أعمده ومقالات هل يريدها بوتين حرباً دينية؟ بواسطة مصطفى النجار 6 أكتوبر 2015 | 10:29 ص كتب مصطفى النجار 6 أكتوبر 2015 | 10:29 ص النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 7 تصدر الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بيانا تعلن فيه دعمها للغارات الروسية فى سوريا وتعتبر الحرب التى يخوضها بوتين (حربا مقدسة) وتقول (إن بلادنا اليوم هى أكثر قوة فى العالم تحارب الإرهاب)، بعد موجة هجوم متصاعد على ما قالته الكنيسة يحاول البعض تلطيف الأجواء، ويقول إن الترجمة غير دقيقة، وإن الكنيسة تقول إنها (حرب من أجل الأخلاق تصل لدرجة القداسة)، لا يقتصر الأمر على الكنيسة الروسية بل تصدر الإدارة الروحية المركزية للمسلمين فى روسيا بيانا يؤيد التدخل العسكرى الروسى فى سوريا، يمكن تفهم أن هناك ضغوطا تمت ممارستها ضد هذه الجهات لإصدار بيانات التأييد للحرب، لكن ما فعلته الكنيسة الروسية سواء كانت مجبرة أو متعمدة باختيارها فتح الباب لاستقطاب دينى مواز إذ أصدر حوالى 55 شيخا وعالم دين سعوديا بيانا نشره موقع شبكة CNN دعوا فيه كافة الفصائل السورية إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة فى وجه التدخل الروسى الذى قالوا إنه لم يأت إلا لإنقاذ النظام السورى من هزيمة محققة، وقال البيان: ما أشبه الليلة بالبارحة! فقبل ست وثلاثين سنة غزا الاتحاد السوفييتى الشيوعى أفغانستان المسلمة لينصر الحزب الشيوعى ويحميه من السقوط وها هى وريثته روسيا الصليبية الأرثوذكسية تغزو سوريا المسلمة لنصرة النظام النصيرى وحمايته من السقوط، فلتعتبر بمصير سلفها، وختم البيان بالدعوة للجهاد (إن روسيا لم تأتِ بجديد؛ فإن خوفوكم بطائراتها وصواريخها ودباباتها فقد قصفكم النظام الكافر بالصواريخ والدبابات والطائرات، فما استطاع هزيمتكم، وهكذا ستبوء حليفته بالخسران بإذن الله وندعو الكوادر وذوى القدرات إلى البقاء وعدم مغادرة الشام، بل المساهمة فى البناء والتحرير، وندعو القادرين منكم إلى الالتحاق بركب الجهاد، فهذا يومكم، الله الله فى إسلامكم ودياركم وأعراضكم، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا، أقبلوا على جهاد عدو الله وعدوكم فالله معكم، والمسلمون خلفكم بكل ما يستطيعون بإذن الله وإن فجر النصر قريب). وزير الخارجية المصرى يقول «المعلومات المتاحة لدينا خلال اتصالاتنا المباشرة مع الجانب الروسى تؤشر إلى اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب والعمل على محاصرة انتشاره ودخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات فى هذا الجهد هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر فى محاصرة الإرهاب فى سوريا والقضاء عليه! تقف الحكومة المصرية موقفا غريبا ومغايرا للموقف الأمريكى والأوروبى ومعاكسا لحلفائها بالخليج الذين حسموا أمرهم بضرورة رحيل بشار لإنقاذ سوريا من المخالب الإيرانية، حتى الآن ما زلنا عاجزين عن إدراك أن بقاء بشار يمثل خطرا على الأمن القومى المصرى مثلما يمثل بقاء داعش وتمددها، نحن نقف فى المكان الخطأ ولا نستطيع التخلص من مرارة تجربة الإخوان وعقدتها التى صارت تحكم مواقفنا فى قضايا كبرى ومصيرية بحجم الملف السورى، لن نهزم داعش مع بقاء بشار الذى يقوى داعش ويعطيها مبررا للوجود والتوحش. دخول الروس لسوريا سيزيد من الإرهاب بالمنطقة وسيخرج جيلا جديدا دمويا سينفجر فى وجه الحكام، تحويل الحرب بسوريا لحرب ذات صبغة دينية لم يبدأه العرب وإنما بدأه الروس بغبائهم وسيدفعون ثمنه، هناك لحظات فارقة تتحدد بعدها مصائر الأمم والويل لمن يتأخر عن إدراك الأوان وتعديل المسار. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/n2sp