رئيسى شينخوا: زيارة الرئيس الصيني تعزز النمو والاستقرار في الشرق الأوسط بواسطة أموال الغد 26 يناير 2016 | 8:15 ص كتب أموال الغد 26 يناير 2016 | 8:15 ص النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 على الرغم من انتهاء الرئيس الصيني شي جين بينج من زيارته الرسمية لكل من السعودية ومصر وإيران في الفترة ما بين يومي 19 و23 يناير 2016، إلا أن ايجابيات هذه الزيارة ستستمر على المدى الطويل بشأن تقوية النمو والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط التي تنتابها الاضطرابات والنمو المتخلف وغير المتوازن. منذ أن طرح الرئيس شي جين بينج مفهوم الدبلوماسية الشاملة ذات الخصائص الصينية في 2014، قام بزيارات مكوكية لعدد من الدول الواقعة في القارات الآسيوية والأوروبية والأمريكية والإفريقية. وبالنسبة إلى الشرق الأوسط، ظلت الصين تأخذ العلاقات مع دول المنطقة على محمل الجد ولاسيما أن الرئيس شي أدرج كلًا من السعودية ومصر وإيران في زيارته الخارجية الأولى في السنة الجديدة بما يجسد اهتمام الصين بدول الشرق الأوسط. وتعتبر زيارة الرئيس شي للدول الثلاث تكميلا مهما للدبلوماسية الصينية الشاملة التي تتميز بالتوازن والشمولية حيث تصمم الصين على تعزيز التواصل مع مختلف الدول. وبالرغم من أن العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية أصبحت متوترة في الفترة الأخيرة، إلا أن الرئيس شي أكمل زيارته لإيران بما يصدر إشارة مفادها ضرورة إيجاد أرضية مشتركة وتنحية الخلافات جانبا. في يونيو عام 2014، طرح الرئيس الصيني شي جين بينج فكرة التشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق، بحيث يتم تشكيل معادلة تعاون “1+2+3” المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق. وحققت زيارة شي نتائج ايجابية مرموقة في إطار معادلة التعاون الجديدة. أثناء زيارة الرئيس شي،أقامت الصين والسعودية الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وبذلك قد أقامت الصين في السنوات الأخيرة الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع 3 دول عربية ألا وهي الجزائر ومصر والسعودية فضلا عن إقامة الشراكة الإستراتيجية مع 5 دول عربية تضم الإمارات وقطر والسودان والأردن والعراق. ومع معاناة هبوط أسعار النفط الدولية منذ 2014، تواجه السعودية إلى جانب المنتجين الرئيسيين الآخرين للنفط في الشرق الأوسط تقلصا ملحوظا في الإيرادات المالية وضغوطا كبيرة في دفع نمو الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.وفي ظل الطلب العالمي الضعيف، ازداد الطلب الصيني للنفط باستمرار حيث استوردت 334 مليون طن من النفط الخام في 2015 بزيادة 8.8% على أساس سنوي. فيتضح أن الصين تلعب دورا لا بديل له بشأن دفع نمو الاقتصاد في الدول المنتجة للنفط. وعلى ضوء هذا، يعد التعاون في مجال الطاقة بمثابة العنصر الأساسي في زيارة شي. فأثناء زيارته للسعودية، أعرب الرئيس شي عن نية الصين في توسيع حجم تجارة النفط الخام مع السعودية. كما أكد شي أن بلاده مستعدة إلى تنفيذ تعاون شامل في مجال الطاقة مع دول الخليج من أجل تأسيس سوق مستقر ودائم للطاقة لدول مجلس التعاون الخليجي. وفي ظل سعي منتجي النفط العالميين إلى زيادة حصصهم في السوق الصينية، قدم الموقف الصيني الايجابي تجاه تعزيز التعاون مع السعودية ودول الخليج في الطاقة طمأنة واضحة وقوية لهذه الدول التي تعتمد على إيرادات النفط كثيرا. كما حضر الرئيس شي حفلا لتدشين مصفاة نفط “ياسرف” وهو مشروع مشترك بين شركة أرامكو السعودية وسينوبيك الصينية وتعد المصفاة أكبر استثمار صيني في المملكة حيث تبلغ قيمته 10 مليارات دولار تقريبا. ومن ناحية أخرى، أعلنت الصين ومجلس التعاون الخليجي خلال زيارة شي الالتزام بالعمل عن كثب من أجل إبرام اتفاقية شاملة للتجارة الحرة خلال عام 