” ، عبر روايات عديدة تفيد أنه شاذ جنسياً وكون الموضوع “جريمة شرف” ، وأن الباحث الإيطالى كانت له علاقات نسائية، وآخرها قصة عصابة الأجانب ، لنرى فى النهاية أحداث كبرى تظهر على السطح تصل إلى تهديد صريح من وزير خارجية إيطاليا “باولو جينتيلونى” ، والذى صرح لصحيفة لا كوريرى ديلا سيرا الإيطالية، فى حال لم نحظ بأجوبة مقنعة من القاهرة، فسنقدم على الخطوات اللاحقة.. بإمكاننا اتخاذ أى قرار فى وقت لاحق فى حال غياب هوامش للتعاون الفعال . ووصلت هذه المشاهد الرتيبة إلى أن “أم ريجينى” نفسه قالت فى مأسآة واضحة نصاً أن “ريجيني حالة فردية بالنسبة لينا كإيطاليين ، بس للمصريين التعذيب والقتل عندهم عادي ؟! جملة تعطى انطباعاً سيئاً جداً لعالم يرغب فى سماع المزيد ، ومن أم تحكى بحرقه وهى مستحضرة مشهد ولدها فى صورة مبتسم بها قبل الحادثة بيومين ، لتستقبله فى بلادها جثة هامدة عليها أثار تعذيب وحشية ، وتعرفت عليه من طرف أنفه . يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار” جملة مرضية جداً فى معطيات هذه الحالات . لكن التفسير الصحيح يحتاج إلى مئات المعاجم والدخول إلى عالم الجان ، كما أن الوقوع محملاً بسيناريوهات خطرة جداً على كافة الأصعدة ، أقلها ضعف الثقة العامة في المستقبل . المستقبل الذى لن يصنعه رسائل مزيفة تغيب عنها الحقيقة ويسيطر عليها مشاهد مضطربة ، حتى ولو كان ورائها حملات دولية ينفق عليها بملايين الدولارات . إلا أننا ساندنا وبأنفسنا هذه الحملات ، ومهدنا الطريق لنجاحها بإصرارنا علي التعتيم علي الحقائق ، وعدم الإعتراف بالمشاكل التي تواجهنا ، والحرص علي كشف مجموعة من البراهين تؤدي في النهاية إلي أن مصر آمنة ولا مشاكل حقيقية علي أرض الواقع . كل هذه الاضطرابات المتلاحقة شكلت صورة مرتبكة لدي الأجانب عن الأوضاع الداخلية في مصر وكونت لديهم حالة عدم يقين بشأن مستقبل هذه الدولة العتيقة . حتي أن الأوضاع الإقتصادية لم تسلم من هذه النظرة ، وبات المستثمرين الأجانب والمتعاملين الإقتصاديين لا يثقون فيما يروج بشأن الإقتصاد المصري في الخارج ومستقبله التنموي المرسوم من قبل الحكومة في رؤية ٢٠٣٠ ، وساد بينهم جميعاً انطباع بأن “لا يصدقوا إلا ما يروه” . كل هذه الأحداث تعطي تفسيراً واضحاً للتكاسل من قبل الأجانب عن الاستثمار في السوق المصري ، وتنفيذ الشق الأكبر من الوعود والاتفاقيات المبدئية التي أبرمت في مؤتمر مصر الاقتصادي ، وتبرهن كذلك عن تردي الإقبال السياحي علي السوق المصري ، وتراجع وتيرة الإنجاز في التعاون الإقتصادي المصري مع الدول التي لا تدير ملفاتها برؤي سياسية غير محسوبة بالأرقام والمؤشرات والمصالح والأرباح المشتركة. هذه هي الإشكالية الكبري التي تعانيها مصر حالياً ، والتي تحتاج لحل عاجل يقضي بإعادة ترتيب الأوراق من البداية إلي النهاية ، ومحاولة تشكيل صورة صحيحة لدي صغار المسئولين قبل الكبار بأن الشفافية والمصداقية هما عماد اقتصاد اليوم ، وأنه لا تقدم في أي عمل دون رؤية واضحة ، فعلي الرغم من أن الجهود غير المخططة قد تؤدي لنتيجة إيجابية ، إلا أنها لن تضعك في المقدمة أبداً كما أن هذه النتيجة حتما لن تستمر في المستقبل. وهذا المنطق هو الذي سارت عليه كافة الدول التي حققت تقدم علي أرض الواقع ، بما فيها التجربة الماليزية التي قادها “مهاتير محمد” وحدد في بدايتها مجموعة من المبادئ التي لابد وأن يعمل في إطارها الجميع حتي تتقدم ماليزيا . المبدأ الأول لابد وأن يعرف الجميع حجم المشاكل والتحديات ويساهمون في حلها . المبدأ الثاني لن تتقدم ماليزيا بجهود غيرها فالأمم الأخري لن تصنع شيئًا لغيرها دون مقابل. المبدأ الثالث الاعتراف بخطأ السير بداية تصحيح الاتجاه . وعمل الماليزيون تحت راية قائدهم ، وفي ظل هذه المباديء الذين حرصوا عليها ، ووضعوها نصب أعينهم فنجحوا في النهاية أن يشكلوا تجربة تنموية تعلم منها الكثيرين وانحني أمامها الجميع. الفرق بين مصر الراغبة في التقدم وماليزيا المتقدمة ليس في عدم وجود المبادئ فحسب ، وإنما في غياب القائمين عن التنفيذ ، فكل خطة تضعها الدولة اليوم يكتب عليها التغيير برحيل من وضعها فما بالك بالمبدأ الذي يصاغ في إطاره الخطط والغايات والأهداف ، لأنه ببساطة يرغب فى وضع مايسمى فى مصطلحات الشباب “بالتاتش بتاعه ” ، والذى يثبت مراراً وتكرراً بأنه لايصلح . نحن بهذا السلوك نلعب لعبة طويلة المدى ، ستعصف بكل قطع الشطرنج فى توقيت واحد ! . علينا أن نبدأ اللعبة من جديد ، لكن يجب علينا أن نستبعد من يتعاملون مع الملفات الحيوية إعلامياً ، ومن يخطط لهم ونضعهم تحت الإقامة الجبرية ، قبل الخضوع لجهاز كشف الكذب الذى يملكه الرأى العام المحلى والعالمي، وعلينا أيضا قتل بدم بارد أبجديات وأدوات الدولة الفاشلة إذا أرادنا أن لاتسقط حصوننا أمام الأعداء . وعلى الدولة أن تناقش نفسها أولاً ، قبل أى شىء ، ولاتنتظر ردود الفعل المميتة حتى تتحرك ، فظهور الصورة الحقيقية فى مصلحة مصر من كل الاتجاهات ، حتى تضمن نفاذ إصلاحاتها الإقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وحتى تدخل بين الكبار ليس من صورة الفراعنة التى قتلناها ، ولكن من باب الدولة التى تظهر أمام الجميع صورتها بأنها ” دولة العدل والتقدم التى يحكمها الدستور والقانون” . اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/s5rb