أعمده ومقالات عدسات مصرية وعربية! بواسطة عمرو حمزاوي 25 يونيو 2015 | 11:02 ص كتب عمرو حمزاوي 25 يونيو 2015 | 11:02 ص النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 أتمنى على القائمين على صناعة الفيلم التسجيلى فى مصر وفى عموم بلاد العرب الاهتمام بتناول أوضاع من أصبحت مآسى التهجير والنزوح والارتحال واللجوء هى جوهر واقعهم المعاش بفعل حروب الكل ضد الكل العبثية، وحروب الهويات الطائفية والمذهبية والعرقية، وصراعات المتكالبين على السلطة، والجرائم ضد الإنسانية والمظالم والانتهاكات، التى ترتكبها بعض نظم الحكم، كما تتورط فيها بوحشية ودموية عصابات الإرهاب. أتمنى عليهم جميعا، مبدعات ومبدعين، ومشاركين فى إدارة المؤسسات الحكومية والجهات الخاصة المساهمة فى صناعة الفيلم التسجيلى والداعمة له، توثيق واقع المهجرين والنازحين والمرتحلين والباحثين عن اللجوء إلى ملاذات آمنة ومعالجة التغيرات الجذرية التى تحيط بهم اقتصاديا واجتماعيا وخدميا (خاصة لجهة مدى حضور أو غياب الخدمات التعليمية وخدمات الرعاية الصحية ورعاية كبار السن والأطفال والنساء) وتطول بكل تأكيد نظرتهم للحياة وللوطن وقضايا الهوية والانتماء وحدود التشبث بآمال العودة إلى «أرض البدايات» أو الانفتاح على «البدايات الجديدة» والتخلى عن المفاهيم التقليدية التى نتوارثها جميعا وتربط بين مكان ميلاد المرء ومستقر جسده حين يوارى التراب. أتمنى عليهم ألا يتركوا تناول وتوثيق ومعالجة أوضاع ملايين العرب، الذين يفرض عليهم التهجير والنزوح والارتحال واللجوء فقط لمقاربات مبدعات ومبدعين غربيين، ولعدسات صناع الأفلام التسجيلية من الولايات المتحدة الأمريكية ومن عديد البلدان الأوروبية. حين هجر الشعب الفلسطينى من أرضه فى النصف الأول من القرن العشرين لكى تؤسس دولة جوهرها الاستعمار الاستيطانى وتوظيف العنف المسلح، لم تكن هناك سوى عدسات الأمريكيين، والأوروبيين، وعدسات المعتدين الذين اضطهدوا الفلسطينيين تارة كعصابات يهودية وتارة كجيش نظامى. حين أجبرت الهزيمة العربية فى حرب 1967 والاحتلال الإسرائيلى للبنان فى 1982 وفظائع بعض الميليشيات اللبنانية الشعب الفلسطينى المرة تلو الأخرى على تجرع مرارات التهجير والنزوح والارتحال واللجوء دون نهاية، لم تتواجد سوى عدسات الأمريكيين، والأوروبيين وعدسات المعتدين، الذين كانت بعض الرؤى والأصوات الناقدة للاستعمار والاستيطان والاحتلال والعنف المسلح قد بدأت تتصاعد بين أوساطهم. وكذلك غابت العدسات العربية أو لم تسجل سوى محدود الحضور حين توالت مآسينا بفعل حروب وصراعات محلية وإقليمية وبفعل تدخل وغزو واحتلال القوى الأجنبية وحين تفتت بعض المجتمعات العربية وتعرضت دولها الوطنية لمعاول الهدم، فى اليمن قبل الوحدة وبعدها وفى الصومال وفى السودان وفى لبنان قبل الحرب الأهلية وبعدها وفى العراق والآن فى سوريا وليبيا. غاب المبدعون العرب وغابت عدساتهم إلى حد بعيد، كما غابت عن تحولات السنوات القليلة الماضية وعن العنف الذى أعادت به السلطوية العربية تجديد دمائها على حساب دمائنا. أتمنى عليكم ألا تبتعدوا الآن عن تناول وتوثيق ومعالجة أوضاع الملايين المهجرة والنازحة والمرتحلة واللاجئة، لا تتركوهم فقط لمقاربات وعدسات الغربيين، ولا لكاميرات القنوات الإخبارية، التى تعجز عن الإحاطة بمآسى البشر وبالتغيرات الجذرية التى تحيط بهم. غدا.. هامش جديد للديمقراطية فى مصر. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/pp0m