2016. ومن المعلوم أن الصين أبرمت 14 اتفاقية للتجارة الحرة مع 22 دولة ومنطقة. فلو توصلت إلى اتفاقية التجارة الحرة الشاملة مع مجلس التعاون الخليجي، ستشهد التجارة الصينية الخليجية تطورا أشمل وأكبر، علما بأن الصين تعد ثامن أكبر شريك تجاري للمجلس. يتضح أن زيارة الرئيس شي مشجعة جدا لمصر التي تواجه مشاكل وصعوبات في تنمية الاقتصاد وتحسين المعيشة. فخلال زيارة شي، وقعت الصين ومصر مذكرة تفاهم بشأن التطبيق المشترك لمبادرة الحزام والطريق وكذا مجموعة من اتفاقيات التعاون الأخرى التي تغطي مجالات مثل الكهرباء والفضاء والبنية التحتية والتجارة والطاقة والمالية. وقالت وسائل الإعلام المصرية إن قيمة الاتفاقيات بلغت 15 مليار دولار. وتعهد البلدان بمضاعفة الجهود لتنمية منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية-المصرية في السويس. وأثناء حضوره مراسم تدشين المرحلة الثانية من المنطقة، قال الرئيس شي إن المشروع سيجلب إلى مصر أكثر من 100 شركة وسيخلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل لمصر. كما تعهد شي بأن الصين ستشارك في مشروعات رئيسية مصرية منها تنمية محور قناة السويس وبناء العاصمة الإدارية الجديدة.إلى جانب ذلك، أكدت الصين أنها ستتعاون في المجال المالي، في إطار قدرتها، مع مصر دعما لمشروعات الحزام والطريق. ومن الواضح أن العلاقات الصينية المصرية تمر بفترة ذهبية حيث مدت الصين يد العون لمصر في الوقت المناسب لمساعدة الدولة العربية والإفريقية على دفع نمو الاقتصاد وتعزيز الاستقرار الاجتماعي بما يحقق الفوز المشترك للبلدين. تعد الصين صديقا لا غنى عنه بالنسبة لإيران. وتأتي زيارة الرئيس شي بعد رفع العقوبات الغربية عن إيران عقب إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران بالاتفاقية النووية. وكانت الصين قد لعبت دورا بناء في إتمام العملية. وخلال زيارة الرئيس شي، قامت الصين وإيران بترقية علاقاتهما إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة. كما وقعت الدولتان وثيقة بشأن مبادرة الحزام والطريق. وقال الرئيس شي “إن الصين على استعداد للعمل مع إيران لرفع التعاون متبادل المنفعة في مجالات مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية والأمن والتبادلات الثقافية والشعبية، إلى مرحلة جديدة.” وحث شي البلدين على بناء علاقة تعاونية طويلة الأجل ومستقرة في مجال الطاقة، وتنفيذ مشروعات تعاون في مجال السكك الحديد والطرق السريعة والتعدين والاتصالات والمعدات الهندسية والبنية التحتية. كما تم توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون التي تغطي مجالات مثل الطاقة والقدرة الصناعية والمالية والاستثمار والاتصالات والموارد البشرية. كما أعلنت الصين وإيران إنهما قد اتفقتا على تعزيز إلية اجتماع سنوية بين وزيري الخارجية في إطار جهود تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة. ومن الواضح أن زيارة الرئيس الصيني شي جلبت قوة دافعة لنمو الاقتصاد في إيران التي تعد منتجا رئيسيا للنفط وتعاني من ضغوط مالية ضخمة نتيجة للعقوبات الغربية، الأمر الذي سيعزز الاستقرار الاجتماعي في الدولة. وفي الوقت الذي تعكف فيه الصين على تعزيز التعاون مع دول الشرق الأوسط في الاقتصاد والتجارة والطاقة، تحرص أيضا على لعب دور بناء لتقوية الأمن والسلام في المنطقة حيث طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ سلسلة من الاقتراحات والحلول الصينية في خطابه أمام جامعة الدول العربية. وأشار شي الى ان المفتاح لتسوية الخلافات يكمن في تعزيز الحوار ولا تُحل المشاكل بلغة القوة، ولا يدوم الأمن بعقلية المحصلة الصفرية. وقال إن المفتاح لفك المعضلة يكمن في تسريع عجلة التنمية وإن جميع الأسباب التي أدت إلى الاضطرابات والتوترات الحالية في الشرق الأوسط ترتبط في الأساس