تقارير وتحليلات كيف تلقت روسيا تحذيرا من خفض إنتاج النفط مع انحدار الأسعار؟ بواسطة رويترز 27 مايو 2015 | 6:59 م كتب رويترز 27 مايو 2015 | 6:59 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 في وقت تستعد فيه روسيا للاجتماع مع منظمة أوبك الأسبوع القادم يلقي إيجاز من مركز أبحاث مقره موسكو الضوء على تلقي الحكومة تحذيرا من خفض إنتاج النفط أواخر العام الماضي رغم أن الأسعار العالمية كانت تنهار. كانت التكهنات قد شاعت بأن روسيا قد تبرم اتفاقا مع المنظمة لكبح التراجع عندما التقى وزير الطاقة ألكسندر نوفاك بنظيره السعودي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. لكن مركز الأبحاث كان قد نصح نوفاك بالفعل بأن أوبك لن تتعاون وأن التحرك المنفرد سيكون باهظ التكلفة في وقت تعاني فيه روسيا من وضع مالي بالغ السوء. وقال فريق بقيادة خبير الطاقة جريجوري فيجون في الورقة التي لم تنشر من قبل وأعدت بطلب من وزارة الطاقة قبل اجتماع 25 نوفمبر تشرين الثاني في فيينا “إذا خفضت روسيا الإنتاج فإن أوبك ستنتزع حصتنا السوقية في أوروبا.” وأعد الورقة فريق الطاقة بمعهد سكولكوفو والذي أنشأ بعد ذلك مجموعة فيجون الاستشارية المستقلة. وخلال الاجتماع رفض نوفاك خفض الإنتاج الروسي وبعدها بيومين رفض وزير البترول السعودي علي النعيمي طلبات لخفض الإنتاج خلال اجتماع لأوبك مما دفع أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات وأطلق معركة عالمية على حصص السوق. وبعد ستة أشهر على ذلك من المتوقع أن يكرر جدول الأعمال نفسه الأسبوع القادم: فالمنتجون غير الأعضاء في أوبك بقيادة روسيا سيجتمعون مع المنظمة في العاصمة النمساوية يومي الأربعاء والخميس ثم تعقد أوبك مؤتمرها يوم الجمعة. ومازال سعر الخام القياسي البالغ حوالي 63 دولارا للبرميل أقل بكثير مما كان عليه قبل اجتماع أوبك في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. لكنه تعافى من مستواه المتدني 46 دولارا الذي سجله في يناير كانون الثاني مما يخفف الضغوط لأخذ إجراء جذري. لذا من المستبعد أن تغير أوبك التي تسيطر على ثلث سوق النفط العالمية وروسيا التي تنتج 12 بالمئة أخرى استراتيجية الإنتاج. وقال الإيجاز السري الذي اطلعت عليه رويترز إنه إذا قررت موسكو خفض الإنتاج أو الصادرات فإن كمية مماثلة من خام أوبك – معظمها من السعودية إلى جانب إيران وليبيا – ستحل محل ما يصل إلى مليون برميل يوميا من النفط الروسي. ويعادل ذلك نحو عشر الإنتاج الروسي والاستهلاك الأوروبي. وأحجمت وزارة الطاقة عن التعليق على الورقة التي كتبت في نوفمبر تشرين الثاني لكنها لا تحمل تاريخا محددا. وتوقع فيجون أن ترفض السعودية خفض الإنتاج لأنها قادرة على تحمل انخفاض سعر النفط. وقالت الورقة إنه بدلا من ذلك فسيستغل أكبر عضو في أوبك الفرضة لزيادة حصته السوقية على حساب المنتجين المنافسين والأعلى تكلفة مثل الولايات المتحدة وروسيا. وثبتت صحة ذلك. بل إن أوبك عوضا عن خفض الإنتاج زادته 1.4 مليون برميل يوميا على مدى العام الأخير لتقفز إمدادات السعودية وحدها 450 ألف برميل يوميا على أساس سنوي إلى 10.15 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان. وتنبأت الورقة بأن منتجي النفط الصخري الأمريكيين سينجحون في المحافظة على مستويات الإنتاج حتى في ظل الانخفاض الشديد للأسعار. وثبتت صحة ذلك أيضا حتى الآن على الأقل. توترات عالية وإلى جانب نوفاك مثل روسيا في محادثات 25 نوفمبر تشرين الثاني إيجور سيتشين رئيس شركة الطاقة العملاقة روسنفت وحليف الرئيس فلاديمير بوتين. والتقى الاثنان بالنعيمي وبالأمين العام لأوبك عبد الله البدري ووزير الخارجية الفنزويلي رفاييل راميريز ومع بيدرو خواكين كولدويل وزير الطاقة بالمكسيك التي مثل روسيا ليست عضوا في المنظمة. كانت توقعات السوق حينئذ على أشدها في سنوات بأن موسكو وأوبك ستتفقان على خفض مشترك لدعم الأسعار. كان الوضع الروسي متأزما بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها بعد ضم القرم ودعمها المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا. لكن بعد محادثات لعدة ساعات غادر سيتشين والنعيمي فندق جراند حيات من بابين خلفيين مختلفين. وأعلنت روسيا أنها لن تخفض الإنتاج حتى إذا تراجعت الأسعار إلى 40 دولارا في حين قال النعيمي إنه حضر إلى الاجتماع دون أي توقعات وبعدها بيومين حث سائر وزراء أوبك على عدم خفض الإنتاج. ورفعت روسيا إنتاجها 200 ألف برميل يوميا في العام الأخير ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند أكثر من 10.7 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان. ويرجع ذلك أساسا إلى زيادة إنتاج شركة جازبروم التي تديرها الدولة وشركة باشنفت المؤممة حديثا. وحققت الشركات الروسية الزيادة رغم بعض التوقعات بانهيار وشيك للاقتصاد الوطني بسبب العقوبات التي أعاقت حصولها على التمويل الدولي والتكنولوجيا الغربية. وقال جوناثان كوليك رئيس أنشطة أوراسيا في شركة ترافيجورا لتجارة السلع الأولية هذا الشهر “كانوا ينجحون دائما عندما يوضع حاجز أمامهم. إنهم بحاجة إلى زيادة الإنتاج ولا ريب أنه سيزيد.” وتظهر الورقة أن روسيا كانت على علم بأن حرب الإمدادات ستضعف أسعار النفط وتضر بميزانية الدولة التي تعاني من عجز يعادل 4.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. لكن مصدرا قريبا من الفريق الروسي المسؤول عن المحادثات مع أوبك قال إن تغييرات كبيرة وقعت منذ ذلك الحين. وقال المصدر “سعر النفط انتعش وروسيا تتأقلم نوعا ما. هناك أيضا اعتقاد بأن السعوديين لن يخفضوا كي لا تتراجع حصتهم من السوق ولذا ينبغي على روسيا ألا تخفض هي الأخرى.” ومن غير المقرر أن يحضر شيتشين اجتماع الأسبوع القادم مما يعزز التوقعات بعدم تغيير الاستراتيجية الروسية. ولم تدع فيجون الاستشارية لتقديم إيجاز هذه المرة. وفي وقت سابق هذا الشهر أشار كيريل مولودتسوف نائب وزير الطاقة إلى أن روسيا أقل قلقا بشأن سعر النفط هذه الأيام مما ينبئ بأنها أقل استعدادا للتعاون مع أوبك في خفض الإنتاج. وقال “المشاورات جارية (مع أوبك).. انظروا إلى التوقعات التي أصدرناها سابقا. ستفهمون أننا في نطاق (السعر) الذي تنبأنا به.” اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/p34g