دينا عبد الفتاح لافشل مع “الجهد”.. ولا انتصار إلا بالصبر! بواسطة دينا عبد الفتاح 18 فبراير 2015 | 9:36 ص كتب دينا عبد الفتاح 18 فبراير 2015 | 9:36 ص النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 2 يقول أحد الحكماء “أجمل ما في هندسة الحياة أن تبني جسراً من التفاؤل على بحر من اليأس”، هذا ماعهدته على نفسي طوال فترات ليست بالقليلة من حياتى ، فالتفاؤل دائما ينعش قلبك وقلب من حولك بأن القادم أفضل ، وانها ارداة الله فى كل الأحوال . فأنا كغيرى من المصريين ، فجعنى ماحدث فى سيناء لأبناء هذا الوطن ، من عدو خسيس يسعى الى التدمير والخراب ، والافتراء على خلق الله ، متخيل أنه سيصل الى مراده بقتل الإرادة والأمل لدى جموع المصريين عبر أنهار من الدماء ، سفكها بلا حرمة ولا إنسانية . وتصوير هذه الأحداث على أنها انتصار وفتح مبين ، لتصدير القلق للداخل والخارج وإرباك حسابات الدولة قبل انطلاق القمة الإقتصادية المقرر عقدها فى مارس القادم ، فمن يأتى فى دولة تقتل بعضها ، ومن سيغامر بأمواله فى خطوط نار متشابكة ، غزلها الإرهاب بلا هوادة أو رحمة . فعلى الدولة ممثلة فى القوات المسلحة والشرطة ، الاستمرار فى مواجهة الإرهاب بيد من حديد ، وتتبع وتدمير مصادر تسليحها ، وتمويلاتها الغائرة وسلاسلها البشرية الممتدة خارج الدولة فى دول الانفجارات العربية ، واستخدام كل قواها الفعالة فى ارباك حسابات تنظيمات تتنامى فى كامل المنطقة بأسرها ، وترغب فى إدخال مصر فى دوامات اللامستقبل واللاهوية ، عبر إشعال الصراعات هنا وهناك ، وكسب ود فئات من المجتمع ، عبر اللعب على ظروفها الاجتماعية او حتى باسم الدين . فإرهاب التسعينيات كان يتحرك بأسلوب إضرام النار فى كل ما حوله ، بدعوات عنف وقتل بررت كذبا بأنها جهاد فى سبيل الله ، أما إرهاب اليوم فيبحث عن ماهو أبعد ، عن حكم الشعوب والاندفاع بقوة بل والتسابق فى إشعال نار الفتنة بين فئات المجتمع المختلفة ، والتسلل خلف أفكار وجماعات تزعم أنها تحمل الخير والمستقبل وهى تخفى خلفها سكين يرغب فى قطع أواصر الدولة . هى حرب بالتأكيد ، لكنها وان كانت تحتاج نار فى مقابل نار ، فهى تحتاج فى المقابل إلى صوت العقل الذى يخاطب المجتمع لتوعيته بخطورة الإرهاب ، ودور كل فرد منا لمواجهته ، وليس صناعة اليأس فى نفوس المجتمع عبر التهويل وصريخ الحناجر الذى ينتاب عدد كبير من الإعلاميين فى الوقت الحالى ، ناهيك عن ألفاظ نابية من قاموس الشوارع ، فهذا كله لا فائدة منه لأنه ببساطة تصوير سىء للأزمة وليس حلا لها. فإرادة المجتمع ضد المخاطر، تبنى من خلال صوت العقل الذى يدرك مايحدث حوله ، وتسطير جسور للفهم او حتى محاولة فهم ما يحدث حولنا ، وذلك حتى نستطيع تحصين أنفسنا ومجتمعنا وتخفيف حدة الأزمات ، من خلال القنوات المجتمعية الممثلة فى الجمعيات والروابط والأندية ، وليست القنوات التلفزيونية التى طالما مايحركها الاثارة وحب الانفرادات وأحيانا حتى ولو على جثث موتانا . فإذا كان الجندى فى الحرب ، فإن من واجب المجتمع أن يحميه ، ليس فى ساحة المعركة ، وانما من خلال تشكيل رأى عام واعى قادر على الحوار مع بعضه للوصول الى حلول ، فالجندى لايملك رفاهية الانتظار حتى يقنع كل من أمامه بأن يرمى السلاح ويراجع نفسه ، لكن على العكس الأزهر لديه فرصة ، والمحافظين لديهم الفرصة ، والمدرس لديه فرصة بأن يوجهوا الناس نحو الحقيقة ، ولست أقصد هنا الترويج لشخص ما ضد شخص ، فالحق ملك الدولة الراغبة فى