بالتنمية، فلا مفر من احتوائها إلا من باب التنمية في نهاية المطاف. ومن أجل تعزيز الأمن والسلام في الشرق الأوسط من خلال تسريع عجلة التنمية، سيشارك الجانب الصيني في بناء الحدائق الصناعية في منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على الدفع لبناء منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري. كما سيطلق الجانب الصيني خطة الشراكة التكنولوجية والعلمية الصينية العربية التي سيتم إنشاء في إطارها 10 مختبرات مشتركة في مجالات الزراعة الحديثة والمعلومات والاتصالات والصحة الديموغرافية وغيرها. ومن أجل تعزيز العملية الصناعية في الشرق الأوسط، ستتعاون الصين مع الدول العربية في اتخاذ إجراءات لتحقيق التكامل في مجال الطاقة الإنتاجية،حيث تضم هذه الإجراءات تخصيص قروض خاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار دولار تستخدم في مشاريع تعاونية مع دول المنطقة في مجالات الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية، مع تقديم قروض تجارية قيمتها 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط بغية دعم التعاون في الطاقة الإنتاجية. كما تضم تلك الاجراءات تقديم قروض تفضيلية بقيمة 10 مليارات دولار؛ وإنشاء صندوقين مع كل من الإمارات وقطر للاستثمار المشترك تبلغ قيمتهما الإجمالية 20 مليار دولار وذلك بهدف الاستثمار بشكل رئيسي في قطاعات الطاقة التقليدية والبنية التحتية والتصنيع المتقدم في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بأزمة سورية، قال شي إن الوضع في سوريا غير قابل للاستمرار، مؤكدا أن الأولوية الملحة لتسوية القضية الساخنة هي وقف إطلاق النار، والطريق الأساسي لها هو الحوار السياسي. وفي هذا الصدد، واصلت الصين بالفعل بذل مجهوداتها حيث قام ممثلون لكل من الحكومة والمعارضة السوريتين بزيارة الصين على التوالي في الفترة الأخيرة. كما دعت الصين إلى سرعة إطلاق أعمال الإغاثة الإنسانية إلي لسورية والدول الأخرى بالمنطقة. وفي هذا الإطار، قال الرئيس شي إن الصين ستقدم هذا العام مساعدات إنسانية جديدة إلى الشعوب السورية والأردنية واللبنانية والليبية واليمنية بقيمة 230 مليون يوان صيني. وفي ظل الاضطرابات في الشرق الأوسط، قال الرئيس شي إنه لا يجوز تهميش القضية الفلسطينية ناهيك عن وضعها في الزاوية المنسية ، داعيا إلى اتخاذ إجراءات أقوى من المجتمع الدولي لتفعيل عملية مفاوضات السلام سياسيا وتدعيم عملية إعادة الأعمار اقتصاديا. ولأجل تحسين معيشة الشعب الفلسطيني، قررت الصين تقديم مساعدات قيمتها 50 مليون يوان صيني إلى الجانب الفلسطيني، مع تقديم الدعم لمشروع المحطة الكهروشمسية في فلسطين. وتماشيا مع تفشي الأفكار الإرهابية والمتطرفة في الشرق الأوسط والعالم، تهتم الصين بتعزيز التعاون مع الشرق الأوسط حيث توصلت الصين والسعودية ومصر وإيران أثناء زيارة شي إلى تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب بينما تعارض الصين ربط الإرهاب بعرق أو دين. وبصراحة إن التبادل والتعاون مع دول الشرق الأوسط سيزيد من التواجد السياسي والاقتصادي والثقافي الصيني في المنطقة ، ولكن يعد تعزز هذا التواجد نتيجة طبيعية تخدم مصلحة كافة الأطراف. فعندما نستعرض التبادل والتعاون بين الصين والدول الأخرى في مختلف أنحاء العالم، نجد أن الصين لم تسع الى السيطرة على الآخرين بل نجحت في تحقيق الفوز المشترك للجميع. وكما قال الرئيس شي “نعمل على النصح بالتصالح والحث على التفاوض ولا نقوم بتنصيب الوكلاء؛ نبذل الجهود لتكوين دائرة الأصدقاء للحزام والطريق التي تغطي الجميع ولا ننتزع ما يسمى بـ”مجال النفوذ” من أي واحد؛ نسعى إلى حياكة شبكة شركاء تحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك ولا ننوي ملء الفراغ”. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/ou4h