تقرير : خفض الجنيه ينذر بإشتعال أسعار “الدواجن”

عبد العزيز السيد : ارتفاع أسعار الدواجن لتصل لـ25 جنيه للمستهلك في رمضان المقبل

نبيل درويش: “الزراعة” تتجه لزيادة الرقعة المنزرعة من الذرة على حساب الارز لتقليل إستهلاك المياه

محمد الشافعي : زيادة أسعار مدخلات  الانتاج بنسبة 15% نتيجة ارتفاع الدولار

حذر عدد من الخبراء والمسئولين داخل المجتمع التجاري ، من تسبب القرارات الأخيرة للبنك المركزي والمتعلقة بخفض قيمة الجنيه أمام الدولار ، في حدوث موجة جديدة من إرتفاع اسعار منتجات الدواجن خلال الفترة المقبلة  ليصل سعر الكيلو إلى 25 جنيه ،  وخاصة مع قرب  بدء موسم شهر رمضان المقبل ، والذي يتزايد به مؤشرات الإقبال على الدواجن.

أكد د. عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية،  أن القرارات الأخيرة للبنك المركزي  ستؤثر بشكل سلبي على أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة وحتى موسم شهر رمضان المقبل ، متوقعاً وصول مؤشرات الأسعار إلى 25 جنيه للكيلو.

وأوضح إن هذا الارتفاع سيعود  إلى الزيادة المحتملة  بأسعار مستلزمات الانتاج  والتي يتم إستيراد نحو 85% منها بنسب قد تصل إلى 30% ، وكذلك الزيادة المتوقعة بأسعار الامصال واللقاحات بنسبة تتروح بين 20-40% نتيجة التأثير المباشر لخفض سعر الجنيه أمام الدولار .

وأضاف السيد أن كل ذلك سياهم في إرتفاع أسعار الدواجن  خاصة وأن سعر الكتكوت  الواحد يسجل حاليا نحو 7 جنيهات ، لافتا إلى وجود ارتفاع بحجم الانتاج اليومي ليسجل 1.3 مليون طائر ومن المتوقع أن يصل لنحو 1.9 مليون طائر في بداية رمضان.

وتوقع وجود زيادة في مؤشرات الطلب علي الدواجن خلال الاسبوع الأول من رمضان بنسبة 25% ، مشددا على ضرورة  أن تتجه الدولة للقيام بدور المستورد لمنتجات  الذرة والصويا بإعتبار كونهم أكثر مستلزمات الإنتاج إستيراداً خلال المرحلة الماضية .

وأكد د.نبيل درويش رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن إعتماد الدولة على إستيراد أغلب مستلزمات الإنتاج الداجني يعد السبب الرئيسي وراء تنامي التوقعات بحدوث إرتفاعات كبيرة بأسعار الدواجن خلال الأيام المقبلة .

وأضاف  أن الأيام الماضية شهدت بدء إنفراجة لمشكلة الإعتمادات المستندية التي تطلبها البنوك من الشركات ،  وهو الأمر الذي سيخفف من حدة الإرتفاعات السعرية المرتقبة ، مقترحاً أن تقوم الدولة بزراعة الذرة والصويا في مصر والتوسع فيهما .

وأشار درويش إلى وجود اتجاه لدي وزارة الزراعة حاليا لبحث سبل زيادة الرقعة المنزرعة من الذرة علي حساب الارز لتقليل استهلاك المياه ،مضيفا أنه من الضرورة أن يتم  الاعتماد علي تقاوي ذرة  مستوردة  ذات انتاجية أعلى من التقاوي الموجودة حاليا والتي لا تطرح محصول كبير ، وذلك لإن زيادة الانتاج سوف تقلل من تكلفته علي المزارعين وبالتالي ينعكس على الاسعار .

ولفت إلي أن مصر تستورد تقريبا ما يتراوح بين 8-9 مليون طن ذرة و2 مليون طن صويا، في حين لا يكفي انتاج الذرة المصري استهلاك شهر واحد ، بما يعني ضرورة الاتجاه الفوري لزيادة مساحة زراعة الذرة .

وعن ارتفاع الاسعار حاليا ، أرجع درويش  ذلك إلي ارتفاع التكلفة نتيجة زيادة حجم النافق من الدواجن والتي قد تصل إلى 40% في مزارع التسمين والتي تمثل 50%  من الانتاج ، نظرا لاستمرار مشاكل انفلونزا الطيور منذ 2006  وبعض الامراض التنفسية الاخري والتي تزداد خلال فصل الشتاء.

وأوضح إمكانية تقليل حدة تلك المشاكل عبر زيادة درجة الوعي لدي صغار المربيين بضرورة اتباع تعليمات الامان الحيوي ليحافظوا علي القطيع ، وكذلك قيام الهيئة ابيطرية بدورها في المرور على مزارع التربية والتعرف علي المشاكل وإعطاء الحلول الملائمة لها .

وأضاف درويش أن الفترة المقبلة سوف تشهد دخول عدد من المربيين  الذين توقفوا عن التربية خلال فصل الشتاء لعدم التعرض للخسائر، وذلك استعدادا لموسم رمضان والذي ترتفع فيه الاسعار بما يجعلهم يعوضون الخسائر، لافتا إلى إمكانية تقليل الخسائر من خلال الادارة الفعالة والحفاظ علي الدواجن من العدوى وبالتالي تقليل التكلفة.

وفي ذات السياق قال د. محمد الشافعي رئيس شعبة الدواجن واللحوم بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات ، أن كل الاسعار سوف تتجه إلى الزيادة خلال المرحلة الحالية نظرا لارتفاع سعر الدولار، خاصة في  ظل الاعتماد علي استيراد معظم مستلزمات الانتاج من الخارج.

وأوضح أنه من المتوقع أن تزيد تكلفة الاستيراد بنسبة 15% بنفس نسبة انخفاض سعر الجنيه في مقابل الدولار بما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الانتاج ، بما ينعكس مباشرة على أسعار المنتج النهائي .