البقاء والحياة والتطلع الى المستقبل الذى يمكن أن تحققه . فلا يمكن ان يتصور أحد عاقل أن نصل لشىء دون ان نجمع أشلاء عقولنا التى تناثرت بسبب مانراه حولنا من صراعات ودم محليا وخارجيا ، ناهيك عن مؤامرات طبيعية تحيكها دول لهذه المنطقة ، فى عالم لايعترف إلا بالقوى الذى يستطيع ان يرد الصفعة باثنين ، والنار بألف نار ، وليس الضعيف الذى يبكى على أطلال الماضى ، ويفضل البقاء بإشارة الاستسلام البيضاء المعلقة بجانب سارية العلم. اليوم وقد اقتربت مصر من انعقاد قمتها الإقتصادية التي من المحتمل أن تكون لاعبا رئيسيا في تحديد حظوظ الاقتصاد من التنمية خلال الفترة المقبلة ، بعد أن دشنت مجموعة من الإصلاحات الهيكلية في صلب الاقتصاد القومي وبادرت بالإعلان عن مشروعات قومية تزخر بفرص كبيرة ذات معدلات عالية للعائد علي الاستثمار ، فلا يمكن للدولة أن تنظر للخلف ولا علي الشعب أن يتراجع عن الحلم ولا للقيادة السياسية أن يختل أدائها نتاج الحوادث الإرهابية الرخيصة التي تكررت علي مدار الفترة الماضية. فأمن مصر أمر اعترف به العالم منذ فترة طويلة امتدت لأكثر من عام وأن فكرة الحوادث العارضة ما هي إلي محاولات لفصائل متطرفة لجذب انتباه العالم وتشكيل رأي عام دولي يقر بأن “مصر بلا أمن” علي اعتقاد بأن هذا سيؤثر علي المجري الاقتصادي الخصب الذي رسمت الحكومة طريقه وينقص أن تنزل قوارب المستثمرين والمنتجين فيه ، ليخلفوا لنا منتجات عالمية مدون عليها “صنع في أرض الكنانة” وتكنولوجيا يقدرها العالم فتحفر اسم مصر كأحد الإقتصاديات الصاعدة عالميا إلي جوار البرازيل والهند وماليزيا وغيرها ، تلك مصر التي نريد والتي ستكون بإذن الله. أمر آخر لابد وأن تعيه الحكومة هو أن مرحلة الحصاد قد اقترب أجلها، وهذه المرحلة هي “فقط” التي سيعترف فيها الشعب بنجاح حكومته فبالرغم من سلامة السياسيات الإقتصادية والمالية علي مدار الفترة الماضية إلا أن المواطن العادي لم ينعم بثمارها حتي الآن رغم أنه من تحمل عناء زراعة بذورها عن طريق تحمله لقفزات الأسعار التي جاءت نتيجة للتحرير النسبي في أسعار المواد البترولية أملا في اصلاح تشوهات الدعم ، وتحمله لضيق ذات يد الحكومة في انفاقها علي الخدمات التي ترتبط إرتباط مباشر بمستواه المعيشي وتؤثر فيه . وهنا إذا نجح الإرهاب في لفت انتباه الحكومه عن مسارها الإقتصادي الصحيح فقد تحدث مضاعفات اجتماعية كأن يحدث تذمر عام جراء تأخر الثمار التي وعدت بها الحكومة بعد أن أجرت اصلاحاتها المالية وأطلقت مشروعاتها القومية ، وهنا لن يشفع للحكومة شيء لدي شعبها فحينها سيضيع الإحساس بالأمل وسط ركام اليأس ، وينتصر الإرهاب علي إرادة الشعب ، ويصبح مستقبل مصر 2015 هو ذاته مستقبلها في 2010 حينما فقد الشعب الأمل في أن يرعي النظام تنمية ذات توزيع عادل أو حتي يرعي عدالة في توزيع ثروات تراكمت بفعل مزيج من الاجتهاد والفساد لدي “فئة” من كبار الرأسماليين! أعزائي قادة هذا الوطن لقد حان وقت “التنمية العادلة” التي ناشدها المصريون منذ عقود والتي لن يرضي بغيرها الشعب فموعدنا في مارس 2015 نستقبل معاً رواد الاستثمار والإنتاج والتعمير في العالم نمد أيدينا إليهم نتعاون من أجل الصالح المشترك لنوطن “تكنولوجيا” كنا أحق بها منذ عقود ، ونبني اقتصاد قصر في وضع أساسه السابقون، ونرفه شعب طال أمد انتظاره ، فلا مجال لليأس ولا فشل مع “الجهد” ولا انتصار إلا مع الصبر. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/pmp8